أنت هنا

قراءة كتاب فلسطين ميراث الأنبياء

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
فلسطين ميراث الأنبياء

فلسطين ميراث الأنبياء

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله الطيبين ورضي الله عن الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 7
«وقد تزوج سليمان في أواخر سني حكمه نساءً غير ابنة فرعون من الأمم القريبة التي نهى الله بني إسرائيل عن مخالطتها، ومال إلى آلهتهن، وعبد أصنامهن، وبنى بيتاً للأوثان بالجبل الذي أمام أورشليم، طوله مائة ذراع، وعرضه خمسون ذراعاً، وعلوّه ثلاثون ذراعاً، ويعزو بنو إسرائيل خراب ملكه بعد موته إلى عمله هذا» !!!(المفصل في تاريخ القدس، ص: 14 – 15).
فهل نقبل هذا الكلام وأمثاله عن نبي الله سليمان وغيره من الأنبياء المعصومين؟
وهل يصدق مسلم أن نبياً من أنبياء الله يعبد الأوثان مراعاة لزوجته الوثنية، ويبني لأوثانها معبداً؟!!
إننا نستذكر أمام هذا القول تنزيه الله تعالى لعبده ونبيه سليمان عليه السلام مما قذفه به الكافرون من بني إسرائيل الذين حرّفوا كلام الله، وافتروا على أنبيائه في عهدهم القديم حين جعلوه ساحراً فقال: (ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ) [البقرة: 102].
إن المسلم لا يقبل أن يتم التهوين من صورة أنبياء الله الذين أنعم عليهم، ووصف القرآن الكريم ما آتاهم من الملك؛ إرضاء لهوى قومي، أو نزعة وطنية.
وإنني لست معنياً بما نسجه اليهود من خيال وما افتروا من أحوال وأقوال، بل يعنيني أن أومن بما ورد في كتاب الله تعالى، وسنة نبيه عن أنبيائه المكرمين. وأن أستلهم صورة بني إسرائيل من هذين المصدرين الموثوقين. وهي في مجملها صورة شديدة السواد في كثير من جوانبها، لا يشرق فيها إلا الأنبياء وبعض من تبعهم من الصالحين، والصورة التي يقدمها القرآن الكريم لبني إسرائيل هي الحق المبين الذي لا شبهة فيه. فقد قدمهم القرآن الكريم على حقيقتهم، بالذل الذي أصابهم في مصر، بتقتيل الأبناء، واستحياء النساء، ثم في إنقاذ موسى عليه السلام لهم، ثم في قسوة قلوبهم، وفي نزعتهم الحسية في طلب معبود مشهود: (ﯗ ﯘ ﯙ) [النساء: 153]، (ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ) [الأعراف: 138].
وباتخاذهم العجل، وجبنهم ورفضهم دخول الأرض المقدسة التي كتب الله لهم، وتكذيبهم أنبياء الله، وقتلهم كثيراً منهم، إلى غير ذلك من جوانب الصورة.
وفي القرآن الكريم حضور لبني إسرائيل لا يشبهه حضور أمة أخرى، وفيه حوار طويل معهم، ينبغي أن يستوقفنا. لقد كانوا هم المؤمنين في زمن ساد فيه الشرك، وفضلهم الله تعالى بالنبوة والإيمان على غيرهم من أهل زمانهم، ولكن تلك الأفضلية زالت عنهم عندما جاءت خير أمة أخرجت للناس من أتباع محمد .
وأختم قبل أن أبدأ الحوار المفصل مع الحاج زكي الغول، بما قاله ابن كثير:
«وبالجملة فشريعة موسى عليه السلام كانت عظيمة، وأمته كانت أمة كثيرة، ووُجد فيها أنبياء وعلماء، وعُبّاد وزهّاد وألبّاء، وملوك وأمراء، وسادات وكبراء لكنهم كانوا فبادوا، وتبدلوا كما بُدّلت شريعتهم، ومُسخوا قردة وخنازير...» (البداية والنهاية 1/294).
وكلمة لا بد منها هنا هي: أن البحث في هذا الكتاب بحث في قضية عامة لا في شأن شخصي، ولذلك لا يجوز أن يكون للحوار رد فعل شخصي ، أو خصام بسبب اختلاف الآراء، وليس الهدف المغالبة بل الوصول إلى الحق، والقضية قضية وطن مغتصب نتنازع فيه مع اليهود على ملكيته، نعم! ولكنها قبل ذلك قضية إيمان ودين نلقى به الله تعالى .

الصفحات