مرحلة الطفولة المبكرة ( سن الرياض ) هي أسرع و أخصب وأقصر فترة عمرية، التي في حال تم استغلالها بشكل مناسب ، تمكن المربية من غرس بذور لسمات في شخصية الطفل تسلح النفس والعاطفه بمواصفات السلوك الاجتماعي الايجابي والمواطنية الصالحة ، فالفرصة ذهبية تربوياً والامك
أنت هنا
قراءة كتاب أطفال الرياض بين التنشئة وتقويم السلوك
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 1
المقدمة
الأطفال لا تنمو بدون الحب المستمر
مرحلة الطفولة المبكرة ( سن الرياض ) هي أسرع و أخصب وأقصر فترة عمرية، التي في حال تم استغلالها بشكل مناسب ، تمكن المربية من غرس بذور لسمات في شخصية الطفل تسلح النفس والعاطفه بمواصفات السلوك الاجتماعي الايجابي والمواطنية الصالحة ، فالفرصة ذهبية تربوياً والامكانيات فوق المتوقع لانجاز ذلك ، لأن الطفل ما زال في طور البراءة و السذاجة وهو مرن وغض ( قابل للتقويم ) ولديه قلب أبيض لم يلوث أو يدنس بعد من عالم الكبار بمعنى أنه ( لم يتعلم مهارات الغاب بعد!!!)، بالاضافة لكل ذلك هو كتاب لم ترسم سطور صفحاته بعد.
على المربين ألا يأخذوا أطفالهم على محمل المضمون، بل ليس الأطفال إنما كل ما هو موجود حولنا... حتى الشجر يشعر بذلك ويموت إذا توقف حبنا له... فما لنا بالبشر أرقى المخلوقات وأسماها. لأن الوالدين يقومان باستمرار بتصحيح السلوك وإبداء النقد له باستخدام عبارة "هذا صحيح وهذا خطأ"، أو "افعل هذا ولا تفعل ذاك...!!!" ، لذلك الطفل بحاجة ماسة دائما لتأكيد وتجديد الحب له من قبل الوالدين\ المربين والآخرين ممن هم حوله... وإلا لسوف يشعر أنه غير جيد بداخله... يحتاج الطفل أن يدرك أنه حتى في حال عدم قبول كل شيء يفعله، بأنه دائماً مقبول ككائن حي بشري..." حبوا اطفلكم سبعا ، وربوهم سبعا وصادقوهم سبع "... ( الرسول الكريم ).
أظهر حبك له من خلال إظهار اهتمام أصيل به و بنشاطاته/ دراسته/ لعبه وذلك من خلال الاعتراف بالإنجازات والسمات النوعية الإيجابية لديه، و باستخدام الثناء.. فالثناء له حرارة تذيب حبات الجليد المتراكمة في داخله... ويتم ذلك بإبداء الرغبة لعمل شيء له ، شيئ يحبه الطفل... كمساعدته في واجباته أو اللعب معه أو تمضية وقت معه... أو حتى ضمه إلى الصدر في لحظات تقسو فيها الحياة والظروف عليه... تذكري عزيزتي المربية مفعول الضم التبادلي إلى الصدر وما له من تأثير ايجابي على معنويات الطفل.
تعتبر تربية الطفل على جذور الحقوق والمسؤوليات هي عنوان أولي للمواطنة الصالحة والفرد الاجتماعي الايجابي، فهو يتعلق بتعليم الطفل مهارات حل المشاكل والتفكير النقدي وبناء الإطار الأخلاقي والمعنوي في شخصية الطفل، وبالتالي رفع الإحساس بالذات واحترامها من خلال تحسين القدرة على الثقة بالآخرين ومشاركتهم.
كما يتعلق بتقوية العزيمة وإطلاق القدرات دون إلغاء المسؤولية الذاتية والجماعية تجاه المجتمع، وهذا بدوره لن يكون الا تأسيساً لأجواء تشاركية تجسد السلوك الديمقراطي بين الأفراد، كما تلغي روح الأنانية، التمرد، التعصب بكافة أشكالها.
هذا الأمر الذي يساهم في بناء مستقبل أفضل لأطفالنا الذين يتمتعون برعايتنا و وصايتنا اليوم، وتأهيلهم لقيادة وبناء عالمهم في الغد.
من هنا يتوجب على المربي/المربية الإجابة على السؤال الرئيسي في هذا المجال: