الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله الطيبين ورضي الله عن الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد:
أنت هنا
قراءة كتاب فلسطين ميراث الأنبياء
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية

فلسطين ميراث الأنبياء
الصفحة رقم: 2
تمهيد
ظهر منذ سنتين (حين شرعت في كتابة هذا الكتاب) في شهر شوال 1421هـ الموافق لشهر شباط/2001 كتاب بعنوان «بنو إسرائيل لم يدخلوا فلسطين- قراءة جديدة في القرآن الكريم والتوراة» من تأليف الحاج زكي علي الغول (أمين القدس/عضو اتحاد المؤرخين العرب)؛ صدر عن دار الكرمل في عمان.(وصدرت من الكتاب طبعة ثانية في تموز 2001 لم يضف فيها المؤلف جديدا سوى ملحق عما كان للكتاب من صدى في الجرائد الأردنية ، ولم يضع المؤلف على الغلاف خريطة كما كان في الطبعة الأولى).
والكتاب فيما يبدو من عنوانه يمضي على الفكرة التي روّج لها الدكتور كمال الصليبي، بدراساته التي يرى فيها أن التوراة جاءت من جزيرة العرب، وأن بني إسرائيل لم تكن لهم صلة بفلسطين. ولكن الحاج زكي الغول لم يذكر الدكتور كمال الصليبي ولم يشر إلى أي من دراساته.
يقع كتاب الحاج زكي الغول مع ملاحقه في ست وخمسين صفحة من القطع المتوسط، وهو يتضمن أقوالاً وآراء تستحق الوقوف عندها ومحاورتها لأنّ فيها مجازفة في الاستنتاج، واعتماداً ناقصاً على ما ورد في التوراة (العهد القديم)، واجتزاءً لما ورد في القرآن الكريم من آيات تتعلق ببني إسرائيل وأنبيائهم، وتجاهلاً لما ورد في الحديث النبوي، وإعراضاً عن تراث طويل عريض من كتب التفسير والتاريخ وغيرها.
وليكون الحوار موضوعياً، ولنصل من خلاله إلى الحق الذي لا يناقض الكتاب والسنة الصحيحة : المصدرين الموثوقين، وليكون القارئ على بينة من أمره؛ سأورد ملخصاً لما ورد في الكتاب ثم أقف بعد ذلك على ما ينبغي الوقوف عنده من تلك الآراء.
يتحدث المؤلف في بداية الكتاب تحت عنوان: لما هذا الكتاب؟ مبيناً أن سبب تأليفه هو ما يشاع من أن لليهود في فلسطين آثاراً ومقدسات. وأن بني إسرائيل كانوا يحكمون فيها، وأنهم كانت لهم ممالك إحداها في القدس والثانية في نابلس، وأن داود وسليمان عليهما السلام عاشا في فلسطين، ويرى أن بعض المؤرخين العرب الذي يوردون مثل هذه الإشاعات ربما أخذوها عن مؤلفين أجانب. وقد لفت نظر المؤلف عدم وجود آثار لليهود في فلسطين كلها.
وبدأ المؤلف ببحث سيرة بني إسرائيل في القرآن الكريم فوجد أنهم خرجوا من أرض فرعون عن طريق البحر نحو أرض الحجاز (برية فاران) شأنهم في هذه الوجهة شأن موسى عليه السلام عندما قتل القبطي فتوجه إلى أرض مدين في الحجاز. ورجع الحاج زكي الغول إلى العهد القديم فوجده يذكر أن بني إسرائيل لما خرجوا من أرض فرعون لم يهدهم الله طريق أرض الفلسطينيين مع كونها قريبة بل أدارهم في طريق برية سوف (البحر الأحمر) ثم قطعوا البحر إلى الحجاز وانتشروا في الجزيرة العربية.
ويرى المؤلف أن القراءة غير المنحازة وغير الجاهلة لتاريخ القدس والعهد القديم وكتب التاريخ العربية القديمة، وفهم ما جاء في القرآن الكريم، وبعض ما جاء في كتب حديثة لمؤلفين غربيين ويهود يوصل إلى نتيجة هي: