رواية (مسافر بلا حلم)؛ صعدا الدرج الحجري الدائري بصمتٍ إلى غرفتهما. أمسك نك يدها لكنها ظلت تتقدمه بخطوةٍ أو اثنتين. شعرت أن لمسة يده منحتها ارتياحاً كبيراً، وهي تحتاج إلى الراحة في هذا الوقت. شعرت أيضاً أنها أقدمت على أفظع شيء في حياتها.
قراءة كتاب مسافر بلا حلم
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
_ يا إلهي! أديل، ماذا حدث؟
_ يتعلق الأمر بنك.
شهقت منى ووضعت يدها على فمها. سألتها: "هل هو. . .؟ هل وقع حادث؟"
_ لا. بل أسوأ.
_ هل هناك أسوأ من الوقوع عن قمة جبلٍ؟
_ ليست لدي فكرة إن كان يتسلق الجبال أم لا مؤخراً، لكنني أعرف مكانه في هذه اللحظة؛ زوجي الذي يعشق الرياضة حي وعلى ما يرام، وهو مستغرق في النوم في مطبخنا... مطبخي!
انعقد حاجبا منى معاً كالغيوم المنذرة بالرعد، وما لبثت أن غمرت صديقتها بطريقة فظة، فيما بدت متفاجئة تماماً. قالت: "من الأفضل أن تدخلي وتخبريني كل شيء".
حين تراجعت أديل، تبين لها أن لعاب الطفلة قد لوّث سترتها. لامست رأس ابنتها بالمعمودية وقبلتها، ثم تركت منى تقودها إلى غرفة الجلوس.
_ ظهر بطريقة غير متوقعة.
_ من دون أي إنذار؟
نظرت أديل إلى صديقتها نظرة ملؤها التعب، وأجابت: "ماذا؟ نك؟ ذاك الرجل الفاشل في التخطيط، والذي لا يستطيع أن يقرّر حتى ماذا يريد أن يأكل على العشاء إلا حين يشعر بالجوع؟"
وضعت منى بيثاني على الأرض فجأة وأعطتها لعبة لتلهو بها، ثم سألت أديل: "ماذا يريد؟"
هزّت أديل كتفيها، وأضافت: "من يدري؟ حاولت أن أسأله فقال إنه يريد التحدث".
_ عمَّ يريد التحدث؟
أطلقت أديل نفساً وشعرت بمعدتها تندفع إلى الأسفل، ثم قالت بهدوء: "أفترض أنه عاد ليطلب... تعرفين... الطلاق".
وأضافت: "...هذا ما يفسر عدم تطرقه إلى الموضوع مباشرة، وإلاّ فما الذي جعله يظهرهكذا بعد تسعة أشهر؟"
_ تسعة أشهر ونصف، في الواقع.
أغمضت أديل عينيها قليلاً وهزت رأسها، ثم قالت: "حسناً! بغض النظرعن عدد الأشهر... حتى نك لن يظهر هكذا ويقول : "مرحباً، حبيبتي! ها أنا عدت إلى المنزل. وبالمناسبة، أنت أصبحت من الماضي".
هزت منى رأسها موافقة، وقالت: "بالطبع، أنت تريدين أن تقولي له ذلك أولاً".
بدت صديقة أديل جدية جداً، فلم تتجرأ على القول إنها لم تفكر فعلاً بهذا الأمر. لكن كان عليها أن تفعل. أين روحها القتالية؟ فجأة أصبح وهج السخط متقداً في داخلها وكأنه يحرق أحشاءها.
سوّت منى جلستها إلى الخلف ونظرت إلى أديل نظرة ملؤها التساؤل.
_ أرجوك، لا تقولي إنك تريدين استرجاعه!
في تلك اللحظة، بدا من الطبيعي أن يصدر عنها جواب تلقائي مفاده "لا" قاطعة أو "بالطبع لا. ليس بعد مليون سنة". وبدلاً من ذلك، أغمضت أديل عينيها وحفت جانبي وجهها بيديها.
_ أديل؟
_ ظننت أنني أريده أن يرحل إلى الأبد. بدا القرارسهلاً حين كان بعيداً آلاف الأميال، لكنه عاد الآن و... لا أعرف... يبدو الطلاق... حاسماً جداً.
_ لا تدعيه يحبط عزيمتك من خلالِ سحره الصبياني، أديل!