قراءة كتاب للعمر صداه

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
للعمر صداه

للعمر صداه

رواية "للعمر صداه" للكاتبة الفلسطينية د. انتصار خضر الدنان، نقرأ من مقدمتها:
ليست الحياةُ طريقاً واحداً تسير فيه الشعوب، وليس الموت أو الشهادة نهاية أجل الإنسان، إنما هناك إناسٌ كثر ميّتون وهم ما زالوا على قيد الحياة.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 3
مقدمة
 
ليست الحياةُ طريقاً واحداً تسير فيه الشعوب، وليس الموت أو الشهادة نهاية أجل الإنسان، إنما هناك إناسٌ كثر ميّتون وهم ما زالوا على قيد الحياة.
 
من لا يعرف قيمة الوطن، ولا يدافع عنه حتماً ميّت، من ترك وطنه عنوة عنه حتماً ميّت، فالشعب الفلسطيني بنظري ميّت في هذه الحياة وعلى هذه الأرض إلى أن يستعيد فلسطين، فلسطين القضية والوطن والهوية. ما أصعب على الإنسان أن يكون ميّتاً في هذه الحياة، يرى ولا يفعل شيئاً، يصل ولا يدخل، يُقتل ولا يدافع.
 
أصعب أمر شعرت به في حياتي وجعلني أتمزّق من الداخل عندما وصلت إلى منطقة مرجعيون اللبنانية ونحن في طريقنا إلى حاصبيا، ورأيت المستوطنات التي أقامها العدو الصهيوني في بلدي. لا يفصلني عن بلدي سوى أن أترجّل من السيارة وأسير على الزفت وأدخل. لبرهة لم أصدق ما كنت أراه، فقد ظننت أن هذه المنطقة هي منطقة من لبنان ورحت أتساءل، أهي فلسطين، لا هذا لبنان، لكني عندما رأيت (اليونيفيل) بدأت أستردّ شيئاً من وعيي وأتراجع، علّي أقتنع أنها فلسطين، وذهلت أكثر عندما رأيت علم الصّهاينة الذي ابتدعوه على يميني وعلميّ لبنان وفلسطين على يساري، وعندها أيقنت أنها فلسطين، لا يفصلني عنها سوى شريط شائك، ولا أستطيع العبور إلى بلدي إلى فلسطين، إلى أرضي.
 
ترغرغت الدموع في عينيْ، وأدركت كم أننا أناس ضعفاء، سمحنا لمثل هؤلاء الأوباش أن يستخفوا بنا وبأرضنا، وبشهدائنا الذين سقطوا على مرّ الثورة الفلسطينية.
 
ففلسطين لن تعود إلا بالبندقية، ولن نستطيع استرجاع حقنا إلا بالعمليات الفدائية التي أعطت للثورة الفلسطينية طابعها الإنساني حتى لو كان ضدّها كلّ العالم.
 
العالم أجمع جرحه ليس كجرحنا، فالإنسان بلا وطن بلا كرامة وعزّة، وفلسطين عزّتنا وكرامتنا.
 
فلنعد الثورة إلى مسارها الصحيح، ولنعمل جميعاً على إعادة إحياء المقاومة من أجل استرجاع حقّنا.
 
"فسبحان الّذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الّذي باركنا حوله".
 
ولنتبارك فيه جميعاً.

الصفحات