أنت هنا

قراءة كتاب على حين ميسرة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
على حين ميسرة

على حين ميسرة

"إلى حين ميسرة" للمبدع هشام الأخرس؛ أكثر من مجرد كتاب؛ فهو ملحمة فكرية يمارس فيها الكاتب طقوس الكتابة بالتمرد على المألوف والتجرد من العاديّة؛ ليقدم للقارىء صنفاً أدبيّاً فاخراً يحتاج لمخزون هائل من الثقافة واللغة والإطلاع.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 3
كان الحديث بيننا بالفرنسية. وأنا لا أجرؤ على التكلم بالفرنسية. إلا حين لا يكون من سبيل إلى غيرها: فالسيدة لا تعرف الإنجليزية ولا الإيطالية. إذن، لا بد مما ليس منه بد!.. والحديث مع سيدة جميلة طيب ولو كان بلغة لا يعرفها المتكلم.. فكيف إذا كان له بها بعض إلمام؟!
 
مثل هذا الموقف مر بي أمثاله مراراً من قبل: في موسكو، وفي طشقند، وفي بودابست، وأسوأ من ذلك في أشبيلية، حيث جيء بمرافق لا يعرف غير الفرنسية، إلى جانب الإسبانية. ورافقني ثلاثة أيام كاملة، وهو يحدثني ويشرح لي بالفرنسية، وأنا أبادله الحديث، وفي أعماقي أقول: "يا رب لا يسمعني واحد فرنساوي أصلي، لئلا يكره لغته ويهرب منها!":...
 
ولحسن حظي مضت التجربة بسلام، عدت من أشبيلية حينذاك وقد توهم المرافق ورؤساؤهم أنني "فرنساوي بلبل".. ولعلي لو عدت إلى أشبيلية مرة أخرى، لقدموا لي دليلاً يترجم لي بالفرنسية من جديد!...
 
مالي شطحت من جديد، فوصلت إلى أشبيلية، وإلى عام 1967، وأنا في صوفيا، وفي عز دين أيار من عام 1973، ونوافذ غرفتي مشرعة على عرض الجدار كله، والعرق يزرب من جسمي، رغم أنني في الملابس التحتانية وحدها، ولا أطيقها؟!
 
أول ما استرعى انتباهي وأنا أقترب من صوفيا، من جهة المطار، قبتان عاليتان مطليتان بالذهب، تلمعان من بعيد. فعادت بي الذاكرة حالاً إلى قباب كربلاء حين زرتها في عام 1969، إبان مؤتمر الأدباء العرب ومن مسافة بعيدة قبل أن نحس بوجود كربلاء، كانت مآذنها وقبابها المطلية بالذهب تلمع وهي تشق قلب الفضاء.
 
أتراني هنا عدت إلى كربلاء، أم أنا في دنيا الغرب، وبيني وبين كربلاء وقبابها الذهبية آلاف الأميال؟
 
القبتان الذهبيتان اللتان تلمعان في الشمس من بعيد لكنيسة الكسندر، أكبر كنيسة في بلغاريا كلها. وتقول السيدة تسفيتانوفا والسيد يوردانوف أنها واحدة من أكبر خمس كنائس في العالم.

الصفحات