أنت هنا

قراءة كتاب أنثاه

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
أنثاه

أنثاه

رواية "أنثاه"؛ مفترق طرق، حينما نتأمل الطرق ونعتمي درباً سلكناه، فسواء كنا فيه نوراً يضاهي شدة ظلام أو بعض رماد لفتات احتراق، فإننا نحتاج دوماً إلى وضوح صورة أن نكون أو لا نكون؛ فالتمسك بأوسط الصور قد لا يسمن ولا يغني من جوع، إما بداية وإما نهاية!

تقييمك:
5
Average: 5 (2 votes)
الصفحة رقم: 5

(2).. .. الرجال من المريخ والنساء من الزهرة..!!

يُقال أن لا شيء في الحب مستحيل، وها أنا أعيش كل المستحيلات في حياة كنت فيها بحب وكل الحب، قد يكون ليس من السهل أن أضع صور حياتي مقياساً لحالة معينة ولا سيما إن كانت حباً، لكن أيضاً أنا أؤمن بأن تجاربنا هي دليل خبراتنا وأنا عشت حياة بأكملها ليست بالقليلة لو اختيرت في سرد نبض احتوته رواية! كثرت أمنياتي وصحت بآخرها: ليت الأشواق لم تكن يوماً كما الأشواك تغرس في القلب وترمي به إلى الجحيم، فأي قلب هذا أجده ينساق نحو حنين قاتل وشوق جارف لأحباب اتجاههم قد يكون مُعاكساً! ولا يتعبني سوى أنه ينظر إلى الآفاق كما لو أنَّ الحبيب بين السحب وسيل من ندى الأمطار،ولا أدري أنحن فعلاً نتمسك بدرب شاق لا نجد منه إلّا كل عناء!
يُفجعني خبر أن كتاب د.جون غراي [ الرجال من المريخ والنساء من الزهرة ] بتوقيع في طرف نهايته:
«الدليل الرائع لفهم الجنس الآخر».
هو الكتاب الأكثر مبيعاً! إذن ما بنا لا أحد منا يفهم الآخر؟ولمَ نراهم لا يفهمون أننا من دونهم نموت! أولمْ يقل د.جون:«عندما يحب رجل امرأة، فإنه يحتاج دورياً إلى أن ينسحب قبل أن يتمكن من الاقتراب، إنه يشبه الحزام المطاطي المشدود، حيث أنه ينأى بنفسه ثم يعود بنفسه...».
ومتى يا جون متى، حتى تموت، قل لي أَتموت حتى يعود ذاك المجنون!؟ أي فعل يمارسه هؤلاء الحمقى، فالمرأة لا تفهم لا ولن تفهم أن يبعد عنها حبيبها، فهي لا ترى فيه إلّا أنه يكرهها! هذه حقيقة أيضاً يغفل عنها جميع الرجال؛ قُل لهم يا د.جون: ميتون نحن بلاهم ميتون! أوليتك تُسعفنا بكتاب: أيها الغافلون إنهن بكم هائماتٌ!؟ آه يا د.جون كنت قد أسهبت في أنه: «عندما تكون متضايقة يشرح لها لماذا هو على حق، ولماذا يجب ألا تكون مُتضايقة».
وقلت: «نشعر بأننا غير محبوبات لأنهم لا يؤيدوننا في مشاعرنا، وبدلاً من ذلك يجعلوننا نشعر بأننا على خطأ وغير مدعومين...»، أصبت لكننا أيضاً نود أن نفهم لمَ يرون أنفسهم لا يخطئون أبداً، لا ندري، فهل لأنهم ذكور فقط، لن نبالغ لو وصفناهم جميعهم في حالة أخطائهم كما لو كانوا أُسوداً تزأر!وها أنت يا دكتورنا العظيم تُفيدنا علماً بأن حُلفاءك أيضاً هذه المرة.
[الرجال لا يرغبون في أن يُحسنهم أحد].
«أفضل أسلوب لمساعدة الرجل لكي يتحسن هو التخلي عن محاولة تغييره بأي أسلوب».
سأعترف لك يا د.جون أنت وأمثال جنسك (قد يكون أحد منا فعل ما لا يجب أن يُفعل وهذا وارد، وكثيراً)، لكننا أيضاً عندما أحببناهم هِمنا بهم كيفما كانوا وبمثل ما يكونون في مُجمل حالتهم، رجل ثائر، أسد جائع، وطفل عنيد بهيئة رجل مُكابر! صدقني هم لن يحتاجوا أبداً لأن يكونوا مثاليين معنا، حُبنا لهم قد يفوق ظنهم فيما لو تخلوا عن الغطرسة والنرجسية التي في بعضهم!يظنون فينا عكس ما نحمله لهم، ينسون أننا فقط نطلب القليل.. القليل!، فقط بعض اهتمام.. وحبّاً له شأن احترام.
من الممكن أنَّ الإسهاب بالمشاعر التي تسكن أعماقهم تجعلهم في صورة الضعيف! ولا أدري لمَ يُصرون على أن تكون مشاعرهم تجاهنا سراً يجب أن لا يُفضح! ومما كنت تقول أيضاً: [مثلما المرأة خائفة من التلقي يكون الرجل خائفاً من العطاء].
نخاف ونخاف ونخاف...بربكم ما الذي نفعله بأنفسنا؟
مستاءة، مما أجده في استكشاف أجناسنا، فنحن مريبون إلى حد أننا مساكين، وجِدَّاً والله، نفتقر إلى كل شيء (الحب، الأمان، العطاء، الصدق...)لكنني أيضاً أكره فينا حالاً جعل منا سبباً في كل ما نحن عليه، فعلاً نحن أول من يُساهم في خلق تعاستنا وبأيدينا، وجعلنا فاشلين بهذا القدر من السوء رغم أننا قد نفهم أن هناك أموراً عديدة تجعل منا أقوياء وأحياناً طغاة متغطرسين لكن دائماً ما يكون منها شأن حرفة تنحت وتصقل منا انكساراً مُريباً، ولهذا نبقى عاجزين عن كل شيء.
أذكر حديثاً جمعني بالقاسم المشترك بيني وبين سفانة «صديقتنا ندى»، وكأني أبث لها شكواي ببعض من الأماني الضائعة من عدمها هنا.
أريد رجلاً بحبه لي أضع حياتي في كفة ميزان هو يقرر ما في كفته الآخرى، أريد حُباً ينتشلني من صور باتت لروحي كئيبة، رجلاً أبيع لأجله الدنيا ومن فيها، وكأن ما من أحدٍ هنا يا ندى.

الصفحات