أنت هنا

قراءة كتاب حكم رواية الفاسق والمبتدع

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
حكم رواية الفاسق والمبتدع

حكم رواية الفاسق والمبتدع

كتاب "حكم رواية الفاسق والمبتدع"، من أهم الصفات الواجب توفرها في راوي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم صفه العدالة ، التي تعني الالتزام العام بأصول الشريعة الإسلامية ، والتحلي بأحسن الأخلاق والآداب التي دعا إليها الشرع ، والبعد عن مواطن الفسق والفجور ، وأن

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 4

الفصل الرابع: في قول العلماء في تعريف الصغيرة والكبيرة

وفيه مبحثان :-

المبحث الأول :-أقوال العلماء في بيان الصغائر

الذي ورد في نصوص الشريعة تسمية الصغيرة مرة( باللمم) كما في كتابه عز وجل ، ومرة بمحقرات الذنوب كما ورد في السنة النبوية الشريفة , أما أقوال العلماء فقد كثرت أقوالهم حول المقصود باللمم وذلك على النحو التالي :
1- قال البغوي في تفسيره : (اللمم)الإلمام بالذنب ثم لا يعود إليه وان كان كبيرا ، وهذا رأي أبي هريرة ومجاهد والحسن ورويا عن عطاء عن ابن عباس . قال وقال : عبد الله بن عمرو بن العاص : اللمم ما دون الشرك ، وقال السدي : قال أبو صالح : سئلت عن قول الله عز وجل ( إلا للمم ) فقلت : وهو الرجل يلم بالذنب ثم لا يعاوده ، فذكرت ذلك لابن عباس فقال : لقد أعانك عليها ملك كريم ).
2- وقال أبو جعفر الطبري في تفسيره :- ( والجمهور على أن اللمم ما دون الكبائر ) . وهو اصح الروايتين عن ابن عباس كما في صحيح البخاري من حديث طاووس عنه قال :- ( ما رأيت أشبه باللمم من ما قال أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم :- إن الله كتب على ابن أدم حظه من الزنا أدرك ذلك لا محالة : فزنا العين النظر وزنا اللسان النطق والنفس تمني وتشتهي والفرج يصدق ذلك أو يكذبه ) . وزاد مسلم : والعينين :- وزناهما النظر . والأذنان :- وزناهما الاستماع .
و اللسان :- وزناه الكلام . واليد :- وزناها البطش والرجل :- وزناها الخطى ).
3- وقال الكلبي :- ( اللمم على وجهين :-الوجه الأول :- كل ذنب لم يذكر الله عليه حد في الدنيا ولا عذاب في الآخرة فذلك الذي تكفره الصلوات الخمس ما لم يبلغ الكبائر أو الفواحش . والوجه الأخر هو الذنب العظيم يلم منه المسلم المرة بعد المرة فيتوب منه .
4- قال سعيد بن المسيب : هو ما ألم بالقلب أي ماخطر عليه .
5- قال الحسين بن الفضل : اللمم : النظر من غير تعمد فهو مغفور ، فان أعاد النظر فليس يلم وهو يذنب وقد روى عطاء عن ابن عباس انه قال : قال رسول الله صلىالله عليه وسلم :- ( وان تغفر اللهم تغفرجما و أي عبد لك لا ألما ).
6- وذهبت طائفة إلى أن اللمم ما فعلوه في الجاهلية قبل إسلامهم فالله لا يؤاخذهم به ، وذلك أن المشركين قالوا للمسلمين :- انتم بالأمس كنتم تعملون معنا ، فانزل الله هذه الآية. وهذا قول زيد بن ثابت و زيد بن اسلم .
والصحيح قول الجمهور حيث قالوا :- إن اللمم صغائر الذنوب كالنظرة و الغمزة والقبلة ونحو ذلك وهذا قول جمهور الصحابة ومن بعدهم وقول آبي هريرة وعبد الله بن مسعود وابن عباس ومسروق و السعبي .
7- وقال ابن ا لعز الحنفي في شرح العقيدة الطحاوية : واختلفت عبارات السلف في تعريف الصغائر فمنهم من قال : الصغيرة ما دون الحدين : حد الدنيا وحد الآخرة ، ومنهم من قال كل ذنب لم يختم بلعنة أو غضب أنار , ومنهم من قال ما ليس فيها حد في الدنيا ولا وعيد في الآخرة كالعقوبة الخاصة في الدنيا اعني المقدرة ، فالتعزير في الدنيا تطير الوعيد بغير النار أو اللعنة أو لغضب وهذا الضابط السليم من القوادح الواردة على غيره ، فانه يدخل فيه كل ما يثبت بالنص انه كيده كالشرك والقتل والزنا والسحر والقذف ونحو ذلك من الفرار من الزحف واكل مال اليتيم واكل الربا وعقوق الوالدين واليمين الغموس وشهادة الزور وامثال ذلك ) .
8- وربما ادخل بعض العلماء بعض التصرفات في مسمى الصغائر فقال : ( واما الصغائر فمما يدل فعله على نقص الدين وعدم الترفع عن الكذب وذلك كسرقة لقمة ، والتطفيف بحبة ، واشترط اخذ الأجرة على إسماع الحديث ونحو ذلك ، وأما بعض المباح مما يدل على نقص المروءة ودناءة الهمة كالأكل بالسوق والبول بالشارع ، وصحبة الأرذال والإفراط بالمزح ونحو ذلك مما يدل على سرعة الإقدام على الكذب وعدم الاكتراث به ).

المبحث الثاني : أقوال العلماء في تعريف الكبائر

اختلف الناس في معنى الكبيرة وبيان حدها _ كما اختلفوا في بيان معنا الصغيرة كما مر معنا آنفا_ على اقوال وذلك على النحو التالي :
1- قتال القاضي المعتمد : معنى الكبيرة إن عقابها اعظم من الصغيرة ، ولا يعلمان إلا بتوقيف :
وقال الواحدي الصحيح إن الكبائر ليس لها حد يعرف بهاوالا لاقتحم الناس الصغائر واستباحوها ، ولكن الله أخفى ذلك عن العباد ليجتهدوا في اجتناب المنهي عنه رجاء أن تجتنب الكبائر نظير إخفاء الصلاة الوسطى ، وليلة القدر والساعة المستجابة في يوم الجمعة وقيام الساعة ونحو ذلك ).

الصفحات