كتاب " الحياة .. الحب.. الأمل "، تأليف محمد كمال هاشم ، صدر عن مكتبة مدبولي عام 2008 ، جاء في مقدمة الكتاب:
أنت هنا
قراءة كتاب الحياة - الحب - الأمل
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

الحياة - الحب - الأمل
- ومن تمام نعمة الله على عبده أن ينزل به من الضر والشدائد ما يلجئه إلى المخاوف , حتى يلجئه إلى التوحيد ويتعلق قلبه بربه فيدعوه مخلصاً له الدين , فسبحان مستخرج الدعاء بالبلاء , ومستخرج الشكر بالعطاء .
- ظهور أنواع التعبد , فإن لله على القلوب أنواعاً من العبودية كالخشية وتوابعها , وهذه العبوديات لها أسباب تحفزها وتثيرها , فكم من بلية كانت سبباً لاستقامة العبد وفراره إلى الله وبعده عن الغى , وكم من عبد لم يتوجه إلى الله إلا عندما فقد صحته فبدأ بعد ذلك يسأل عن دينه وبدأ يصلى فكان هذا المرض فى حقه نعمة .
- أن الله يخرج به من العبد الكبر والعجب والفخر , فلو دامت للعبد جميع أحواله لتجاوز وطغى ونسى المبدأ والمنتهى , ولكن الله سلط عليه الأمراض والأسقام والآفات , فيجوع كرهاً ويمرض كرهاً , ولا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً ولا موتاً ولا حياة ولا نشوراً , أحياناً يريد أن يعرف الشىء فيجهله , ويريد أن يتذكر الشىء فينساه , وأحياناً يريد الشىء وفيه هلاكه , ويكره الشىء وفيه حياته .
- إنتظار المريض للفرج , وأفضل العبادات انتظار الفرج , الأمر الذى يجعل العبد يتعلق قلبه بالله وحده , وهذا ملموس وملاحظ على أهل المرض أو المصائب .
- أنه علامة على إرادة الله بصاحبه الخير .
- أن العبد إذا كان على طريقة حسنة من العبادة والتعرف على الله فى الرخاء فإنه يحفظ له عمله الصالح إذا حبسه المرض , وهذا كرم من الله وتفضل , هذا فوق تكفير السيئات .. حتى ولو كان مغمى عليه , أو فاقداً لعقله , فإنه مادام فى وثاق الله يكتب له عمله الصالح .. تعرفَ إلى الله فى الرخاء يعرفك فى الشدة .
- أنه إذا كان للعبد منزلة فى الجنة ولم يبلغها بعمله ابتلاه الله فى جسده .
- أن يعرف العبد مقدار نعمة معافاته وصحته , فإنه إذا تربى فى العافية لا يعلم ما يقاسيه المبتلى فلن يعرف مقدار النعمة .
- أنه إحسان ورحمة من الرب إلى العبد فما خلقه ربه إلا ليرحمه لا ليعذبه , ولكن أكثر النفوس جاهلة بالله وحكمته .
- أنه يكون سبباً لصحة كثير من الأمراض , فلولا تلك الآلام لما حصلت هذه العافية , وهذا شأن أكبر الأمراض .
- تخويف العبد .
- أن الله يستخرج به الشكر , فإن العبد إذا ابتلى بعد الصحة بالمرض وبعد القرب بالبعد اشتاقت نفسه إلى العافية , وبالتالى تتعرض إلى نفحات الله بالدعاء .
- معرفة العبد ذله وحاجته وفقره إلى الله , فأهل السموات والأرض محتاجون إليه سبحانه , فهم فقراء إليه وهو غنى عنهم , ولولا أن سلط على العبد هذه الأمراض لنسى نفسه .