أنت هنا

قراءة كتاب التكتيكات الجديدة في مجال حقوق الإنسان

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
التكتيكات الجديدة في مجال حقوق الإنسان

التكتيكات الجديدة في مجال حقوق الإنسان

يعمد الناس إلى ابتكار واستخدام تكتيكات خلاّقة لجعل عملهم أكثر فعالية وذلك في جميع أنحاء العالم وعلى كافة المستويات أكان في القرى الصغيرة أو داخل الحكومات الوطنية وكذلك على أعلى مستويات العدالة الدولية.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 1

المقدمة

ريتشارد جي غولدستون
شهد العالم خلال العقدين الماضيين بداية حقبة جديدة لحقوق الإنسان وهي حقبة شهدت المزيد من الأهمية والاهتمام بالقانون الدولي والرأي
العام العالمي. ففي مجال القانون الدولي طرأت آليات جديدة حوّلت طريقة التفكير لدينا وأسلوب تحقيق العدالة. في الوقت نفسه غيّر التفكير الخلاّق والروح المبتكرة لدى الأفراد والمنظمات أسلوب تفكيرنا حول ما هو ممكن في مجال حقوق الإنسان وبالتالي ما يمكننا تحقيقه
ويعمد الناس إلى ابتكار واستخدام تكتيكات خلاّقة لجعل عملهم أكثر فعالية وذلك في جميع أنحاء العالم وعلى كافة المستويات أكان في القرى الصغيرة أو داخل الحكومات الوطنية وكذلك على أعلى مستويات العدالة الدولية. ويستخدم مشروع التكتيكات الجديدة لحقوق الإنسان هذه التكتيكات المبتكرة ويتقاسمها مع آخرين يناضلون من أجل النهوض بحقوق الإنسان. إنني أدعوكم لمشاركتي الاحتفال بهذا العمل والاستفادة من هذا المورد القيّم المتوفر بين أيديكم الآن.
ولدى التفكير مليّاً في مجال عملي فقد تبين لي وجود فرص جديدة لتحقيق العدالة لضحايا أسوأ أنواع انتهاكات حقوق الإنسان. فتشكيل محاكم جرائم الحرب الدولية ليوغوسلافيا السابقة ورواندا؛ وهما أول محاكم من نوعها يجري استحداثها بدعم كامل من الرأي العام الدولي، قد فتح أبواب جديدة لتحقيق العدالة. وقد أدت الفِرَق الدولية العاملة في هذه المحاكم والمكونة من أشخاص وفدوا إليها من عشرات الدول مهمة لم يسعى إليها أحد من قبل حيث قام هؤلاء بوضع قانون جديد وسابقات قانونية جديدة، وتوجيه اتهامات لا تبدو مشابهة لمثيلاتها في الماضي في أي بلد. وقد قاما معاً بإيجاد تكتيك جديد مهّد الطريق لتكتيك آخر أكثر قوة وهو المحكمة الجنائية الدولية، التي يمكن من خلالها الآن توفير أداة لتحقيق العدالة بغض النظر عن المكان الذي تم ارتكاب الجرائم ضد الإنسانية فيه أو الشخص الذي ارتكب تلك الجرائم.
وقد قمنا باستخدام تكتيك جديد آخر في إطار المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة حيث قمنا بجعل الاغتصاب جريمة حرب يمكن ملاحقة مرتكبها في إطار تلك الجريمة بدلاً من اعتبارها جريمة ثانوية مرتبطة فقط بجرائم أخرى. فعندما قامت المحكمة بتوجيه الاتهام إلى ثمانية ضباط من البوسنيين الصرب بارتكابهم جرائم اغتصاب منظمة ضد نساء مسلمات مثلت تلك الخطوة تغيّراً مفاجئاً في الأسلوب التي كان ينظر من خلالها العالم إلى الجرائم ضد النساء وإلى حقوق الإنسان. وقد أتاح هذا التكتيك تحقيق العدالة فيما يتعلق بعدد آخر من القضايا منذ ذلك الحين.
وربما أصاب الخبراء القانونيون الضحك قبل عشر سنوات عندما أثير موضوع توجيه اتهامات إلى دكتاتور قوي سابق مثل أوغستو بينوشيه أو تسليمه للعدالة حيث أن هذا التكتيك كان على ما يبدو غير متاح لنا. لقد كان المجرمون عند هذا المستوى بغض النظر عن وحشية الجرائم التي ارتكبوها وكانوا يتحركون في كافة أرجاء المعمورة بأمان ومنأى عن العقاب. إن اعتقال بينوشيه وتسليمه غيّر أسلوب تفكيرنا حول ما هو ممكن في مجال العدالة الدولية حيث أنه أضاف تكتيكاً جديداً لترسانة حقوق الإنسان، وهو تكتيك سيجري بالتأكيد استخدامه مرة بعد أخرى في المستقبل.
إنني أود أن أشيد بجهود المدافعين عن حقوق الإنسان لاستخدامهم المحاكم الوطنية والدولية وغيرها من المنابر العامة لجلب الانتباه إلى الجرائم المرتكبة ضد الإنسانية حيثما تقع والدعوة بصوت عالٍ وبجرأة إلى تحقيق العدالة، إلاّ أن هذه التكتيكات تمثل عدداً قليلاً من التكتيكات الجديدة والمبتكرة التي يجري استخدامها من قِبَل الناس في كافة أنحاء العالم وفي مجالات ومناطق متنوعة ومختلفة كاختلاف التجربة الإنسانية نفسها، وذلك من أجل تعزيز وحماية الكرامة الإنسانية الأساسية.
إنني أفخر بانضمامي إلى مشروع التكتيكات الجديدة في مجال حقوق الإنسان بتقديمي هذا المصدر. وفي الوقت الذي لا يمكن لهذا المشروع الادعاء بأنه مرجع وافٍ إلا أنه يمثل خلاصة جامعة غنية لهذا التفكير الجديد والمبتكر والذي نأمل بأن يكون ذو قيمة لكم في مجالات عملكم.
- القاضي ريتشارد جي غولدستون
قاضي المحكمة الدستورية بجنوب إفريقيا (متقاعد)
رئيس هيئة الادعاء العام للمحاكم الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة ورواندا
رئيس مجموعة التحقيق الدولية بشأن كوسوفو
رئيس مجموعة التحقيق الدولية حول الإرهاب المنبثقة عن جمعية المحاميين الدولية

الصفحات