هذه هي المجموعة القصصية الخامسة التي أُصدرها بعون الله، ولي في بداية سطورها كلمة موجزة أقولها، وهي تتلخص بالمحاور الآتية:
أنت هنا
قراءة كتاب وتكلم الحجر
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية

وتكلم الحجر
الصفحة رقم: 7
فتجد الزوجة تدعوك ومائدة من نعم فياضة تحدوك، ووجهاً ناعماً يناديك، هلم إلى الطعام، اقترب موعد العمل.. فتغيب صورة الطفل والمقلاع والسكين والزجاجة، وتطير من الذاكرة أشتات الفورة، وتحضر هموم اللحظة، ويتراكض جذب الطين في أرجائك لتلتهم المائدة، ويعلو صوت تجشؤ مقيت، وتسد نافذة الشرفة، وتنظر من خلف الزجاج، فإذا غيمة رمادية تأتي من الغرب، تمطر الأرض بأحرف عَتْب غامض، اصطفت الحروف جنباً إلى جنب، وشكلت في صفحة ذاكرتك جملة لن تنساها..
- آه لن أنساها، لكنني لست متأكداً من ذلك! فقد... وقد..
- ولكن ما هي الجملة..؟
- بيت الأحباب يُخرب..!
- بيت الأطفال يُسرب..!
عبث عبث عبث...!
أيد ملطخة ترسم خططاً غادرة، وتربصٌ من مكرٍ يسكن عيون الغيلان.
ويأتيك صوت المذياع ناعماً ناعساً مهدهداً:
على أنغام (التانغو) وفي أحضان الطبيعة الحالمة، تقضون ساعات حلوة، بين المازات اللبنانية ورائحة الشواء الشهي، وعلى أصوات العندليب(...) تمضون غرة من وقت، بادروا إلى زيارتنا، فكل الطرق في أوطان العرب تؤدي إلينا.. وعند آخر كلمة من صوت المذياع تنجم في أفقك صورة ذلك الطفل.. يبحث عن موطئ قدم..!