كتاب "مع سيرة الحبيب - سلسلة حوارات إسلامية للناشئة" للكاتب د. إبراهيم الدعمة، عبارة عن سلسلة حوارات في سيرة الحبيب الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم). نقرأ منها:
أنت هنا
قراءة كتاب مع سيرة الحبيب - سلسلة حوارات إسلامية للناشئة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية

مع سيرة الحبيب - سلسلة حوارات إسلامية للناشئة
الصفحة رقم: 1
الرحلة الشيقة
زيـد : أريد أن أسألك سؤالاً يا عمار ، فإن أجبت عليه سأرافقك في رحلة شيقة إن شـاء الله .
عمّار : اسأل ما بدا لك يا زيد ، وكلي آذان صاغية .
زيـد : ما هي أعظم نعمة في هذا الوجود يا عمار ؟ .
عمّار : وهل هذا الأمر يحتاج إلى سؤال يا زيد ؟! .
زيـد : أجبني يا عمار إذاً .
عمّار : نِعَمُ الله عز وجل علينا كثيرة يا زيد ، ألم يقل الله سبحانه وتعالــــى " وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها " [ إبراهيم : 34 ] .
زيـد : هذا صحيح يا عمار ، ولكن هناك نعمة عظيمة لا تضاهيها نعمة .
عمّار : كل نِعَمِ الله عظيمة يا زيد ، فمن أسماء الله سبحانه وتعالى ( العظيم ) ، وهذا يعني أن كل ما هو من عند الله عز وجل فهو عظيم .
زيـد : نعم يا عمار ، ولكنَّ الله سبحانه وتعالى فضَّلَ أشياء على أشياء ، وأماكن على أماكن ، وهكذا ، ولقد قال حبيبنا عليه الصلاة والسلام ( أنا سيد ولد آدم ولا فخر ) ، وخاطب مكة عندما هاجر منها بقوله ( والله إنك لأحب بلاد الله إليَّ ، ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت ) .
عمّار : شكراً لك يا زيد فقد أجبت بنفسك على سؤالك الذي سألتني إياه ، وفزت أنـا .
زيـد : ماذا تقصد يا عمار ؟! .
عمّار : الرسول عليه الصلاة والسلام سيد ولد آدم ، والبلد الحرام أحب بلاد الله إليه صلى الله عليه وسلم ، والله سبحانه وتعالى امتن علينا به بقوله عَزَّ مِنْ قائل " هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين " [ الجمعة : 2 ] ، ولولا ما جاءنا به عليه الصلاة والسلام لكنا من أصحاب النار ، وهذه أعظم خسارة يخسرها الإنسان لقوله تعالى " قل الله أعبد مخلصاً له ديني ، فاعبدوا ما شئتم من دونه ، قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ، ألا ذلك هو الخسران المبيــــــــن " [ الزمر : 14-15 ] ، لذا فأعظم نعمة في هذا الوجود هو الحبيب عليه الصلاة والسلام ومـــــا جاء به ( الإسلام ) .
زيـد : أحسنت يا عمار ، لقد فزت بالرحلة الشيقة ، ألم يقل الله سبحانه وتعالى " ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين " [ آل عمران : 85 ] ، فالذي يخسر الآخرة يخسر كل شيء حتى لو ملك الدنيا بما فيها ، لأن الدنيا وما فيها ما هي إلا متاع قليل نسبة للآخرة .
عمّار : هذا صحيح يا زيد ، والعاقل هو من يكون الرسول عليه الصلاة والسلام أُسوته وقدوته ، ويكون من أتباعه قولاً وفعلاً ، فإن أبى وعاند فسيلوم نفسه حين لا ينفع الندم لقوله سبحانه وتعالى " ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً " [ النساء : 115 ] .
زيـد : بارك الله فيك يا عمار ، نعم هكذا يجب أن يفعل المسلم ليكون من أتباع النبي عليه الصلاة والسلام ، قبل أن يقول " يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلاً " [ الفرقان : 27 ] .
عمّار : نسأل الله أن نكون من أتباعه الصادقين ، وأن يكون شفيعنا يوم الدين ، والآن إلى أين رحلتنا الشيقة يا زيد ، فمن صفات أتباع النبي عليه الصلاة والسلام الوفاء بالوعد ، أليس كذلك ؟! .
زيـد : بلى يا عمار ، وسوف أوفي بما وعدتك به ـ إن شاء الله ـ يا عمار .
عمّار : قل لي إذن إلى أين ستأخذني في هذه الرحلة يا زيد ، وهل استأذنت أبي لذلك ؟.
زيـد : رحلتنا ستكون مع سيرة مَنْ نرجو أن نكون من أتباعه حقاً ، حتى نرى كم كان عليه الصلاة والسلام رءوفاً ورحيماً بأمته ، حريصاً على أن نكون من المسلمين حتى نكون في الآخرة من الفائزين .
عمّار : تقصد مع سيرة الحبيب عليه الصلاة والسلام ؟ .
زيـد : نعم يا عمار ، فماذا تقول ؟ .
عمّار : نِعْمَتِ الرحلة يا زيد ، فأنا مشتاق إلى هذه الرحلة الشيقة منذ زمن ، فالرحلة مع سيرة الحبيب عليه الصلاة والسلام فيها اطمئنان للقلب ، وراحة للنفس ، وحياة للروح وللبدن ، ونسأل الله عز وجل أن يمن علينا بشفاعته يوم الدين ، آمين .