في الديوان الشعري "نثار الليل"، تكتشف الشعر في يسر وهو يُحلِّق بعيدًا في سماء المخيِّلة ، ذلك لأن الشاعر هنا يتكئ على تجربته الخاصة التي تمتح خامها من فضائها الماثل والمعاش . هذا هو السِّر في روعة مجموعة ( نثار الليل ) .
أنت هنا
قراءة كتاب نثار الليل
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
نثار الليل
طرابلس ..
يا ام المدُنْ .. يالّلى كما سـمُّوك ..
فى أشعارهم - بلد الطيوبْ -
يابنت فى يديها زَهَرْ ..
- عقدين فُلْ - وقت الغروبْ ..
وين نوقف فى باب البحر ..
والشمس دُوبْها زارقة ..
نشبح على بعد النظر ..
لُجّة الماء .. متحومرة .. مزّارقة ..
ونشوف ياما من صور .. خلف الضباب ..
كيف المبانى نايمةْ .. وكيف النوارس حايمةْ ..
وكيف المراكب عايمةْ .. ونحس بيها غارقةْ ..
ونسمع ترانيم البحر .. فى جيهة الشعّاب ..
الموج .. والصيادةْ ..
تشبه تسابيح الصلاة .. والسعي فيه عبادةْ ..
هيلا بعد هيلا .. والرزق ما كادَهْ ..
وهوبه بعد هوبه .. كل حد يبغي زادَهْ ..
والارزاق موهوبة .. وللشاكرين زيادةْ ..
وواخد على طول السفر .. وما تمنعا الاتْعاب ..
بيدين مطواعةْ ..
موجةْ بعد موجةْ .. وساعة بعد ساعة ..
وخيط البرِنْقالِي .. مبروم فى اصباعهْ ..
غير همّ ياريّس .. كل ريح وشراعهْ ..
ومجدافنا كويّس .. كان الهوا باعهْ ..
وارمي الشبَكْ غيّص .. خير البحر .. قاعهْ ..
وغير همّ ما تيّسْ .. عز القوي ذراعهْ ..
هاي الصقالة تاقت .. ولْتَمْ بيّاعهْ ..
ونادى منادى السوق .. تعالْ شوف البْضاعةْ ..
ياتنْ ياسردين .. والحوت بانْواعهْ ..
وهاي المدينة صاحيةْ .. فى كل زنقةْ وناحيةْ ..
ومازال ماحدْ كيفها ..
فى حبها لاِوْلادها .. فى كرمها لِضِيفْها ..
ومالُوفها وتاليفْها ..
كيف تنكتبْ .. كيف تنْوِصِفْ .. طرابلس ..
وطرابلس .. هي بيتنا ..
وهي راحتى وقت التعب ..
مصراتة 1997 ف