هذا كتابي الثاني بعد كتاب «صناعة شهود الزور»؛ وللمفارقة فإنَّ ما احتواه الكتاب الأول شرح مسبقاً الأحداث التي اهتم بها هذا الكتاب، خصوصاً في مسألة الصراع على سوريا وفي سوريا.
أنت هنا
قراءة كتاب الوجه الآخر للثورات العربية
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
مقدمة
هذا كتابي الثاني بعد كتاب «صناعة شهود الزور»؛ وللمفارقة فإنَّ ما احتواه الكتاب الأول شرح مسبقاً الأحداث التي اهتم بها هذا الكتاب، خصوصاً في مسألة الصراع على سوريا وفي سوريا.
الوجه الآخر للثورات العربية حصيلة عمل ومتابعة دقيقة ومرهقة لأحداث الربيع العربي طوال عامين كاملين من عمر الأحداث العاصفة بالعالم العربي، وقراءة تفصيلية للمقدمات التي هيأت الطرق الموضوعية لحدوث الانفجار العربي الكبير الذي تحضّرت أرضيته منذ احتلال العراق عام 2003، وتحدّدت ساعة انطلاقته تزامناً مع الانسحاب الأميركي منه.
لقد واكبت أحداث تونس مباشرة مع غالبية من تعاقبوا على الحكم بعد سقوط زين العابدين بن علي مروراً بالثورة المصرية والحرب الليبية وصولاً إلى الأزمة السورية أو الثورة السورية كما يسميها المعارضون السوريون، ومن بينهم أصدقاء شرفاء لهم التقدير، وإن اختلفت الرؤية السياسية والمواقف في ما بيننا، والتي تفصلها عن بعضها بعضاً أنهار دم من هنا وهناك.
الحدث السوري ليس جديداً على صعيد لعبة الأمم، ولكن الجديد هو وصول هذه اللعبة إلى الداخل السوري، ونجاحها في ركوب موجة الاحتجاجات، وتسييرها في عملية تسلح عنيفة حملت أبشع ما في التاريخ العربي من فتاوى تكفيرية وماض دموي مظلم تضمنته كتب التاريخ العربي والإسلامي خدمة لمصالح من احتل العراق؛ وكانت سوريا السبب الأساس في إخراجه منه، وكل هذا بمعزل عن مصالح الشعب السوري والوطن السوري..
كان العمل الجدي والمهني يتطلب تواصلاً مع شرائح ونوعيات من المجتمع مختلفة المشارب والتوجهات والانتماءات، لذلك اعتمدت في معلوماتي على مصادر مفيدة وأكيدة؛ هذا بالتوازي مع الأخبار المتداولة من هنا وهناك، والتي قد يكون بعض منها صحيحاً، لكنها في معظمها تحمل الكثير من الشكوك والغلّ.
لقد استندت في عملي هذا إلى ستة أصناف من البشر:
1 - سياسيون وبرلمانيون ودبلوماسيون على شيء من التواصل مع خفايا السياسة الفرنسية عبر صداقات قديمة وحالية، فضلاً عن إعلاميين جمعتني بهم الزمالة والتعاون المهني.
2 - العسكر ورجال الأمن، وهذه الشريحة من المجتمع هي الأكثر إفادة في مثل هذه الأزمات، والأكثر اطلاعاً وجدية في تعاطيها مع الخبر، كما أنها تملك عقلية ممنهجة في تحليلها السياسي للأحداث الحاصلة كافة.
3 - الباحثون في معاهد الدراسات الاستراتيجية والسياسية، وأساتذة العلوم السياسية في الجامعات، فضلاً عن ناشطي حقوق الإنسان والمجتمع المدني والأهلي.
4 - رجال المال والعلاقات العامة لما لهم من تأثير وعلاقات مع النافذين في البلد؛ فالمال عصب كل شيء، ومن أجله تشنّ الحروب وتسفك الدماء.
5 ـ الوسط السوري المعارض والموالي في بلد مثل فرنسا شكّل رأس حربة في الحملة على النظام السوري.
6 ـ الأحزاب الأوروبية وناشطو المجتمع المدني الأوروبي..
7 ـ الأحزاب الكردية في سوريا وتركيا والعراق والناشطون الأكراد..
فإلى كل الذين تعاونوا، والذين ساعدوا في إخراج هذا الكتاب، أقدم شكري الخالص، ومحبة ملؤها الأمل...