التاريخ هو وقودنا الذي لا ينصب وسط بحر العولمة الجشع، التاريخ نهرنا العذب؛ مياهه لا تبدل ولا تكل عن المسير إلى المصب الذي يبعد كل يوم بضعة أميال، نعود إليه كلما اشتد علينا العطش والضياع على مأدبة اللئام، التاريخ منطادنا إلى المست
أنت هنا
قراءة كتاب معارك فاصلة في التاريخ الإسلامي
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 10
المعركة
نزل سعد بن أبي وقاص القادسية مدة شهر، فلم يرَ أحداً من الفرس، واجتمع رأي الفرس على رستم، صاحب الرأي النافذ في المملكة ليقودهم، بلغ عدد جيش الفرس 120 ألفمقاتل، ومعهم 33 فيلاً، منها فيل أبيض. وقيل إن هذا الرقم مبالغ فيه؛ أي عددهم ما بين 40- 30 ألفاً، وبلغ عدد جيش المسلمين قرابة السبعة آلاف، وقيل أكثر. دامت المعركة ثلاثة أيام، اليوم الأول يسمى"أرماث"، واليوم الثاني: أغواث، واليوم الثالث يسمى "عمواس".
يقول ابن كثير: "فاقتتلوا حتى كان الليل، فتحاجزوا، وقد قتل من الفريقين بشر كثير، ثم أصبحوا إلى مواقفهم، فاقتتلوا يومهم ذلك وعامة ليلتهم، ثم أصبحوا كما أمسوا على مواقفهم، فاقتتلوا حتى أمسوا، ثم اقتتلوا قتالا شديدا،ً وقد قاسوا من الفيلة بالنسبة إلى الخيول العربية بسبب نفرتها منها أمراً بليغاً، وقد أباد الصحابة الفيلة ومن عليها، وقلعوا عيونها، وقد أبلى جماعة من الشجعان في هذه الأيام مثل طليعة الأسدي، وعمرو بن معدى كرب، والقعقاع بن عمرو، وخالد بن عرفطة.. فلما كان الزلزال من هذا اليوم ويسمى يوم القادسية، هبت ريح شديدة، فرفعت خيام الفرس عن أماكنها، وألقت سرير رستم، فركب بغلته وهرب، فأدركه المسلمون فقتلوه، وقتلوا الجالينوس مقدم الطلائع القادسية، فانهزمت الفرس، وفر الفرس يومئذ بكاملهم وكانوا ثلاثين ألفاً، وقتل في المعركة عشرة آلاف منهم، وقتل من المسلمين ألفان وخمسمائة".
ثم تابع جيش المسلمين ملاحقة فلول الفرس حتى حاصر عاصمتهم المدائن لمدة شهرين واستولى عليها، وسقطت الغنائم التي تحدثت عنها الروايات بالعجائب، وخاصة أنهم دفعوا الأرواح ليصلوا إلى المدائن عاصمة الفرس.
بموت رستم وهرب الملك يزدجر إلى حلوان وسقوط عاصمتهم باتت المملكة الفارسية بقبضة المسلمين.
نتائج المعركة:-
1. انتصار جيش المسلمين.
2. تكبد المسلمين أيضاً الخسائر البشرية، حتى أنهم في بادئ الأمر فكروا أن يدعو العدو ينسحب آمناً.
3. انكسار معنويات الفرس، ومزق الله شملهم كما طلب الرسول صلى الله عليه وسلم من الله.
4. غنم الفاتحون غنائم كبيرة. وجدوا بين أيديهم من الغنائم ما لم يروا من قبل، فكان لكل مقاتل نصيب عظيم.