أنت هنا

قراءة كتاب معارك فاصلة في التاريخ الإسلامي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
معارك فاصلة في التاريخ الإسلامي

معارك فاصلة في التاريخ الإسلامي

التاريخ هو وقودنا الذي لا ينصب وسط بحر العولمة الجشع، التاريخ نهرنا العذب؛ مياهه لا تبدل ولا تكل عن المسير إلى المصب الذي يبعد كل يوم بضعة أميال، نعود إليه كلما اشتد علينا العطش والضياع على مأدبة اللئام، التاريخ منطادنا إلى المست
تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: سهيل العيساوي
الصفحة رقم: 9

الفصل الثاني

معركة القادسية

محرم 14 هجري- 636 م.
دولة الفرس: كانت من الإمبراطوريات العظمى، كان الإسكندر المكدوني قد مزق شمل دولتهم، لكنهم أعادوا مجدهم على يد ملكهم أردشير بن بابك، أقام دولة المدائن، أو كما يطلق عليه العرب: دولة الأكاسرة. وقد تتالى الملوك على عرش كسرى، وكان آخرهم يزد جرد بن شهريار. وكان الصراع بين الإمبراطوريتين الفارسية والرومانية سجالاً، وقد عرض القرآن الكريم هذا الصراع، وبشر بنهايته، واستبق نتائجه، بهدف حث الناس على الإيمان والتصديق بما أنزل من السماء، قال تعالى: {آلم (1) غُلبت الروم (2) فيأدنىالأرض وهم من بعد غُلبهم سيغلبون (3) في بضع سنين لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون4}.
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم قد بعث إلى كسرى ابرويز -ملك الفرس- يدعوه إلى الإسلام بواسطة سفير المسلمين عبد الله بن الحذافة.
نص الرسالة:
" بسم الله الرحمن الرحيم , من محمد رسول الله، إلى كسرى عظيم فارس، سلام على من اتبع الهدى، وآمن بالله ورسوله، وشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، أدعوك بدعوة الإسلام، فإني رسول الله إلى الناس كافة لينقذ من كان حيا ويحق القول على الكافرين، أسلم تسلم، فإن أبيت فعليك إثم المجوس.
وكان جواب كسرى الغضب الشديد ومزق الرسالة. نلاحظ هنا أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم يخاطب كسرى بلهجة تصاعدية، ويترك له الخيار، وكسرى ملك الفرس لم يعتد على هذه اللهجة، وخاصة من العرب.
أرسل سعد بن أبي وقاص إلى يزدجر ملك الفرس برسالة بأمر من عمر فقالوا له : "أيُّها الملك؛ إنَّ الله رحمنا، فأرسل إلينا رسولاً يدلنا على الخير، ويأمرنا به.. ثم أمرنا أن نبدأ بمن يلينا من الأمم فندعوهم إلى الإنصاف، ونحن ندعوكم إلى ديننا، فإن أبيتم؛ فالجزية، فإن أبتم، فالقتال بيننا وبينكم."
فقال يزدجر: "إني والله لا أعلم في الأرض أمة كانت أشقى ولا أقل عدداً منكم، فقد كنا نوكل بكم قرى الضواحي، فيكفوننا غاراتكم، فإن كان غرور لحقكم فلا يَغـُـرنكم ذلك منا، وإن كان الفقر والجوع دعاكم؛ فرضنا لكم قوتا يكفيكم، وأكرمنا وجوهكم، وكسوناكم، وملّكنا عليكم ملكًا يترفق بكم".

أسباب المعركة

1. سبقت معركة القادسية عدة معارك بين الطرفين، فقد أذاقهم الفارس البطل خالد بن الوليد شر الهزائم في "ذات السلاسل" و "المذار" و"الولحة" و"أليس" و "ذات العيون" و و"دولمة" و"الجندل" و "الحصيد" و "الثني" و "الزميل"... وكلها معارك انتهت بهزيمة الفرس، أما في معركة الجسر فقد خسر الجيش الإسلامي بقيادة "أبو عُبَيدٍ الثقفي" الذي استشهد تحت اقدام الفيلة، واستشهد معه 4000 محارب .
سُميت هذه المعركة بالجسر، لأنه كان بينهم وبين الفرس جسر، وكان نهر الفرات بين الجيشين، فقال جاذويه -قائد جيش الفرس- :"إما أن تعبروا إلينا وندعكم والعبور، وإما أن تدعونا نعبر إليكم".فقال أبو عبيد: "لا يكونون أجرأ على الموت منا، بل نعبر إليهم". رغم تجربة أبي عبيد إلا إنه وقع في خطأ استراتيجي من ناحية عسكرية، لأن المسلمين يُمكِّنون عدوهم من العبور، أما عدوهم فيخون الأمانة. ومع ذلك؛ فلم تأثر الخسارة في موقعة الجسر على معنويات المسلمين، فكانت معركة البويب بقيادة المثنى بن حارثة الذي ألحق بهم الهزيمة النكراء، وقتل قائدهم مهران، وقد رفض المسلمون عبور الجسر هذه المرة .
2. كانت تسري في أرجاء فارس ثورة ترمي إلى إخراج العرب من الأرضي العراقية، فقد استطاع الملك الجديد يزدجر بن شهريار -آخر ملوك الأسرة الساسانية- إن يبث روحالتعصب وطرد العرب من بلادهم.
3. رغبة المسلمين بنشر الدين الإسلامي.
4. توقع استيلاء المسلمين على الممتلكات والثروات في بلاد فارس الغنية.
5. كان للفرس اليد الطولى في نشر الفوضى والتمرد في الدولة الإسلامية الفتية.
6. الحماس الشديد الذي أبداه الخليفة الجديد عمر بن الخطاب لقتال الفرس حتى أراد بنفسه أن يقاتلهم، وفعلاً قد عين مكانه علي بن أبي طالب، لكن أصحابه أشاروا إليه بالبقاء فيالمدينة لشدة خوفهم عليه.

الصفحات