كتاب " الحياة .. الحب.. الأمل "، تأليف محمد كمال هاشم ، صدر عن مكتبة مدبولي عام 2008 ، جاء في مقدمة الكتاب:
أنت هنا
قراءة كتاب الحياة - الحب - الأمل
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
الحياة - الحب - الأمل
النجاح فى الحياة
لا يوجد تعريف شامل للنجاح , وذلك للاختلاف الشديد فى مجالات العمل والتباين الهائل فى النفس البشرية .. ولكن النجاح فى جوهره ما هو إلا عملية تبدأ داخل الإنسان .. يبدو لك فى الأفق كبصيص من الأمل وشيئاً فشيئاً يتحول إلى فكرة تتبلور داخل كيانك تدعوك إلى تفاؤل فى الأفق يعدك بحياة أفضل من التى تعيشها الآن .. فالنجاح بالطبع رحلة تحركها رغبتك الداخلية إذا كنت فى حقيقة أمرك تريد إدراك هذا النجاح للتطلع لمستقبل أفضل ..
يقع كثير من الناس فريسة للتمنى فقط دون أى مجهود يبذل تجاه الوصول إلى النجاح, فيقول للآخرين " أتمنى أن أنجح فى .. " .. وتقف كل الأمور عند تلك الكلمات وكلنا يعرف أن التمنى لا يفعل لك وحده أى شئ سوى أن يحفظك حبيساً لهذا التمنى فى المقاعد الخلفية دائماً .. إذن فماذا تقول لنفسك كبداية للوصول إلى النجاح ؟ تقول : "إننى أريد " .. فإنها تجعل رغبتك قريبة المنال .. والرغبة المحددة المعالم المجسدة تضعك فى الصفوف الأمامية أو فى مقعد القيادة على حسب حدتها ووطأة تأثيرها عليك للوصول السريع الذى لا يحتمل تسويفاً ..
" أريد " هذه تولد الطاقة الكامنة داخلك وتدفعك إلى ارتياد الصعب من المهام وتدفعك كذلك إلى التحدى والتغيير , وتخرجك من جو الراحة والهدوء الذى تعيش فيه إلى الانطلاق إلى عالم الاختلاف والتميز .. .. هناك وقت معين فى حياة كل منا يشعر فيه الإنسان بحاجة ملحة تفرض نفسها فوق كل المشاعر الأخرى .. رغبة تنبع من داخلك .. من كيانك .. لا تستطيع أن تقف أمامها أو تعترضها أو تضع العراقيل فى طريقها .. لقد فرضت نفسها , لا يمكنك فعل أى شئ سوى الرضوخ لها .. إنها تتحدى كل شئ .. تتحدى المنطق .. تتحدى العقل .. تتحدى الفكر.. رغبة لا يمكن كبتها لأنها لحظة صدق كامل .. سر من أسرار الروح ..
يعد النجاح من الأمور التى لا حدود لها وليس هناك أى معيار نستطيع من خلاله أن نقيس به حدته أو قوته .. هل تعرف شيئاً آخر مثل النجاح ؟ إنه الحب .. إما النجاح أو لا نجاح .. وإما الحب أو لا حب .. فبالطبع مفهوم النجاح لدى إنسان معين قد لا يلقى أى صدى عند إنسان آخر , ولكن من يقرر فى نهاية الأمر إذا كنت ناجحاً أم لا ؟ إنه إنسان واحد فقط .. هو أنت فقط .. فأنت الوحيد الذى وضعت معايير النجاح بالنسبة لنفسك وأنت وحدك الذى يمكنك تقييم نجاحك وأنت وحدك الذى تحدد ما يعنيه النجاح لك شخصياً .. أنت وحدك الذى يعرف فى قرارة نفسه ما الذى يرضيك ويجعل حياتك ذات قيمة حقيقية , وكل هدف لا تشعر أنت نحوه باللانجذاب الفعلى هو بالطبع هدف عديم النفع والجدوى , مثل الذى يسعى وراء الثروة فقط لأنه يتخيل أنها سوف تجلب له النجاح .. سوف يصل يوماً ما إلى الثروة وحينئذ سيعرف أن الثروة ليست لها علاقة بالنجاح , وفى كل لحظة سوف يجد نفسه قد حقق أحلامه فى النجاح ولكنه فقد الصلة بينه وبين نفسه .. فى كل لحظة يجد إنساناً آخر داخله .. يشعر بالانفصال عن نفسه .. يشعر بازدواج الشخصية .. وهذا فى حد ذاته شعور بغيض لا يشعرك مطلقاً بلذة النجاح .. ..
النجاح له مواصفات خاصة .. لكى تشعر بأنك ناجح فعلاً تصرف كإنسان ناجح .. طريقة سيرك تنم عن النجاح .. استقامة الأكتاف تنم عن النجاح .. وضع الرأس ينم عن النجاح .. حركة العيون تنم عن النجاح .. انضباط الجسم أثناء السير ينم عن النجاح .. أنت تعرف الناجح من الفاشل فى الحياة .. أذكر فى هذا المقام أحد المشاهد فى فيلم " Wall Street " حيث قال مساعد البطل للبطل مايكل دوجلاس إن النجاح " مجرد حظ " وإذا بهم يمرون بسيارة البطل الفارهة على ناصية تقاطع فى أحد شوارع نيويورك وأشار البطل ليؤكد أن عملية النجاح لا تعتمد على الحظ إلى مشهد إنسانى متكرر وهو أحد الشحاذين يبحث فى صندوق قمامة عن أى شىء يأكله أو يجد فيه أى منفعة وإلى إنسان آخر متكامل الشخصية به كل المواصفات السابقة بأكملها يسير على مقربة منه .. .. أشار البطل إلى مساعده لملاحظة الفرق بين الاثنين قائلاً : لا يمكن أن يكون الفرق بينهما " مجرد حظ " ..
هل شاهدت مرة أحد لاعبى التنس وهو يقذف بالمضرب فى الأرض بعنف شديد عند خسارته نقطة ثمينة أثناء اللعب أو فى نهاية المباراة ؟ .. أنت تعرف أنهم يلعبون بأحسن وأغلى وأخف أنواع المضارب على الإطلاق .. لا يمكن أن يكون المضرب له أى علاقة على الإطلاق بالخسارة .. إذن فماذا كان الخطأ ؟ .. حيث إننى أمارس هذه اللعبة .. أقول : طريقة قبضته على المضرب أثناء القذف بالكرة أو رد الكرة .. زاوية المضرب .. ثنى الركبتين .. الحركة أثناء اللعب .. عدم اللعب بذكاء .. التردد فى تغيير اتجاه سير الكرة فى آخر لحظة .. الاستهانة بمقدرة الخصم منذ البداية .. كفاءة الخصم العالية .. أنت تريد الفوز بالطبع ولكن حدث تناقض بين الهدف الذى تريد تحقيقه وبين حقيقة الموقف , وهذا هو ما يرشدنا إلى أن هناك شيئاً داخلياً يجب تعديله بأى وسيلة .. ويعد تحديد نوعية المشكلة هو أول الخطوات نحو إيجاد الحل المناسب لها .. عموماً فإن المشاكل الجوهرية التى نواجهها لا يمكن حلها بنفس مستوى التفكير الذى خلقنا به هذه المشاكل .. لا بد أن نسمو بتفكيرنا .. أو نطلع أكثر .. أو نطلب المشورة والرأى الآخر ممن لهم باع أطول فى هذا المجال أو لهم خبرة أكثر فى هذا المضمار..
تنقسم المشاكل بالطبع إلى أنواع كثيرة , ولكن لا يعنينا فى هذا المجال إلا أن نأخذ فى الاعتبار نوعاً معيناً من المشاكل ونقسمها على حسب قدرتنا على السيطرة عليها :
- مشاكل تقع تحت سيطرتنا مباشرة , وهى الخاصة بتصرفاتنا نحن .