أنت هنا

قراءة كتاب فلسطين ميراث الأنبياء

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
فلسطين ميراث الأنبياء

فلسطين ميراث الأنبياء

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله الطيبين ورضي الله عن الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 5
بين يدي الحوار
 
منذ بدأ الصراع في العصر الحديث بين المسلمين واليهود على فلسطين اتخذت بعض الدراسات حول فلسطين وتاريخها منحى قومياً جرد فلسطين من البعد الديني، وتجاهل التصور الإسلامي للتاريخ والإنسان ولتاريخ الأرض المقدسة في فلسطين، ذلك التصور الذي يقوم على سلسلة من النبوّات والرسالات الربانية.
لقد انطلق هذا الاتجاه في الدراسات من التصور القومي أو الوطني، الذي هو جزء من التصور العلماني الذي شاع في حياتنا، وتراجع الدين ليقتصر على جوانب محدودة من حياتنا في العبادات والأحوال الشخصية!! ولذلك اختلطت الرؤية، واضطراب الفهم، حتى وجدنا في عصرنا من يعتزّ بـ «القوم الجبارين» الذين كانوا في فلسطين مذكراً الغزاة المحتلين من يهود عصرنا بالقول: (إن فيها قوماً جبارين)، وكأن في هذا التذكير ربطاً لفلسطيني اليوم بجباري الأمس!! ولو حكّمنا التصور الإسلامي لعلمنا أن القوم الجبارين الذين كانوا في فلسطين، أيّاً كان جنسهم، وأيّاً كانت صلتنا العرقية بهم،كانوا كافرين بالله مشركين به وكانوا ضالين عن طريق الهدى ، وأن بني إسرائيل في ذلك الزمان، بقيادة موسى عليه السلام، كانوا مؤمنين أو أتباع بنيّ يسدد خطاهم، على ما كان في مسيرتهم من عوج، فهم بالمنطق الإيماني أقرب إلينا من الجبارين.
إن علينا في غمرة الصراع القائم مع اليهود المحتلين لفلسطين في زماننا أن نميز بين أمرين:
الصلة التاريخية لبني إسرائيل بفلسطين، والزعم بحق اليهود في العودة إلى فلسطين وإقامة دولتهم فيها.
إن الذي نؤمن به وفقا للتصور الإيماني ألا حق لليهود في فلسطين في زماننا، فليس لهم حق تاريخي، ولا حق ديني.
أما الحق التاريخي فدعوى باطلة زائفة، لأننا لو أردنا أن نعيد رسم خريطة الأرض وفق هذا الحق، بدعوى إقامة قوم في أرض ما مدّة من الزمن، لاختلطت الأوراق، واضطرب ميزان الأرض، وقامت بين الناس حروب لا نهاية لها، علماً بأن مدة إقامة العرب في فلسطين قبل الميلاد، ومرحلة الفتح الإسلامي لها وما تلاها، أعظم بكثير من مدة إقامة بني إسرائيل فيها.

الصفحات