هذه هي المجموعة القصصية الخامسة التي أُصدرها بعون الله، ولي في بداية سطورها كلمة موجزة أقولها، وهي تتلخص بالمحاور الآتية:
أنت هنا
قراءة كتاب وتكلم الحجر
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية

وتكلم الحجر
الصفحة رقم: 2
• مضى زمن ليس بالقصير على الحراك الإسلامي المعاصر، متسماً بضعف الاهتمام بالأدب، وعدم الاعتراف بأهميته بشكل عام وبأهمية القصة والرواية بشكل خاص في بناء المجتمعات وتكوين أفكارها وقيادة رؤاها، فكأن هذا الحراك لم تصله الأنباء عن تأثيرات الأدباء الغربيين في قفزات مجتمعاتهم من ساحة فكرية إلى ساحة أخرى. ولقد ظل الأمر كذلك عند الإسلاميين حتى استيقظ العديد منهم، وانتبهوا إلى خطر هذا الفن وأهميته في بناء الأجيال بناءً سليماً، وكانت البداية قبل أربعة عقود من الزمان لا غير، وكان هذا الموقف للاتجاه الإسلامي من الأدب شبيهاً بموقفه من الإعلام أيضاًَ.
• خلق الله الإنسان وأوكل إليه إعمار هذا الكون وبناءه، وإذن فإن وجوده ليس عبثاً أو لهواً، بل هو موظف من قبل خالقه لهدف عظيم ومهمة كبيرة تتأسس على تقدم البشرية؛ مادياً، وفكرياً، وأخلاقياً، وسياسياً، واقتصادياً، على أن يجري كل ذلك بناءً على منطلق الآية الكريمة: ﭽﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﭼ [المؤمنون: ١١٥]، وإذن فإن الوجود الإنساني يرتكز على النظام والوظيفة والرؤية المستندة جميعها على فكرة الإعمار ﭽﯿﰀﭼ [هود: ٦١]، وليس العبث والهدم اللذين يقومان على غير منهج الله ورؤيته للكون والإنسان والحياة.
• هناك مقولة مغلوطة ولكنها سائدة عند العديد من الدارسين للآداب، ويكمن غلطها في قولها: إن الغرب هو مصدر تاريخ الإنسانية وأساسها، وأن ثقافته هي الثقافة، وحضارته هي الحضارة، وأن كل ما قالته الأمم الأخرى إن هو إلا فقاعات، لا تلبث أن تنفقئ عند بوابات ثقافتهم وحضارتهم.