أنت هنا

قراءة كتاب المخفي أعظم - قراءات ورؤى

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
المخفي أعظم - قراءات ورؤى

المخفي أعظم - قراءات ورؤى

كتاب "المخفي أعظم- قراءات ورؤى"، كتاب نقدي للكاتب الأردني هاشم غرايبة، الصادر عام 2002 عن المؤسسسة العربية للدراسات والنشر، نقرأ من أجوائه:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 10
عرار
 
ها هو عرار حاضرٌ وأنا أكتب، وأشدّ ما أخشى سخريته، فهو مثل كلّ أجدادي ساخر بطبعه المناقض للحكمة، يستعمل الوصف للسخرية من خبرة الآخرين، يقلب الموقف ويغيّر الدلالة للسخرية ذاتها، إنه يسخر من كلّ شيء، وعلّمني عرار أن لا شيء يستحق الدهشة إلاّ المرأة والفن· أما الواقع فلا يستحقّ منّا إلا السخرية·
 
ها هو عرار يسخر مني وأنا أكتب عن تجربتي ويحاوص بعينيه متسائلاً: ما شأنك والعناوين الرّاسخة، (الحداثة)، (ما بعد الحداثة)، (الرومانسية الجديدة)، (الجنسوية)، اكتب نصك وامض، اترك للنقاد أن يضعوا الحقول ويقيسوا المسافات ويصيغوا النظريات، دع غيرك يشقى واستمتع يا بني بما تكتب!
 
حين يتأثر المرء بقوى عظيمة، ولا يعود الكلام العادي كافياً··· يولد النصّ الأدبي ويلمع الأفق احتفالاً بالفن الجديد لا أدري من قال هذا لكني وجدته مقوساً بين شولتين في أوراقي··
 
المرء يتحرك مثل كثيب رمل، يسافر هنا وهناك بصحبة الريح، أما أفكاره فتحركها قوة دافقة : حين تغمره البهجة، وحين يتملكه الخوف، وحين ينتابه الأسى، الأفكار تتولد داخله مثل الزوابع، وثمة ضياعٌ ثملٌ يحرره من كل قيد، عندها يحدث أن نشعر أننا أصغر من روح الحياة وأضعف من رياحها، ولسوف نفزع من استخدام الكلمات، ولكن يحدث أن تأتي الكلمات التي نحتاجها من تلقاء نفسها، وحين تشرع الكلمات التي نحتاجها والعبارات التي تريحنا في استنبات نفسها، نشعر أننا أكبر، وأننا نستحق الحياة، لأننا اكتشفنا شيئاً جديداً!
 
علمني الشاعر مصطفى وهبي التل - عرار - الاهتمام بالقوة الداخلية للنص واعطائها حيويتها وفعاليتها بما يتلائم معها من لغة، وتعلمت منه أن لا أخاف من استعمال اللغة المحكية واللفظة الشعبية، فهي إذا استعملت بحيويتها المسكوبة في اذن الطفل مع حنان الأم، تكون قد أدركت حضورها الفاعل في مسيرة العصر الذي يعيشه الناس، في ظل هذه الرؤيا ولدت مرحلة جديدة في كتابتي، وكانت مسرحيات :

الصفحات