أنت هنا

قراءة كتاب الإعلام الصهيوني وأساليبه الدعائية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الإعلام الصهيوني وأساليبه الدعائية

الإعلام الصهيوني وأساليبه الدعائية

كتاب "الإعلام الصهيوني وأساليبه الدعائية"؛ للكاتب الدكتور محمد علي حوات، الصادر عام 2006 عن "مكتبة مدبولي"، إن الخطوة الأولى في هذه الدراسة هي أن نضع أيدينا على طبيعة الإعلام الصهيوني وأساليبه الدعا

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: مكتبة مدبولي
الصفحة رقم: 3

أساليب الدعاية الصهيونية القديمة

يتحرك الإعلام الإسرائيلى فى نطاق الإعلام الصهيونى الذى يملك الكثير من فرص الحركة فى أغلبية دوائر الإعلام الغربى منذ وقت بعيد إلى ما قبل قيام دولة إسرائيل ذاتها، وكان نابليون بونابرت أول داعية يقوم بنشر الدعاوى الصهيونية حين ربط بين السياق الاستعمارى والمسألة الشرقية الاستيطانية اليهودية وعمل على إيقاظ الوعى الأسطوري عند اليهود فى حق العودة إلى فلسطين عندما أبرز ورقته اليهودية التي تحث يهود الشتات على العودة إلى أرض الأجداد حين وصل بجيوشه إلى أسوار عكا بعد أن نجحت حملته فى الاستيلاء على القاهرة عام 1798م، وكان يهدف نابليون من خلال دعوته هذه إلى الآتي :
1 - تخفيف عبء الهجرة اليهودية المتدفقة على غرب أوربا من شرقها بعد أن وضع استراتيجية للسيطرة على ممتلكات الدولة العثمانية .
2 - إنشاء دولة يهودية بزعامة فرنسا فى فلسطين لتكون نقطة بداية مهمة لتنفيذ خططها الإمبريالية .
وفى هذا السياق يتضح أن القضية الفلسطينية قد حددت الاتجاهات الرئيسية لسياسة الدول الاستعمارية قبل المؤتمر الصهيونى بقرن كامل(1).
ورغم عودته إلى فرنسا وهزيمة حملته فى مصر، فإن الفكرة ظلت تراوده إلى أن أصبح إمبراطورا فدعا إلى عقد مجمع يهودي في عام 1807م يهدف إلى حث اليهود على العودة إلى فلسطين وإلى تعليم التقاليد العسكرية والتدريب على القتال لكى يتمكنوا من أداء واجبهم المقدس الذى يحتاج دينهم إليه على حد زعمه .
وفى عام 1860م أصدرت فرنسا نشرة تحت عنوان المسألة الشرقية الجديدة أظهرت فيها المكاسب الاقتصادية والسياسية التى ستعود على أوربا إذا استقر اليهود فى فلسطين، وتأسس فى نفس العام تحت تأثير هذه الدعاية الاتحاد الإسرائيلى العالمي فى فرنسا وهو الاتحاد الذى أنشأ مدرسة "مكفة إسرائيل الزراعية " قرب يافا عام 1870م(2).
وفى بريطانيا اهتم وزير خارجيتها بالمرستون بالمسألة الشرقية. وحين أصبح رئيس وزراء للحكومة البريطانية فيما بعد حدد ثلاثة أهداف للسياسة البريطانية هى :
1 - إخراج محمد على من بلاد الشام بغرض فك ضلعى الزاوية المصرية السورية وحصره داخل الحدود المصرية .
2 - قبول وجهة النظر الفرنسية الرامية إلى فتح فلسطين للهجرة اليهودية وتشجيع إنشاء شبكة من المستعمرات الاستيطانية لتكون عازلاً يحجز مصر عن سوريا ويمنع لقائهما فى الزاوية الاستراتيجية الحاكمة(3).
ونتيجة لما سبق فإن " تيودور هرتزل " لم يكن أول من بشر بالدولة اليهودية ولا كتابة " الدولة اليهودية " هو أول كتاب دعا إلى هجرة اليهود إلى فلسطين واحتلالها، فقد سبقته كتب ومناشير وأدبيات ومقالات كثيرة منادية بفلسطين وطن قومى يجمع شتات اليهود فى أنحاء العالم، منها على سبيل المثال: كتاب " روما والقدس " لمؤلفه تسيفى هرش عام 1862م و"التحرر الذاتى لـ ليويتسكر "، وكلها تحض اليهود على إيجاد حل للخروج من المأزق الذي يعيشونه فى أوربا، والمأزق الأوربى الكامن فى تحملهم عبء تواجد اليهود فى أوساطهم، لهذه الأسباب وغيرها ظهر المشروع الصهيونى وتبلورت ملامحه الوظيفية فى إطار السياسات الإمبريالية الاستعمارية فى المنطقة العربية، والرامية إلى جعل فلسطين قاعدة تمثل المصالح الاستعمارية يسكنها اليهود رغم ما فى هذه القاعدة من مميزات بررت المشروع الصهيونى من الناحية الأيديولوجية لدى الجماعات اليهودية الصهيونية(4) . واستطرادا على هذه القاعدة فإن الصراع القائم بين العرب وإسرائيل ليس صراعاً بين القومية العربية وبين مزاعم القومية اليهودية، بل هو صراع وجود عربى يدافع عن أرضه ومقدساته ضد غزوة صهيونية عالمية ربطت مصالحها بمصالح الإمبريالية العالمية وسلبت شعب بكامله وجردته من حقوقه وأرضه مستخدمة أبشع صور الإبادة والتنكيل مستفيدة من الدعم غير المحدود الذى تتلقاه من دول الغرب الاستعمارية ومن الإمبريالية الأمريكية ودوائرها الخاضعة لجماعة الضغط الصهيونى بما تمتلكه من نفوذ مالى وسياسى ومن سيطرة شبه كاملة على وسائل الإعلام والدعاية التى تمكنت من إجراء عملية غسيل مخ للشعب الأمريكي فأصبح جزءا كبيراً منه لا يرى الأمور إلا من خلال ما تمطره هذه الوسائل من معلومات مفبركة ودقيقة الإخراج .
إن الإعلام الصهيونى يعتبر من الناحية المادية البحتة شريكاً بحق النصف على الأقل فى سائر المرافق الإعلامية فى العالم الخارجي كدور النشر داخل إسرائيل وخارجها.
وأول ما يلفت النظر فى الإعلام الصهيونى أنه يعتمد ككل إعلام على وسائل ظاهرة، لكنه دون غيره أو دون كل إعلام، يعتمد فى نفس الوقت على وسائل مستترة .
فالوسائل الظاهرة فى الإعلام الصهيونى تتمثل فى :
( أ ) ملكية المؤسسات الإعلامية .
(ب) السيطرة على القوى البشرية فى الكثير من أجهزة الإعلام الغربى .
(جـ) السيطرة على الكثير من مصادر تمويل أجهزة الإعلام وأهمها الإعلانات.
أما الوسائل المستترة فى الإعلام الصهيونى فتتمثل فى الاحتكارات الكلية أو الجزئية فى الصناعات الآتية :
1 - الأفلام الخام التى تستخدم فى السينما والتلفزيون .
2 - صناعة الورق والأحبار التى تستخدم فى الطباعة بشكل عام وفى طباعة الصحف على وجه الخصوص .
3 - صناعة وهندسة آلات الطباعة .

الصفحات