أنت هنا

قراءة كتاب أنثاه

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
أنثاه

أنثاه

رواية "أنثاه"؛ مفترق طرق، حينما نتأمل الطرق ونعتمي درباً سلكناه، فسواء كنا فيه نوراً يضاهي شدة ظلام أو بعض رماد لفتات احتراق، فإننا نحتاج دوماً إلى وضوح صورة أن نكون أو لا نكون؛ فالتمسك بأوسط الصور قد لا يسمن ولا يغني من جوع، إما بداية وإما نهاية!

تقييمك:
5
Average: 5 (2 votes)
الصفحة رقم: 3

بت ثقلاً على أوهامي! ولا أعلم كيف لصدري أن يُطلق تغاريد أنفاس وأنت الأوكسجين الذي أتنفسه، ليتك تعلم أني أختنق بك حُباً، يا سيدي الغالي هوناً عليّ، فأنا لم أعد أفهم نفسي ولا أدري ما الذي يعتري جوفي، كل ما أملك سقته لك هدية، قلبي وروحي وما أملك إلّا قليلاً، تمايلت نحوك كما لو أنني أرقص على حافة الهاوية، أشعلت قناديل قلبي بنيران عشقك حتى بات نزفي ألواناً كلها رمادية، أَلم تفهم بعد أنني أنبض بروح كلها لك!؟
يا رجل حياتي المستحيل، بربك قل لي أي حب أسكنته فؤادي!؟ أي فوضى أهديتها لحياتي!؟ بت أنام على فيض انسكاب عيني علّها بما تفيض تروي ظمأ أحلامي بك، يا هذا أيني، أنا، من حياتك، ألا أملك قليلَ شعور، أي شعور ينتشلك منك إليّ …
يا عنيد؛ أُنثاك حلق بها كل الجنون بلاك، أتعبها السباق نحو حياة لا أظنها تعانقها، ملّت الاتزان نحو قوة تمقت فيها جوفاً ركيكاً بكل ما يعنيه من ضعف وانكسار، قل لي لو أنني بكيتك سائلة، أَتُرى الحب يهدينا صوراً لها مدى يعكس خيالات لا بد لها أن لا تكون!؟ فبربك كيف لي أن أختبئ من حقيقة ظاهري بك!؟
أيها المجنون، بت لي كأغانٍ من زمن عتيق، أطرب لها ثم أبكي، أبكيك حباً وأغنيك شوقاً، أراقص به نبضاً احتواك وأعزم لحنَ عذاب لا أظنه لغيري طريقاً، كنت أظن أنني بالحب امرأة يهيم بها أميرٌ بين الرجال، لكنني لم أكن سوى عجوزٍ شابت قهراً وماتت وجعاً، وبرغم هذا فأنا يا حبيب، معك أشعر بتناقض فريد، فبحبك ضعف بقوة متناهية، أَلأنني بك أحيا أملاً جديداً..!؟ فيا من يسكن خلايا دمي رفقاً بقلب أحبك إلى حد الهلاك.
***
اعتدت بعد كتابة أي خطاب أعده له أن أنهض وأقف صامدة باتجاه مرآة، وكأنني وضعتها لمثل حالتي هذه؛ كانت تتوسط جداراً أسود اللون لا شيء يضاهيه عتمة، مرآة، أطرافها زُينت بكريستال يضيء بريقاً كما لو كان النور نوره فقط، كنت أتعمد أن أرتدي أجمل ما لدي وأضع أحمر الشفاه الصارخ، وأكتحل مما يجعلني أبدو بعكس ما أظهر عليه حتى أكون وأنتصر على نفسي، تصدقون!
وما ينقصني سوى أن أعد لي طعاماً شهياً وكأنني أحتفل..
لا أدري ما يعنيه فعلي هذا لكنني بحق أشعر بحال جيد وكأنني انتهيت منه!
سفانة اتصلت بي وأنا بحال أحسن، هاتفتها مُبتسمة: أهلاً بالحبيبة، اشتقت إليكِ كيف هو حالك؟
ـ بخير يا حبيبتي، ماذا عنكِ، لا أدري لمَ شعرت بأنكِ لستِ على ما يرام!؟
بيلسان اسمعيني جيداً، بصراحة أخشى أن أخسرك..
وفجأة زادت من علو صوتها قائلة: يا رفيقتي إياك أن أشعر بأنك قد تغيبين عني، أنا أحتاجك أكثر فكفاك جنوناً، صدقيني لا نحتاج إلّا قوة، وما حالي بأفضل يا صديقة، فأنتِ لي من السماء سحابة تمطرني أملاً وتملأني فرحاً.
قاطعتها على الفور، أعرف شعور سفانة وما يدور في خلدها، فهي صديقة طفولة، هي توأم الروح، قلت مجاهدة حشرجة كادت تفضحني: أحبك والله، سفانة لا أحد يفهمني غيرك، مُحال أن أغيب عنك أبداً، لا تخشي فراقي، لن يكون إلا بقدر الموت يا حبيبتي أتفهمين؟ أنتِ لي أخت وأجمل صديقة.
سمعتها تزفر وكأنها تلفظ عناء اعتصر روحها: فواز عاد وأرسل إليّ، ولستُ أدري ماذا أفعل!؟
لم أحتمل فكرة أنني لا أزال أحبه وبقوة! بيلسان أَتظنين ندى فعلت خيراً بي؟
قاطعتها وبشدة قلت : سفانة، وهل ترين أنتِ في فواز أي خطوة تهديك نجاحاً في رسم حياة عائلة وأطفال؟
تعلمين بأن فكرة ارتباطك به من المحال، أنتِ وهو لا تتناسبان أبداً، أبداً.

الصفحات