لم تعد لعبة الكرة الطائرة هواية يمارسها الناس في أوقات فراغهم للتسلية وقضاء الوقت. إذ كان الناس ينظرون إلى هذه اللعبة في بدايتها على أنها لعبة تسلية وترويح ومحافظة على اللياقة البدنية.
أنت هنا
قراءة كتاب الكرة الطائرة والإعداد المهاري والخططي
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
ونعود الآن لنشرح الحالات التي مرت بها لكرة الطائرة
فقد شهدت الولايات المتحدة والمكسيك تطورا للعبة الكرة الطائرة تماما باعتبارها لعبة ترويحية وقد جاء هذا التطور بعد مدة طويلة من ابتكارها وقد ظهر تطور الكرة الطائرة في قاعدة الدوران للاعبين وقد نصت هذه القاعدة أنه على كل لاعب أن يغير مكانه في كل نقطة فاللاعب على حسب هذه القاعدة يجب أن يغير نشاطه في داخل الملعب من خلال عملية الدوران فاللاعب الذي يكون في الجزء الخلفي من الملعب يأخذ قسطه من الراحة في حين يقوم بقية اللاعبين في الخط الأمامي بعمليات وبطاقات ذات نتائج أعلى. أن هذه الفكرة كانت سائدة مع تطور اللعبة إلا أنها لم تعد سارية في اللعبة الحالية فليس هناك راحة في أي جزء من أجزاء الملعب ولهذا كانت اللعبة سابقا ذات جانب ترويحي وقد نظمت في (الولايات المتحدة والمكسيك) مسابقات بين فرق بمستوى عال وللاعبين من كلا وعلى هذا الأساس عدت الكرة الطائرة في هذه البلدان لعبة ترويحية إذ لا يمكن أن يكون عمل الرجال في الملعب مثل عمل النساء من حيث اختلاف الرجل عن المرأة في النواحي الفيسولوجية والبايوميكانيكة وقدرة عمل المجموعات العضلية، ولما كانت اللعبة ترويحية فأن هذه الفوارق لا تكاد تظهر او تبين.
2- أما النواع الثاني من اللعبة وهو لعبة الكرة الطائرة الآسيوية وهو يختلف عنه في الولايات المتحدة والمكسيك، فقد نظمت اللعبة في آسيا ابتداءا كلعبة للمسابقة وقد لعبت لأول مرة بتسعة لاعبين مقسمين إلى ثلاث مجموعات:
أ- مجموعة ثلاثة لاعبين يشكلون مجموعة المهاجمين الأساسين ومكانهم في الخط الأمامي.
ب-ثلاثة لاعبين يشكلون مجموعة المدافعين الأساسين ومكانهم في الخط الخلفي.
ج- ثلاثة لاعبين يقومون بحالتي الدفاع والهجوم ومكانهم في الخط الوسطي.
وفي الأيام الأولى من ظهور اللعبة كان اللاعبون يقفون كل في مكانه لذلك كانت مجموعة الثلاثة الاولى، تتدرب على الهجوم، ومجموعة الثلاثة الثانية تتدرب على الإرسال، ومجموعة الثلاثة الثالثة تتدرب على الدفاع، وهذه دلالة على ظهور علامة من علامات التخصص في المباريات.
3- أما النوع الثالث، فهو الأسلوب الأوروبي في اللعبة:
لقد تم إدخال الكرة الطائرة إلى دول أوروبا عن طريق جنود الجيش الأمريكي في خلال الحرب العالمية الأولى وعن طريق فروع جمعية الشبان المسيحيين لذلك حصلت لعبة الكرة الطائرة في أوروبا على بعض ملامح الكرة في أمريكا وفي الوقت نفسه استطاعت دول أوروبا أن تغير اللعبة في آن واحد وتجعلها ذات طابع نسائي إذ ازداد ارتفاع الشبكة وطبقوا دوران اللاعبين وتغير المراكز بموجب قاعدة الدوران في عام 1922 وتم تخصيص اللاعبين للقيام بعمليتي الهجوم وإعداد الكرة فظهر التخصص بالنسبة (للمهاجم والمعد). وقد تم توجيه هذا التطور نحو تأسيس الكرة الطائرة الدولية وتم البحث في فكرة تأسيس الاتحاد الدولي للكرة الطائرة.
فقد ثم فعلا تأسيس اتحاد للكرة الطائرة في عام 1918 في أرغواي (بأمريكا الجنوبية) غير أنه لم يعترف به في جيكوسلفاكيا حيث تأسس الاتحاد الجيكوسلفاكي في سنة 1921 وفي الولايات المتحدة الأمريكية تأسس سنة 1921 في خلال المدة بين الحربين الأولى والثانية وكانت هناك عدة محاولات لتنظيم اتحاد الدولي للكرة الطائرة إلا أنه لم يكتب لها النجاح وبعدها بعام واحد بعد الحرب العالمية الثانية في سنة 1946م وبمناسبة قدوم الفريق العسكري الأمريكي للعب في اوروبا فقد جرى تنظيم مباحثات جدية حول تأسيس الاتحاد الدولي للكرة الطائرة،وكان قرار تأسيس الإتحاد الدولي قد صدر في براغ الأمريكية وفرنسا وبلجيكا وبولندة وجيكوسلفاكيا وفي عام 1947 تم تأسيس الاتحاد الدولي الحقيقي للكرة الطائرة في باريس وقد لعبت فرنسا دورا مهما في تأسيسه واعترفت به اللجنة الأولمبية الدولية.
إن الاتحاد الذي شكل حديثا كان عليه أن يحل العديد من المشاكل ومن أجل أن يكون هناك تنظيم دولي، عليه أن يوجد القواعد لها، إذ لا يمكن لعب هذه اللعبة دوليا مالم تكن قواعد اللعبة موحدة والصعوبة الثانية هي تحضير وتطوير المسابقات الدولية ولهذا ففي عام 1949 تم تنظيم بطولة العالم للرجال في براغ وكان الفائز فيها الفريق الروسي إذ أن الاتحاد السوفيتي كان قد نظم إلى الاتحاد الدولي عام 1948م وعلى الصعيد الدولي فقد تقابل في هذه البطولة، لأول مرة لاعبوا كل من الروسي واليابان.
والتاريخ المهم في تطوير لعبة الكرة الطائرة هو عام 1957 ففي ذلك العام عقد اجتماع اللجنة الأولمبية الدولية في صوفيا وكانت إحدى النقاط الرئيسية في جدول الأعمال هو إدخال لعبة كرة الطائرة في ضمن الألعاب الأولمبية اعتبارا من الدولة التالية لسابقتها في عام 1957 نظمت بلغاريا دورة دولية للرجال. وبعد عام 1960م عام التطور الحقيقي لهذه اللعبة إذ تم انجاز البرامج الذي وضع في عام 1957 إنجازا كاملا ودخلت الطائرة في دورة طوكيوا الأولمبية 1964م وأصبحت من الألعاب الأساسية في الدورات الأولمبية وفي الآونة الأخيرة احتلت المركز الأول من حيث المشاهدين وتمتعهم بها لما وصلت إليه من تطور النواحي الفنية العالية.
بعد ذلك أنشأت الاتحادات المتبقية بصورة بطيئة ومتدرجة فقد أنشئ الاتحاد الأسيوي والاتحاد العربي والاتحاد الأفريقي.
ويعد الاتحاد الدولي للكرة الطائرة من أكبر الاتحادات الرياضية إذ يضم في عضويته في حدود (200) مائتين دولة وهو من أغنى الاتحادات وأصبحت لعبة منتشرة يلعبها الكثير في دول العالم ويمارسها أكثر من (140) مئة وأربعين مليون نسمة.
هذه لمحة عامة عن تطور تاريخ الطائرة ومراحلها في العالم آمل أن أكون قد وفقت في عرضه ومن الله التوفيق.