غالباً ما رسمتْ تأريخـَنا المصائبُ، لا سيما تلك التي تمخـَّضتْ عن جراحٍ أعارتنا دماءَها مداداً، خضّبنا به سفرَ أيامنا العصيبة، وذكرياتِنا الممزوجة َ بالألم والمرارة، والتي يضاعفُ الماضي قسوتـَهـا، حينَ يعرضُها صوراً يـتـجـلـّى فيها غدرُ الأقربينَ وكيدُ
أنت هنا
قراءة كتاب على أجنحة الجراح
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 2
عذراً أيّها العربُ
مـتـى سـيخلـعُ لـيـلَ الـحـزنِ وجـدانـي
كفـى بـدمـعِ الأسـى دربــاً لـعـنـوانـي
مـاذا أحـدِّثُ عـنْ أهـلـي وهــمْ قــمـمٌ
بغيـرهـِمْ مـا لهـذا الـقـلـبِ مـن شـانِ
مـاذا سـأحـكـي إذا حـدَّثـْتُ عـن وطنـي
وَهـوَ الـعـراقُ الـذي مـا مــثـلــهُ ثـانِ
مـا أطـيـبَ الـلـيـلَ إذ يـُرخـي جـدائـلـهُ
بـكـفِّ دجـلــةَ مـلـتـفــاً بـشـطــآنِ
والـضـوءُ يـسـكنُ وجـهَ المـوجِ مـنـتـشيـاً
يُـداعبُ الـوجدَ فـي أحـداقِ سـهــرانِ
والـعـشـقُ تسـرَحُ نشـوى فـيـهِ عـاشـقـةٌ
لـتـلثـمَ الـحلـمَ فـي أجـفـانِ نـشـوانِ
لم يـبـقَ عـندي سـوى ذكـرى مكـبــلـةٍ
بألـف ِ جُرحٍ ؛ وجرحُ الـغدرِ جـرحـانِ
قـدْ أحرقـوا كـلَّ شـيءٍ فـيـكَ يا وطنـي