"إلى حين ميسرة" للمبدع هشام الأخرس؛ أكثر من مجرد كتاب؛ فهو ملحمة فكرية يمارس فيها الكاتب طقوس الكتابة بالتمرد على المألوف والتجرد من العاديّة؛ ليقدم للقارىء صنفاً أدبيّاً فاخراً يحتاج لمخزون هائل من الثقافة واللغة والإطلاع.
أنت هنا
قراءة كتاب على حين ميسرة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
على حين ميسرة
الصفحة رقم: 8
إلى جانب هذه الدار المتخصصة بنشر بواكير أعمال الكتّاب الناشئين، هنالك دار نشر خاصة بنشر الكتب المترجمة عن اللغات الأخرى فقط، ودار أخرى خاصة بنشر كتب الأطفال والأدب المدرسي، وهذه الكتب تطبع بكميات كبيرة أكثر من سواها من كتب الأدب.
وسألت عن الكمية التي تطبع من الكتاب الأدبي في بلغاريا، فعلمت أن الطبعة الواحدة، للكتاب ذوي الشهرة الواسعة، تتراوح ما بين 20 إلى 50 ألف نسخة، أما الكتاب العاديون فيطبع من مؤلفاتهم ما بين 5 إلى 10 آلاف نسخة في الطبعة الواحدة. أما الشعر فحظه مقصر في بلغاريا، كما هو مقصر في العالم كله، فنادراً ما تتجاوز الكمية المطبوعة من المجموعة الشعرية ألفين إلى ثلاثة آلاف نسخة.
غير أن الكتب المترجمة هي التي لها حصة الأسد، فقد تتراوح الكمية التي تطبع من الواحد منها من 50 إلى 100 ألف نسخة.
مثل هذا قيل لي أيضاً في روسيا، فهناك يطبع من الكتاب الواحد لوالتر سكوت، أو تشارلز ديكنز، أو إميل زولا، أو فكتور هيغو، أو غيرهم من الكلاسيكيين الفرنسيين أو الإنجليز، ما بين مليون ونصف، ومليوني نسخة في الطبعة الواحدة.
أما في بلغاريا فلا يقتصر الأمر على الكلاسيكيين القدماء، بل يصيب كذلك المحدثين، من أمثال همنغواي، ومورياك، وهكسلي، وإيلوار، وغيرهم.
وهذه قضية تثير التساؤل حقاً. وقد أعربت عن تساؤلي هذا في ليننغراد من قبل، وفي صوفيا اليوم، فلم أجد الجواب الشافي المقنع.
على أنّ تساؤلي هذا يقابله تساؤل آخر يتعلق بالكاتب العربي:
إذا كان الكاتب البلغاري البارز يستطيع أن يطبع من كتابه ما بين عشرين وخمسين ألف نسخة في الطبعة الواحدة، لثمانية ملايين بلغاري فقط، فلماذا لا يطبع الكاتب العربي البارز مثل هذه الكمية – على الأقل، وكأضعف الإيمان: لمئة وثلاثين مليون عربي؟!
هل في العرب كلهم من يستطيع أن يجيب عن هذا السؤال جواباً شافياً مقنعاً؟!