"صدى الحرب العاصفة" هذا الكتاب إنه مراجعة عامة لآثار الحرب العراقية وتداعياتها عراقياً وأمريكياً وتقويم عام للحرب العاصفة..نقدمه للقارئ الحصيف خدمة لعراقنا الجريح الذي تم تدميره وتهديم بنيته التحتية باسم الحرية والتحرير ونصرة الجيران الذين جار عليهم النظام
أنت هنا
قراءة كتاب صدى الحرب العاصفة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
7- جنون البشر ينتقل إلى أمريكا من إسرائيل
مقال للمؤلف نشر في 20/1/ 2004م.
إن أكبر مفارقة عاشها العالم وعرفها مع مطلع القرن الحالي هي ظاهرة جنون البشر التي تمارسها إسرائيل مع الشعب الفلسطيني منذ عقود، واستطاع شارون وأعوانه في أمريكا من اللوبي الصهيوني وبعض المتصهينين من جماعة الصقور والحزب الجمهوري الحاكم في أمريكا برئاسة بوش، عبر ممارسات وسياسات كاذبة ومقلوبة كثيرة أن ينقل بريد جنون البشر وملف الإرهاب الدولي الجماعي وسياسة القمع والعنف الرسمي إلى حكومة بوش، بعد أن تعهد الأخير للوبي الصهيوني الذي أوصله للحكم بطريقة مبهمة وغير نظيفة أن يسير على خطى هذه السياسة المحمومة في دولة عظمى وبلد عرف في العالم بأنه راعي الحرية والديمقراطية وراعي الحضارة المعاصرة التي تستند إلى العقل ونتاجه التكنلوجي والثقافي العظيم الذي تمثّل بثقافة العولمة والانترنيت والأقمار الصناعية.. إنها مفارقة عجيبة أن تقوم دولة صغيرة تابعة بدور الناقل لهذا المرض الخطير لدولة عظمى سيدة بمساعدة حفنة من المفكرين والمنظرين الصهاينة الذين قاموا خلال بضعة عقود ببناء نظرية خادعة تقوم بالخلط بين بعض المفاهيم التوراتية ونبوءة أرض الميعاد والشعب المختار وعداء السامية والهولوكوست وأرض الهجرة (أمريكا) للخروج بدين أو مرض جديد وهلوسة واعية خبيثة يقودها صقور أمريكا لتحويل العالم إلى مستعمرة أمريكية تقوم إسرائيل -البنت المدلّلة- بالعبث فيها واستثمارها كما تشاء، ويتم كل ذلك باسم محاربة الإرهاب وباستخدام كل وسائل الإرهاب المعروفة، وباسم تحرير الشعوب وباستخدام كل وسائل القمع والقتل والتزييف الإعلامي وتزوير الحقائق وقلبها، بحيث تصور للعالم كذباً أن يقوم الظالم بدور الضحية، وتقوم الضحية بدور المجرم القاتل والإرهابي السفّاح بعد خلط الأوراق وخلط الأسباب بالنتائج والفعل برد الفعل والجريمة بالدفاع عن النفس، وتقوم أمريكا اليوم في العديد من دول العالم فضلاً عن أمريكا نفسها، كفلسطين وأفغانستان والعراق وكوريا وفنـزويلا وإيران وسوريا والسودان وغيرها، تقوم بتكبيل القوى الفاعلة والحاكمة –بغض النظر عن توجهها- وإغراء القوى المعارضة والقوى الخاملة والأقليات لإعادة تفعيلها وإخراجها إلى سطح السياسة الدولية لكي تؤدي دورها في تدمير السيادة والهوية والثقافة والتنوع الحضاري والديني في هذه البلدان وإثارة الفتن والحروب الأهلية والنزاعات العرقية والطائفية لكي تجني ثمارها في النهاية ومن ورائها إسرائيل، كما تحاول استثمار أي حدث في العالم لصالح هذه السياسة الخطرة على السلام العالمي والحضارة المعاصرة، كما حدث بعد أحداث 11 أيلول وتفجيرات الرياض والدار البيضاء وغيرها،في بلد يدعي الصدارة بين الدول التي تدعوا وتسعى إلى السلام العالمي وبناء الحضارة الإنسانية المثلى، حيث تسعى الإدارة الأمريكية إلى السيطرة على مقدرات الأمم عبر سياسة مجنونة لا تستند إلى الشرعية الدولية. إنها صورة شيطانية بشعة وسياسة متغطرسة متجبرة يحلم بها البعض في أمريكا في ظل نظام القطب الأوحد الذي رشّحهم له تهشّم النظام الشيوعي ودولته العظمى السوفيتية وتخدّر أوربا بعد الحرب العالمية الثانية واتكالها أمنياً على حليفها الفتي (أمريكا).. ولا نغالي إذا ما أطلقنا على هذا التوجه الأمريكي الجديد (جنون البشر) وجنون أمريكا المعاصر يحمل لواءه الرئيس الأمريكي الحالي وحزبه وأنصاره من الصهاينة والمتصهينين.. ولا بد للإنسان المتحضّر أن يعود إلى عقله ووعيه ويشعر بحاله وشذوذه عن الآخرين ليتخذ التدابير الحقيقية لإعادة التوازن العالمي وإرساء السلام الحقيقي بعد أن يتوقف عن جنون الإرهاب والتطفيف الدولي والحروب العدوانية التي تمارسها أمريكا في بلدان ومناطق عديدة في العالم في مقدمتها بلاد العرب والمسلمين، وأن ترفع يدها وأسلحتها القمعية الجديدة عن المستضعفين وتطلق يد الشعوب في تقرير مصيرها، وتفرج عن أسرى هذا الجنون المحموم وتعيد الحرية الحقيقية وتسمح بالتعددية الحضارية في العالم بدل صدام الحضارات التي روجت له على يد مفكريها المتكبرين أمثال صموئيل هنتكتون (مؤلف كتاب:صدام الحضارات) وفوكوياما (مؤلف كتاب:نهاية التاريخ) وهنري كيسنجر مستشار الرئيس نيكسون والخبير الإستراتيجي في السياسة الأمريكية ومهندس حرب فيتنام وصاحب المقولة التوراتية حول العراق (إن مشكلتنا نحن الغربيون ليست مع صدام بل مع العراق، هذا البلد القوي. ربما يأتي أحد بعد صدام ويقوده باتجاه مضاد لمصالحنا في الشرق الأوسط وعليه يجب تحطيم العراق) ورتشارد بيرل المستشار الحالي للرئيس بوش وصاحب مفهوم (محور الشر) الذي أطلق على العراق وسوريا وإيران ومهندس الحرب على العراق وبنيامين نتن ياهو الإسرائيلي (مؤلف كتاب: مكان تحت الشمس) وغيرهم من المنظرين والمفكرين الأمريكان والصهاينة الذين جذّروا وسوّقوا مفهوم السيادة المطلقة لأمريكا على العالم وقوتها الأبدية العظمى.. وإذا أصرّت الإدارة الأمريكية على سياستها المتجبرة والمتعالية فعليها أن تواجه مصيرها المرتقب ولو بعد حين، مصير الفناء الحضاري والانهيار الاقتصادي والسياسي المفاجئ الذي سيعيدها في آخر الركب البشري، إذ لا مكان للمجانين في وسط العقلاء.. إن هذه السياسة واستمرارها مما سيقرره الشعب الأمريكي في الانتخابات الأمريكية القادمة، فهو إما أن يختار العقل والعدل أو الجنون والانتحار. وقبل أكثر من قرنين من الزمن تنبّأ مؤسّس الدولة الأمريكية ومحرّرها من الاحتلال الإنكليزي (بنيامين فرانكلين) بأن الخطر اليهودي على أمريكا قادم وإن الأمريكان إذا لم يقوموا بما يلزم لتحجيم دور اليهود وإيقاف تغلغلهم الاقتصادي والسياسي في أمريكا، فإن الأمريكان بعد زمن ليس بعيد سيصبحون عبيداً لليهود وسيجدون أحفادهم يعملون كخدم في مزارع ومصانع اليهود، وقد تحققت هذه النبوءة بالهيمنة الصهيونية السياسية والاقتصادية والإعلامية على الإدارة الأمريكية والرأي العام الأمريكي، وهو ما يحصل اليوم في أمريكا وكيف أن الجندي الأمريكي يقاتل بالنيابة عن المخطط اليهودي، ويقوم بالدور الصهيوني في خارج أمريكا وكيف يهيمن المال والإعلام الصهيوني على العقل الأمريكي في داخل أمريكا.
إن العقد القادم من هذا القرن سيشهد افتضاح حرب الأكاذيب التي بلورتها الصهيونية في لا شعور الرأي العام الأمريكي والعالمي فيما يسمى بحرب الإرهاب ضد العرب والمسلمين وخلط الأوراق والسيطرة على الماكنة الإعلامية العالمية لتصوير الحقيقة كما يريدها هؤلاء الأبالسة، وسياسة تكديس الثروة والقوة لدى عصابات الربا والاحتكار الدولية، فيتوقع البعض أن تقوم ثورة عارمة يقوم بها الشعب الأمريكي الأصيل بعد كشفه حقيقة هؤلاء الوحوش الكاذبين والمجانين المحتكرين للسلطة والقوة والمال العالمي والساعين للسيطرة على العالم والمروّجين للخداع والتزييف وقلب الحقائق وحثّ العالم المسيحي للتصادم مع العالم الإسلامي حضارياً وسياسياً، وسيجتث هؤلاء –بإذن الله- هذا الزبد الباطل ليقيموا النظام العالمي المتعدد الحضارات والثقافات الخالي من الزيف والتطفيف وتجاوز حقوق الإنسان وسرقة مقدرات الشعوب.