يرتقي نسب الهاشميين في المملكة الأردنية الهاشمية إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عن طريق أبنته البتول فاطمة الزهراء وزوجها علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ابن عم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم .ورابع الخلفاء الراشدين .
أنت هنا
قراءة كتاب الوفاء الهاشمي - الجزء الثاني
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
ان العرب مدينون لهذه الثورة لأنها أشارت إلى العرب بأنهم امة وأنهم جديرون بان يصنعوا دولة ويجددوا حضارة ويخدموا البشرية والتاريخ وقد أعطت العرب هويتها العربية ,ومكنتها من النظر إلى الأمور بعين عربية تستهدف حقوق العرب ومصالحهم.
لقد ضحى الشريف حسين بن علي بحياته دفاعا عن العروبة والإسلام والقضية الفلسطينية ورفض ان يتنازل أو يبيع أو يرهن أي قطعة من الأراضي العربية وعندما شعر ان المؤامرات الانجليزية أقوى من دفاعه آثر التنازل عن العرش ومرض في المنفى وأوصى ان يدفن في القدس التي أمضى حياته يدافع من اجل عروبتها وعندما مات كان له ذلك ,لقد ضحى بحياته كما ضحى من قبله جده الحسين بن علي بن أبي طالب وأبناءه الذين قتلوا في سبيل تحقيق مثلهم ....إنهم مفخرة جعلت العرب يعتزون دوما في التقرب إليها..
ان الاستعمار يقدر ما للهاشميين من دور ومكانة عند العرب فعندما قدم الملك عبدالله الاول إلى شرقي الأردن اخذوا يحسبون حسابه ويتخوفون من قيام الثورات خاصة ان قدومه كان استجابة لنداء أحرار الشام وثوارها في إعادة النفس للبلاد الشام قبل ان يموت ,فاخذ العرب يلتفون حوله للتخلص من حكم الفرنسيين واليهود وتحرير عاصمة الدولة الأموية..
ورغم تهديدات الانجليز والفرنسيين له ,فقد صمم الأمير عبدالله على تلبية طلب أحرار البلاد والتقدم إلى عمان وسط تأييد كمل من أهل البلاد ,فأسس الإمارة الأردنية وسعى مع أوفياء الأردن الذين التفوا حوله لتحقيق الاستقلال في عام 1946 .
لقد كانت المؤامرات تحيط بشرقي الأردن والأطماع من كل جانب فاليهود يسعون لقيام دولتهم الممتدة من النيل الى الفرات وأحيانا يطمعون في قيام وطن بديل للشعب الفلسطيني في شرقي الأردن ,فكان تأسيس الإمارة ضربة كبيرة لأحلامهم ,أما الثوار السوريون فقد أرادوا ان تكون شرقي الأردن قاعدة لثوراتهم على الفرنسيين وتناسوا حق الأردنيين ان يكون لهم كيان فحاولوا تسخير البلاد وأميرها وشعبها لخدمة الثورة ولم يكن لهم هم إلى الكسب واستغلوا تقرب الأمير لهم في الوظائف الحكومية وتمادوا لدرجة أنهم أرادوا ان يحولوا دون قيام أركان الدولة لدرجة أنهم اتحدوا الأمير والشعب الأردني ولولا الصبر والحكمة التي تمتع بها الأمير عبدالله في تلك الظروف الصعبة وتمسكه بمبادئه والتفاف الأردنيين حوله لتمكن هؤلاء من محي الأردن عن منطقة الشرق الأوسط (لقد استغلوا حسن الضيافة),أنهى الأمير وجود السوريين في الحكومة والجيش خاصة بعد تهديدات بريطانيا له انه السوريين إذا لم ينتهوا عن عدوانهم على حدود سوريا ولم يعمل الأمير على تصفيتهم سوف تقطع عنه المعونة المالية التي هو بأشد الحاجة لها في ظل شح الموارد وقلة السكان,كما ان الأردنيون نفسهم ضاقوا بهم وبنكرانهم لحق الأردنيين فكانوا ينعتوهم (بالغرباء الذين لا هم لهم الا الكسب),.وخرج السورين من الأردن في نهاية المطاف عن طيب خاطر تقديرا لكرم الأردن الذي لم يسبب الألم لهم يوما,وبهذا انتهت فترة مهمة من تاريخ الأردن,وطويت صفحة السوريين إلى الأبد.
الملك عبدالله الاول كان ملكاً كاملاً مكملاً وذلك ليس بقدرات جلالته الفائقة كملك في الحكم والإدارة وحسن التعامل مع الآخرين فقط ,ولكنه كذلك بقدرات جلالته الفكرية والأدبية شاعراً وصاحب فكر ثاقب وأن الحسين هو حفيد الملك عبدالله ,وهو صنو جده العظيم وشبيهه ومثيلة,وهو كذلك مثله بحق وجدارة الملك الكامل المكمل (عبدالله بن الحسين ,1988).
الملك الحسين بن طلال (14 نوفمبر 1935 - 7 فبراير 1999)، ملك المملكة الأردنية الهاشمية من عام 1952 حتى عام 1999.
في الثاني من أيار 1953م ,أتم جلالة الملك حسين بن طلال الثامنة عشر من عمره فتولى سلطاته الدستورية .وتسمى الفترة التي حكم به بالعصر الذهبي .فقد نذر جلالته حياته لخدمة وطنه وأمته .
وقد شهد الأردن في عهد جلالته نهضة شاملة في شتى مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية بالرغم من شح الموارد والظروف الاقتصادية والسياسية في المنطقة .
لقد عمل على بناء الوطن اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا, وبث روح الثقة والتعاون بين الشعب ومن هم في خدمة الشعب ,ورعاية مصالحه وتحقيق أهدافه ثم المحافظة على حريته وحقوقه ودفع المخربين والعناصر الهدامة والسعي المتواصل لزيادة الدخل القومي وإشاعة الطمأنينة بينهم.
لقد امتلك الأردن في عهده أجهزة ثقافية وإعلامية متطورة ملتزمة بخط وأهداف الثورة العربية الكبرى التزاما قوياً وصادقاً وعلى صعيد التوسع الأفقي أصبح قطاع الإعلام والثقافة يغطي مساحة واسعة من الحقول والاختصاصات تشمل الإذاعة والتلفزيون والمسرح والصحافة
فقد حصل في عهد جلالته تطوراً في القطاع الصناعي .فزادت عدد الصناعات وأدخلت الآلات الحديثة وتنوعت الصناعات وزادت جودتها .كما أقيمت المدن الصناعية والمناطق الحرة وتم إصدار تشريعات سهلت الاستثمار العربي والأجنبي .فقد تأسست مؤسسة تشجيع الاستثمار .وقد أحدث ذالك تغيراً في المجتمع الأردني الذي تحول من مجتمع مستهلك إلى مجتمع منتج .وتحولت المستوردات إلى مواد خام والآلات والمعدات الفنية .مما ساهم في إرساء قاعدة الصناعة في الأردن .
أما الزراعة فقد زاد دخل السكان منها وزادة مساحة الأراضي الزراعية .مما أدى إلى تحقيق نسبة عالية من الاكتفاء الذاتي .وفتح باب التصدير وتم تطوير البحوث الزراعية ,واستخدمت التكنولوجيا بالزراعة ,وتم بناء السدود ,وزاد حجم الثروة الحيوانية .
وقد اهتم رحمه الله بقطاع التجارة فتوسعت في عهده التجارة الداخلية والخارجية .بالإضافة إلى تطوير البنية التحتية كطرق المواصلات والنقل والاتصالات والمطارات والموانئ والمياه والطاقة
وبناء نظام مصرفي فعال .
واهتم جلالته بقطاع السياحة فاهتم بتطوير وترميم المواقع الأثرية والسياحية وصيانة المساجد والمقامات وتطوير الخدمات التي يحتاجها القطاع من استراحات وفنادق .وتسويق الأردن داخلياً وخارجياً عربياً وعالمياً وقد زاد إسهام السياحة في الدخل القومي .
اما في مجال التعليم فقد صدر قانون المعارف عام 1955م فأصبح التعليم إلزامياً لأردنيين حتى الصف السادس ثم التاسع ثم العاشر عام 1994م وإضافة مرحلة التعليم رياض الأطفال .وتعددت مراحل التعليم الثانوي لتصبح مدتها سنتان .وشملت ثلاث مسارات هي التعليم الثانوي الشامل بمساريه الأكاديمي والمهني والتطبيقي وزاد عدد الجامعات وكليات المجتمع ونشأت الجامعات الخاصة .لقد توفرت مستلزمات مادية وبشرية كبيرة لتحقيق الديمقراطية التعليم ومجانيته والتوسع في مؤسساته لتستقبل كافة المواطنين وفق مبدأ تكافؤ الفرص للجميع.