المقدمة

قال تعالى وهو أصدق القائلين "قالوا سبحنك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك العليم الحكيم"
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه
لم تعد لعبة الكرة الطائرة هواية يمارسها الناس في أوقات فراغهم للتسلية وقضاء الوقت. إذ كان الناس ينظرون إلى هذه اللعبة في بدايتها على أنها لعبة تسلية وترويح ومحافظة على اللياقة البدنية.
ولكنها في العصر الحديث أخذت طابعا آخر بعد أن دخلت الدورات الأولمية في سنة 1964 في طوكيو حيث أصبحت لعبة لها أسس وقوانين وخطط وبرامج ينبغي على اللاعب أن يتقنها إذا أراد أن يحقق الفوز وإلا فإنه يمنى بالخسارة.
ومما زاد إشتياق الجمهور لمشاهدتها في البطولات العالمية والدورات الإولمبية والقارية ما يتوافر في هذه اللعبة من مستوى عال في تنفيذ المهارات الفنية والخططية التي يتمتع بها اللاعبون في أثناء المباراة وإنه ليسعدني أن أواصل البحث والدراسة في لعبة الكرة الطائرة التي شغفت بها كثيرا وقد دفعني هذا الشغف إلى تأليف كتابين قبل هذا الكتاب الاول تناول الكتاب الأول أصول لعبة الكرة الطائرة فيما يتعلق بالتعليم والتدريب والتحكيم وقد قامت جامعة السابع من أبريل بالزاوية مشكورة بطباعته وتوزيعه. والثاني موسوعة الألف تمرين في لعبة الكرة الطائرة بدءا من المبتدئين في هذه اللعبة وصولا إلى الإتجار العالي وهو الآن قيد الطبع.
وبعد أن تم تعليم وتدريب المهارات الفنية في الكتابين السابقين نضعها في بوتقة خطط اللعب إذ تعد، هذه الخطط حصيلة لهذه التدريبات الخاصة بالمهارات الفنية. وهناك العديد من مدارس خطط اللعب منها، الآسيوية والأوروبية، وترتبط هذه الخطط بالمواصفات البدنية (القياسات الجسمية) للاعب الكرة الطائرة إذ أن كل خطة تتناسب مع مواصفات معينة لأولئك اللاعبين وعلى وجه الخصوص صفة الطول، لذلك رأيت من الضروري توضيح هذه الخطط فقمت بدراستها جميعا، مستفيدا من خبرتي الطويلة في هذا الميدان إذ كنت لاعبا ثم مدرسا ثم مدربا، مما شجعني على أن أقدم توضيحا وشرحا كاملا لجميع خطط اللعب في لعبة الكرة الطائرة التي تعين المدربين في علمية تدريبهم والمدرسين في أثناء تدريسهم على الوصول إلى أعلى مستوى من مراتب التدريب والتعليم، فخرجت هذه الحصيلة من الخطط التي تمثل مختلف المدارس التي يمكن الاستفادة منها في جميع الحالات ولجميع الفئات العمرية للاعبين واللاعبات لكلا الجنسين.
استخلصت هذه المجموعة من التدريبات على خطط اللعب لأقدمها إلى من يريد تعلم أو تعليم هذه اللعبة لتكون عونا ومساعدا، علما أني استفدت كثيرا ممن سبقوني في هذا المجال. ومن مؤلفاتهم وتدريباتهم التي أفادتني كثيرا فجزاهم الله خيرا الجزاء، وقد حاولت في هذه التوضيحات التدرج من السهل إلى الصعب ومن اليسير إلى المعقد، ومن حالات الافراد الى حالات الجمع. مستخدما المخططات التوضيحية الخاصة بكل خطة لتسهيل فهم تلك الخطة داعيا إلى استخدام ما يتوافر من المستلزمات التدريبية والتعليمية التي تحتاجها كل خطة.
وعلى اللاعبين استيعاب هذه الخطط وتطبيقها ذهنيا وبدنيا، ويتطلب ذلك مدة زمنية غير قصيرة للإحاطة بكل جوانبها والتعود على تطبيقها بصورة عملية وتلافي الأخطاء التي قد يقع فيها اللاعبون في أثناء تنفيذها.
ويختلف تطبيقها من فريق إلى آخر إذ يؤثر على ذلك مستوى الفريق ودرجته وأعمار اللاعبين المدة الزمنية لممارستهم هذه اللعبة (الخبرة) وجنسهم.
ويرى بعض العلماء أن المكونات البدنية هي التي بتأسس عليها وصول اللاعب الرياضي إلى أعلى مراتب البطولة الرياضية إذ تؤثر بدرجة كبيرة على تنمية بعض هذه المكونات في ابتكار المهارات الفنية وتطويرها وكذلك في وضع الخطط وطرق اللعب الهجومية والدفاعية كذلك في استخدام طرائف وأساليب التدريب الحديثة.
وينبغي على جميع اللاعبين أن يؤدوا المهارات الفنية جميعها بمستوى متكافئ لكي يتمكن كل لاعب من تنفيذ واجبة في اثناء اللعب وعلى ضوء الخطط الموضوعة له في البرنامج التدريب من قبل المدرب ولجميع المهارات الفنية سواءا في الحالات الهجومية أو في الحالات الدفاعية وحسب تخصص كل لاعب في ضمن فريقه. وعليه يتحتم تحليل هذه المهارات إلى مراحلها حتى يسهل تعلمها بصورة دقيقة وصحيحة، مع مراعاة مطابقتها لقانون اللعبة. وعلى الرغم من أن المهارات تبدوا سهلة الأداء إلا أنها تتطلب بذل جهدا كبيرا في دقة إتقانها وذلك لما يفرضه قانون اللعبة من حيث قصر مدة لمس الكرة وتحديد اللمسات بأطراف الأصابع وصغر حجم الملعب وسرعة طيران الكرة وغيرها من النواحي الفنية والقانونية الأخرى، التي تحدث أحيانا صعوبات في تنفيذ الخطط الهجومية والدفاعية في داخل الملعب.
لذلك أيضا نلاحك أن اللياقة البدنية للاعبين تأثير كبيرا على تطبيق خطط اللعب في داخل المباراة، فإذا كان اللاعبون يمتلكون درجة عالية من اللياقة البدنية فيكون من السهل عليهم تنفيذ الخطة بصورة دقيقة.
ونلاحظ وجود نتائج إيجابية لتوافر المكونات البدنية منها (قصور زمن التعلم وسهولته). وشعور اللاعب بالنجاح واكتساب الأداء الفني والخططي والمحافظة على أوضاع الجسم من خلال الأداء وثقة اللاعب بنفسه ومدربة، أن كل هذه الأمور تؤدي إلى الأداء الجيد في تطبيق خطط اللعب بالأضافة إلى الأقلال من الأصابات وعدم ظهور حالات التعب على اللاعبين مبكرا.
"وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين".