كتاب "الكرد شعب بدون دولة تاريخ وأمل"، للكاتب الدكتور غينثر داشنر، الصادر حديثًا عن دار الفارابي 2014، والذي ترجمه للعربية د.
أنت هنا
قراءة كتاب الكرد شعب بدون دولة تاريخ وأمل
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
حتى أن شهر مولده ليس ثابتاً. فإذا اعتبر الكرد شهر آذار شهراً لمولده، فإن لذلك أكثر من سبب لا عقلاني يمنع لقبوله. فآذار بالنسبة إلى الكرد هو الشهر الذي يحتفل به بالعام الجديد (نوروز، حرفياً اليوم الجديد، أو الضوء الجديد). وعادة ما يقيم الكرد في كل أرجاء العالم في هذا الشهر سلسلة لا تنتهي من الاحتفالات المترافقة مع الموسيقى والرقص بكل حبور يرافقهم الشعور ببداية جديدة. حتى أن للاتفاق المعقود في 11 آذار/ مارس بين البارزاني والحكومة المركزية العراقية والموقع من صدام حسين نفسه، ربما كان قد لعب دوراً في ذلك. فمع البارزاني وبعد عشر سنوات من الحرب الدامية حصلت «جنوب كردستان» عام 1970 ولأول مرة على «وضعية الحكم الذاتي». ولكن على الورق فقط، إذ كان يجب أن لا يطبق إلا بعد مرحلة انتقالية من أربع سنوات، وهذا كان سبباً لاندلاع الحرب مجدداً عام 1974، وفيها شجعت الولايات المتحدة البارزاني أولاً، ثم قامت بمساعدته ثم بخيانته لاحقاً. في هذا الوقت أجريت أول لقاءاتي مع الكرد. في ذلك الوقت لم يكن بإمكان البارزاني حكم منطقته الصغيرة إلا من مخبئه في الجبال مباشرة على الحدود مع إيران.
الآن يختلف وضع الكرد هناك. وإن لم يشن الكرد العراقيون حرب استقلال، فذلك بفضل مصطفى البارزاني. وقد جاء في العرض الذي قدمه جمال نبز (Jemal Nebez) بالألمانية وبعنوان «كردستان وثورتها» ما يلي: «إذا ما فكرنا في البارزاني فإننا نفكر في التاريخ الكردي، أو بالأحرى في التاريخ السياسي للكرد في القرن العشرين. كان البارزاني بطلاً قومياًَ». والأصح أن نقول إن البارزاني هو بطل قومي. حتى لو تم تأجيل الاحتفال بيوم ميلاده المئة لعام واحد، فإن صورته تشع الآن في كل أرجاء كردستان العراق في كل متجر وبازار، وفي كل محل، في الأبنية العامة وفي التاكسيات: البارزاني حاضر في كل مكان، إنه الأسطورة الكردية التي تربط التاريخ بالأمل. فمشاهد لقاءاتي المتكررة معه وأخيراً مشاهد دفنه ما زالت تأتي إلى ذاكرتي.