المجموعة الشعرية "تراتيل أسفلل شرفة الوعد"، للشاعر الليبي صالح أحمد قادربوه، الصادر عن دار زهران للنشر والتوزيع، نقرأ منه:
إشراق
للساعة إبطٌ
يُعْشِبُ فيها ورق الصمت
رائحة العرق الزمني
تُضييءُ
- كما الصلصال -
أنت هنا
قراءة كتاب تراتيل أسفل شرفة الوعد
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية

تراتيل أسفل شرفة الوعد
الصفحة رقم: 5
4. النبوءة :
لهذه المفردة بالذات خصوصيتها في نصوص الديوان؛ لا من جهة تكرارها بل من جهة التوظيف ، توظيف المعنى . فالنبي (يونس عليه السلام) يتكرر ذكره في أكثر من قصيدة في الديوان . وفي قصيدة (صبح) نجد ما يلي :
"يجييء بلا موعد
كالنبوءة
يفصح عن ذاته
فيرتد كلٌ إلى ذاته
يبرأ الأكمَهُ الروح
- إذ يتجلى -
ويمشي الكسيحْ"
النبوءة هنا حاضرة لا كمفردة فقط ، بل كتاريخ ديني وكموروث ثقافي موظف لفعل التنبؤ ، وإن يكن هذه المرة ليس دينياً بقدر ما هو رؤية شاعر ، كما في مكان آخر من ذات القصيدة :
"من كُوّة في الجدار يطل
فلا تقنطوا
سيبوح به الانذهال المقدس
حين يلامس ظل انحناءته
لولوج المدى . . . ويصيحْ"
5. لمسة الحزن :
منذ عنوان الديوان (تراتيل) ونحن نتعرض لإيحاءات وتأكيدات صريحة تشي بسيطرة شبه كاملة للحزن كحالة وجدانية تعم القصائد ؛ فالتراتيل - وهي مفردة ذات بعد ديني - تشعرنا بالحزن قدر ما توحي بالانشغال بالعبادة . وللتدليل على هذه السيطرة يكفي أن نتأمل بعض عتبات النصوص (عناوينها) لنجدها تقول :
(انكسار ، ظِلال ، أسئلة الحنين الموؤود ، جفاء ، ضفاف النشيج . . .) ، أو يكفي أن نقرأ الإهداء : (ناحت أحلامنا . . . على نزيف الحجر) ، و النوافذ الكفيلة بإتاحة فرص الهرب ليست في الجدران بل في قلب الريح ؛ كما في (فجر) . حتى البحار التي تستطيع أن تغسل بمائها حزننا وحزن الشاعر خانها الملح فارتدت الرمل ، كما في (احتمال الحلم) . وعندما يمطر العمر يمطر شباباً قتيلاً ، كما في (أسئلة الحنين الموؤود) .