التاريخ هو وقودنا الذي لا ينصب وسط بحر العولمة الجشع، التاريخ نهرنا العذب؛ مياهه لا تبدل ولا تكل عن المسير إلى المصب الذي يبعد كل يوم بضعة أميال، نعود إليه كلما اشتد علينا العطش والضياع على مأدبة اللئام، التاريخ منطادنا إلى المست
أنت هنا
قراءة كتاب معارك فاصلة في التاريخ الإسلامي
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 3
الفصل الأول
معركة بدر الكبرى
624م , 2 هـ , 17 رمضان
إن خروج المسلمين من ديارهم عنوة من مكة، وألوان العذاب الذي تجرعوه على يد رجال مكة، من قتل وتعذيب ومصادرة للأملاك، وحرمان وطرد وشتم واستهزاء.. لم يكن بالأمر الهين في نفوس المسلمين الذين اعتنقوا الدين الإسلامي الجديد الممزوج بعقيدتهم الفولاذية .
كانت معركة بدر المعركة الأولى التي يشهر المسلمين بها سيوفهم دفاعا عن الدعوة التي اعتنقوها وآمنوا بها، وبإيحاء منها هاجروا من مكة إلى يثرب (المدينة المنورة).
أسباب المعركة
حاول المسلمين اعتراض قافلة قريش التجارية القادمة من غزة، وفيها مصالح قريش التجارية (600 ناقة محملة بالبضائع) يقودهم أبو سفيان سيد البيت الأموي. لما علم أبو سفيان بخطة المسلمين بالاستيلاء على قافلته؛ أرسل إلى قريش من يخبرهم وينذرهم بالخطر المحدق بأموالهم، وبالمقابل غير طريق القافلة المألوف، وسار بمحاذاة ساحل البحر الأحمر، حتى تخطى بعيدا عن تمركز المسلمين .
سارعت قريش إلى حشد جيشها الجرار - ما يقارب (950) رجلاً- يضم 200 فارس، ولم يتخلف من زعمائها سوى أبو لهب لكبر سنه ومرضه، لأن قريش أرادت أن ترد اعتبارها أمام تجرؤ المسلمين، ظناً منهم أن النصر حليفهم .
نزل الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه أرض بدر، وهو موضع عاد، وتقام به أسواق للعرب، يبعد عن المدينة المنورة حوالي 160 كيلو متر
إن التفوق العسكري لقريش كان واضحاً من حيث العدد الكلي للجيش (950)، وعدد الفرسان(200)، وعدد الدروع، "مع المشركين ستون فرسا وستمائة درع " .
وكان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم: فرسا، وستون درعا". وكان جيش المسلمين منظما، أما جيش المشركين؛ فدبت به الفوضى. فأسفرت المعركة عن فوز ساحق للمسلمين، قتل(70) رجلا من قريش ووقع في أسر المسلمين(70) آخرين، أما من جيش المسلمين فقد استشهد(14) رجلاً، (ستة من المهاجررين وثمانية من الأنصار ) وطلبوا ثلاثة من المسلمين مثلهم شرفا وعزة ومكانة.. واشترطوا معرفة الأسماء مسبقاً، ثم بدأ الهجوم المنظم لجيش المسلمين، ليتحقق النصر المظفر للمسلمين .
أسباب انتصار المسلمين
1. الإيمان الراسخ بالوعد الإلهي .
أراد البعض العودة بعدما سمع نبأ عودة القافلة، فقال أبو جهل بن هشام : "والله لا ترجع حتى نرد بدراً، ونقيم عليه ثلاثاً، فننحر الجزور، ونطعم الطعام، ونسقي الخمر، وتعزف علينا القيان وتسمع بنا العرب وبمسيرنا وجمعنا، فلا يزالون يهابوننا أبداً بعدها"(9)
ِ المعركة
2. بدأت المعركة بالمبارزات الفردية، نزل ثلاثة من جند المشركين إلى ساحة الوغى، استيلاء المسلمين على آبار بدر، فمنع المشركين وخيلهم من الارتواء.
3. الخلاف في معسكر المشركين وانسحاب بعضهم بعد نجاة القافلة ورجالها .
4. الحماس الشديد والرغبة في الانتصار والانتقام بسبب ما تجرعوه من عذاب وقهر وإذلال وملاحقة وخناق من قبل المشركين .
5. قيادة الرسول الكريم وحكمته في إدارة المعركة.
6. طريقة قتال المسلمين , الترتيب حسب الصفوف, بينما قاتل المشركون بطريقة الكر والفر, مما أربك صفوفهم ومزق شملهم وأرعبهم في الصحو والمنام.
7. استهتار فريق المشركين بقوة المسلمين.
8. قتال الملائكة إلى جانب المسلمين، في قوله تعالى: {إذ يُوحِي رَبُّكَ إلى المَلائكة إني مَعَكُم فَثَبِتُوا الذِينَ آمَنُوا سَألقِى في قُلُوبِ الذينَ كَفَروا الرُّعبَ فَاضرِبُوا فَوقَ الأعنَاقِ وَاضرِبُوا مِنهُم كُلَّ بَنَان ٍ * ذَلكَ بِأنـَّـهُم شآقـُّـوا الله وَرَسُولَهُ وَمَن يُشَاقِقِ اللهَ وَرَسُولَهُ فإنَّ اللهَ شَديدُ العِقابِ * ذلكم فَذوقوهُ وَأنَّ للكافِرِينَ عَذَابَ النـَّـار } (الأنفال 12- 14 )
9. قيادة جماعية هشة لدى المشركين وتذبذب في الأداء والخطط العسكرية .
10 استعمال الجواسيس لرصد خطوات وإعداد المشركين .