أنت هنا

قراءة كتاب الإعلام الصهيوني وأساليبه الدعائية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الإعلام الصهيوني وأساليبه الدعائية

الإعلام الصهيوني وأساليبه الدعائية

كتاب "الإعلام الصهيوني وأساليبه الدعائية"؛ للكاتب الدكتور محمد علي حوات، الصادر عام 2006 عن "مكتبة مدبولي"، إن الخطوة الأولى في هذه الدراسة هي أن نضع أيدينا على طبيعة الإعلام الصهيوني وأساليبه الدعا

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: مكتبة مدبولي
الصفحة رقم: 1

الإعلام الصهيونى وأساليبه الدعائية

الأصل فى ( الإعلام ) أنه التبليغ أو الإخبار بحقيقة ما فهو يعتمد على الوقائع ، وهذا يوضح الفرق بين الإعلان أو الدعاية بالأساليب المختلفة ، ولكن عندما يكون الإعلام صهيونيًا فالأمر يختلف تمامًا ، فهم أصحاب قضية مصيرية وهم يدركون قبل غيرهم أنهم ليسوا أصحاب حق فيما يدّعون عن الوطن المزعوم، ومن هنا جاء التحدى ، إذ كيف يثبتوا للعالم - بالباطل - أنهم أصحـاب حق ، فدرسـوا قواعد اللعبة جيدًا وعرفوا مفاتيح الوصول إلى عقول وعواطف كثير من الشعوب فإذا كانت وسائل الاتصال لا تخرج عن جريدة أو مجلة أو فيلم سينمائى أو محطات تليفزيونية ، فقد أسسوا وامتلكوا معظم وأقوى شركات فى العالم واستخدموا كثيرًا من المبدعين فى كتابة الرواية والسيناريو وإدارة الحوار وأمدوهم بالأساطير التى تخدم وجهة نظرهم وبالمآسى المزعومة وعذابات الاضطهاد والتشرد حتى تخرج الكتابات وقصائد الشعر تمس العاطفة سواء فى حب الصهاينة أو كراهية الطرف الآخر ، ولم يتوقفوا عند هذا الحد بل سعوا لمراكز اتخاذ القرار والحكم فى أقوى الدول عن طريق المال والاقتصاد والصناعة وكلها تصب فى مصلحة الإعلام الصهيونى بين تهديد وابتزاز أو تكريم وتوقير واستعطاف
الناشر

مقدمة

إن الخطوة الأولى في هذه الدراسة هي أن نضع أيدينا على طبيعة الإعلام الصهيوني وأساليبه الدعائية ونصحح الخطأ الشائع بأن الإعلام الصهيوني هو الإعلام الإسرائيلي فقط والحقيقة غير ذلك : فالإعلام الإسرائيلي ما هو إلا جزءاً محدوداً من الإعلام الصهيوني الذي يمثل شبكة إعلامية واسعة الأطراف في محيط الإعلام الغربي .
لذا فإن عرض الأساليب الدعائية في الإعلام الصهيوني يقتضي منا الرجوع إلى الدراسات التاريخية لوضع اليهود في أوروبا الشرقية والغربية، ونبذ شعوب هذه القارة لليهود واليهودية منذ بداية عصـر النهضة والشـروع في التحول إلى التصنيع وبناء المعامل التي مثلت النواة الأولى للنهضة الصناعية والتحول من المجتمعات الزراعية بالتدريج إلى المجتمعات الصناعية ونشاط آلية السوق التي أبدى فيها اليهود نشاطاً محموماً في سبيل الكسب غير المشروع والمصحوب بالمراباة والخداع وأساليب الغش والتهور، الأمر الذي ولد الكراهية والسخط والاحتقار لدى شعوب أوروبا للعنصر اليهودي، سرعان ما تبلور ليتخذ طابع الاضطهاد وتدبير المجازر في كل أوروبا الشرقية وفى روسيا على وجه الخصوص . ولابد لنا فى هذا الصدد من الرجوع إلى الماضي لكي يساعد على إضاءة الحاضر، بما يتعين بدوره على استشراف المستقبل .
ظهر المشروع الصهيوني منذ بدايته في سياق المشاريع الاستعمارية في الوطن العربي،وتبلورت ملامحه الذاتية الوظيفية في إطار السياسات الإمبريالية في المنطقة العربية، لذلك فإن الصراع لم يكن في يوم من الأيام صراعاً فلسطينياً إسرائيلياً فحسب، فالمشروع الصهيوني تحددت وظيفته بخدمة أهداف الإمبريالية في هذه المنطقة التي تتمثل بتعميق واقع التجزئة والتخلف فيها من أجل السيطرة عليها واستغلالها ونهب خيراتها والحيلولة دون نهضتها وتحررها . هذا من ناحيـة، والتخلص من عبء الصهيونية الثقيل الذي طالما تبرمت منه الشعوب الأوروبية وحكامها لحقبة طويلة من الزمن .
لقد مثلت فلسطين القاعدة فقط للكيان الصهيوني لما في هذه القاعدة من مميزات برزت للمشروع الصهيوني من الناحية الأيديولوجية لدى الجماعات اليهودية الصهيونية ولكن مجال عمل هذه القاعدة كان يتخطى حدودها إلى السيطرة على ما يجري في عواصم ما يسمى بدول الطوق، لذلك فإن الإمكانيات التي وضعت تحت تصرف هذه القاعدة كانت تتناسب مع دورها في محيطها .
فالصهيونية التي زعمت أن العداء للسامية هو ظاهرة أبدية ولدت في الواقع في مرحلة شهدت تفاقماً في هذا العداء الذي كان يتغذى بنزعة الانعزال التقليدية المنتشرة بين اليهود .
وإذا كانت المذابح ضد اليهود قد أخذت تتلاحق في روسيا منذ مطلع عام 1977م، فإن نجاح الصهيونية في غزو الجماعات اليهودية لم يكن ليتحقق لو لم تنتقل ظاهرة العداء للسامية في سنوات الثمانينات ابتداء من عام 1880 م إلى ألمانيا والنمسا وهنغاريا، وذلك قبل أن تنتشر في مطلع تسعينات القرن الماضي ( القرن التاسع عشر) في فرنسا نفسها . وفي هذا السياق فإن " تيودور هرتزل " لم يحسم خياره الصهيوني إلا بعد أن تلمس بنفسه ظاهرة العداء للسامية في فرنسا حيث كان يعمل مراسلاً لإحدى الصحف النمساوية .
 

الصفحات