التنافس الدولي على إفريقيا يحتاج إلى مراجعة شاملة خصوصا أنها أخذت تكتسب بعدا استراتيجيا متزايدا في السنوات الماضية وخصوصا بعد الحرب الباردة، إنها ليست مجرد قارة تحتل موقع استراتيجي أو أنها تحتوي على مضائق مهمة (مضيق جبل طارق، مضيق باب المندب) ورئيسية في طرق
أنت هنا
قراءة كتاب التنافس الأمريكي - الصيني في القارة الإفريقية بعد الحرب الباردة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
التنافس الأمريكي - الصيني في القارة الإفريقية بعد الحرب الباردة
2- النظام الدولي
التعريف الاسمي:
هنالك العديد من الباحثين السياسيين تناول مفهوم النظام الدولي، حيث عرفه جوزيف فرانكل بأنه: " مجموعة من الوحدات السياسية المستقلة تتفاعل فيما بينها بشيء من الانتظام ".
وفي تعريف أخر لمفهوم النظام الدولي لكل من ريمون ارون وستانلي هوفمان في تعريفهما للنسق الدولي بأنه مجموعة العلاقات التي تنعقد بين مجموعة معينة من وحدات سياسية في زمن معين بكم وانتظام كافيين لتصوير كيان Structure كلي لتلك العلاقات.
كما عرف ماكليلاند النظام الدولي هو" بطبيعة متعدد الأبعاد Multi-Dimensional فالدول ترتبط مع بعضها بمجموعة ضخمة جدا من العلاقات على مختلف المستويات الرسمية والغير رسمية، وهذه العلاقات تتفاعل في إطار ما يسمى بالحاجة والاستجابة Demend - Response وهو ما يعني بعبارة أخرى تداعي التفاعلات الدولية في مساق الأفعال وردود الأفعال ".
هذا وعرف موريس ايست النظام الدولي بأنه يمثل أنماطا من التفاعلات والعلاقات بين الفواعل السياسية ذات الطبيعة الأرضية (الدول) التي توجد خلال وقت محدد.
نجد من خلال المفاهيم السابق ذكرها أن مفهوم النظام الدولي مرتكز على مجموعة دول يسود بينها علاقات تتفاعل مع بعضها البعض، وفق المستجدات، ويتغير نمط هذه العلاقات حسب ما يفرضه طبيعة هذا النظام على الوحدات السياسية (الدول).
التعريف الإجرائي لمفهوم النظام الدولي:
يمكن تعريفه بأنه عبارة عن دول تتفاعل فيما بينها بعلاقات (العلاقات رسمية أو غير رسمية)، والتأقلم وفق متغيرات الفعل الصادر (الفعل ورد الفعل) عن هذه الدولة في بيئة هذا النظام، في فترة زمنية معينة، نستدل من تلك التعريفات آن النظام الدولي في حركة وديمومة مستمرة، يحتوي النظام الدولي على نظم فرعية مثل المنظمات والشركات المتعددة الجنسية التي ترتبط في تفاعلات داخل بنية النظام الدولي.
أذن يمكن تقسيم مفهوم النظام إلى ثلاث مرتكزات وهي:
1. النظام الدولي نسق من التفاعلات تحدث بين الوحدات السياسية (الدول).
2. قدرة هذا النظام على التأقلم والاستجابة للبيئة التي يعيش فيها.
3. النظام لديه بنية هيكلية تشمل نظم فرعية غير الدول مثل (الشركات المتعددة الجنسية، منظمات بنوعيها الإقليمية والدولية).
هنالك مفهوم بما يعرف بالنظام الدولي الجديد New International Order والمقصود به نمط جديد للعلاقات السياسية الدولية، تم في إطاره تحييد دور إحدى القوى العظمى نتيجة لانهيار ما كان يعرف بالاتحاد السوفيتي وهيمنة أو زعامة القوى العظمى الأخرى، متمثلة بالولايات المتحدة الأمريكية، على النظام الدولي المعاصر، لا سيما في المجالات السياسية والعسكرية والثقافية .
أن هذا المفهوم لا يختلف عن مفهوم أحادي القطبية الدولية كونه يعطى للولايات المتحدة الأمريكية هيمنتها على النظام الدولي، وأن هذا المفهوم فيه قصور من الناحية النظرية إذا ما تم تحليله وخصوصا أن بيئة النظام الدولي في ديمومة وتغير مستمر وفقا للتفاعلات المتجددة على الساحة الدولية.