هذا الكتاب محاضرات ألقيت على طلبة الهندسة في كلية الهندسة التكنولوجية في جامعة البلقاء، ولذا جاءت مادة المنهاج "مادة اللغة العربية 102"، وهي مادة أساسية لطلبة جميع الكليات في الجامعات الأردنية من غير المتخصصين باللغة العربية، وقد استقيت هذه المادة بشكل أساس
أنت هنا
قراءة كتاب التنوير في فنون التعبير
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 5
1- اللغة الفصحى: وهي لغة التراث والأدب والكتابة.
2- اللغة العامية أو اللهجة العامية: وهي لغة الشعب في مخاطباته اليومية.
3- اللغة الميتة: وهي التي كانت شائعة في مرحلة زمنية معينة، ثم توقف الناس عن استخدامها نطقاً وكتابة، مثل اللاتينية والآرمنية والسريانية والاكادية وغيرها.
4- اللغة الوضعية: وهي جملة الرموز والإشارات المتفق عليها في سبيل خلق وسيلة للتفاهم العالمي، وقد اشتهر من هذه اللغات الوضعية لغة" سبرانتو" ولكن هذه اللغة لم تلاق النجاح الذي كان يتوقعه لها واضعوها.
وقد اهتمّ الباحثون منذ أقدم العصور بموضوع نشأة اللغة، ذلك لأن اللغة من أكثر الظواهر الاجتماعية عند الإنسان أهمية، وهي، من ثم، إحدى مميزاته الرئيسة التي تميزه من الحيوان، ولذلك قيل: الإنسان حيوان ناطق، ولما كان موضوع نشأة اللغة من أقدم المشكلات الفكرية، التي شغلت الإنسان، كثرت فيه البحوث وتعددت النظريات بصدده، وقد تداول علماء العرب في هذا المجال نظريتين.
1- نظرية التوقيف: ويذهب أصحابها إلى أنّ اللغة وحيٌ من عند الله. ومن القائلين بذلك أحمد بن فارس. ويعتمد هؤلاء على قوله تعالى: (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) البقرة: 31.
2- نظرية الاصطلاح والتواضع: وتذهب إلى أنّ اللغات نشأت بالتواضع والاتفاق. ومن القائلين بهذه النظرية ابن جِنَّى الذي يعبر عن ذلك بقوله: غير أنّ أكثر أهل النَّظر على أنَّ أصل اللغة إنَّما هو تواضع واصطلاح لا وحي وتوقيف.
أمّا علاقة اللغة بالفكر فمن المعروف أنّ اللغة طريق تُسَهٍّل الفكر، أو هي كما يقول سابير (Sapir):طريق ممهّد أو أخدود كالأخاديد التي نراها على سطح أسطوانة تُمهِّد السبيل للإبرة لتمرَّ فيه لتردِّدَ الصّوت. وإذا كانت اللغة تُسِّهل الفكر وتساعد على نموّه فإنّ الفكر نفسه يعود فيؤثر في نموّ اللغة وتطوّرها. ولقد أكّد أكثر الباحثين أنَّنا نفكّر بجُمل وأنّ اللغة وعاء للفكر كما أنّه لا وجود للفكر دون لغة.
ونتيجة لهذه الوظيفة، تصبح اللغة سجلَّ تاريخ الشعب، ترتقي برقيٍّه، وتنحطُّ بانحطاطه. ونحن نستطيع أن نتبيّن من دراسة اللغة الكثير من الآداب والعادات وضروب التفكير وأنواع المشاعر التي تسودُ مجتمعاً ما. ولعل هذا ما يحفزنا إلى دراسة الأدب العربي في مختلف موضوعاته من شعر ونثر وما يحملان في أثنائهما فكر عربي ناصع. وسنتطرق في هذا الصّدد إلى موضوعين: نشأه اللغة والرواية والتدوين.