كتاب " الحياة .. الحب.. الأمل "، تأليف محمد كمال هاشم ، صدر عن مكتبة مدبولي عام 2008 ، جاء في مقدمة الكتاب:
أنت هنا
قراءة كتاب الحياة - الحب - الأمل
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
الحياة - الحب - الأمل
- مشاكل يمكن أن تؤثر فينا بطريقة غير مباشرة , وهى عموماً متعلقة بتصرفات الآخرين .
- مشاكل لا يمكن لنا السيطرة عليها أو التأثير فيها .. وهى مشاكل لا نستطيع أن نقوم بفعل أى شئ تجاهها .. لماذا ؟ لأنها قد تكون متعلقة بالماضى أو بحقائق تقع خارج نطاق إرادتنا أو نفوذنا .. ..
يحدث فى كثير من الأحيان الإخفاق فى النجاح ليس لأى سبب واضح أو مفهوم على الإطلاق .. أى أنك لا تستطيع إدراك النجاح رغم إدراكك العوامل التى تؤدى إلى النجاح .. شئ محير حقاً !!
فيجب عليك حينئذ أن تبدأ بسؤال نفسك هذه الأسئلة :
- هل ستتغير معاملة أصدقائى وأسرتى لى ؟
- ما الذى سوف يصاحب النجاح من مظاهر ؟
- هل سوف أحتمل مسئوليات النجاح ؟
- هل سوف أكون سعيداً بتغيير نمط حياتى ؟
- هل سوف أكون أكثر بهجة فى الطريقة التى أقضى بها أوقاتى ؟
اكتب كل شئ يجول بخاطرك مهما كان تافهاً أو مضحكاً أو سخيفاً .. .. وسوف تتملكك الدهشة لو علمت أنه فى كثير من الأحيان ما يعوقك ويقف فى طريقك نحو النجاح هو التصور غير الواعى للنتائج التى سوف يتمخض عنها رغباتك الداخلية ..
هل تعلم لماذا فكرت فيما سبق ؟ .. لأن فى حياة كل منا جوانب مظلمة تمنعه من التقدم نحو النجاح .. عليك قبل كل شئ مواجهة هذا " الشئ " بشكل حازم وحاسم وسريع .. إما باقتلاع جذور هذا " الشئ " .. أو الوسيلة الثانية وهى أن تبحث عن حل مبتكر حتى لا يحول بينك وبين الانطلاق نحو هدفك .. لأن أى إنسان يعتقد أنه سوف يفشل فسوف يفشل بالطبع , والعكس صحيح كذلك .. وفى موضوع النجاح إذا خطر ببالك أو اعتقدت أنك لا تستحق ما تريد فلن تحصل عليه بأى شكل من الأشكال .. لأنك لا يمكن أن تبذل الجهد المطلوب منك نحو شئ لا تعتقد بأنك تستحقه ..هذا شئ بديهى .. فكل ما تعتقده عن نفسك وظروفك وقدراتك يؤثر مباشرة على كل ما تفعله طوال حياتك .. فما العمل إذن ؟ .. أفضل وسيلة أن تعيش فى دنيا خيالك ودع الطفل الذى بداخلك يحلم ويبدع ويتخيل .. لو تخيلت مثلاً أن أبواب السماء مفتوحة آلان لدعائك فماذا تتمنى؟ .. ماذا تود أن تفعل ؟ .. أى مكان تحب أن تكون فيه ؟ .. أى شئ ترغب فى الحصول عليه؟ .. ماذا تريد أن تكون ؟ .. تطلع إلى النماذج التى تبهرك .. تصور نفسك فى صورة أكبر بكثير من تصوراتك قبل ذلك .. كل شئ يرد فى خيالك يمكنك الحصول عليه , فلتكن شارداً فى سعة آفاق خيالك "THINK BIG".. كما قال الشاعر المتنبى فى قصيدته:
على قدر أهل العزم تأتى العزائم : وتأتى على قدر الكرام المكارم وتعظم فى عين الصغير صغارها : وتصغر فى عين العظيم العظائم.
فالتحدى الحقيقى هو أن نبدأ بثقتنا بأنفسنا .. بقدراتنا .. بما نستطيع أن نبذل من عرق وجهد لأنه بالثقة بالنفس تصبح قادراً على أن تحدد مسارك بناء على توجيهات إرادتك الداخلية .. لا بد أن تزيل أى آثار للخوف من أى شئ .. فإن الخوف سلوك مكتسب يحدث عندما تشعر بالنقص أو العجز عن التعامل مع شئ ما أو عندما تدرك خطراً مباشراً أو عندما تنقص احتياجاتك الأساسية أو تشعر بالوحدة لعدم قدرتك على حماية نفسك .. وهناك كذلك خوف من المجهول .. ولكن ما يعنينا فى هذا المضمار هو أن الثقة والخوف أمران متناقضان تماماً , كالليل والنهار فعندما يتواجد أحدهما يختفى الآخر أو يبتعد, وهنا نصل إلى بيت القصيد وراء ذكر كل ذلك .. ألا وهو أنك مادمت خائفاً فلن تثور فى اختياراتك وبالطبع فإن العكس صحيحا .. أى أنك إذا وثقت بنفسك فلن تخشى على الإطلاق من عاقبة اختياراتك .. السبيل الوحيد للوقوف فى وجه الخوف هو أن تظل متمسكاً بثقتك بإمكانياتك وثقتك بنفسك وثقتك بالله أنه معك على طول الخط طالما أنك تعمل لصالح نفسك والمجتمع الذى تعيش فيه .. ومع ذلك فهى رحلة طويلة .. فلا يوجد حتى الآن كبسولات للنجاح .. فلا بد أن تكون هناك قوة دافعة حقيقية وقوية فى نفس الوقت تدفعك نحو الهدف .. نحو النجاح .. بعد أن تكون قد كونت فكرة بعد إجابتك على كل التساؤلات الخاصة بموضوع النجاح .. ماذا تريد بالضبط فى الحياة ؟ .. بماذا تريد أن تساهم كعضو عامل فى المجتمع ؟ ما هى رسالتك ؟ .. ماهو التراث الذى تريد أن تتركه لمن بعدك وفى أى صورة ؟
إن كل تجارب الحياة التى نمر بها - سواء نجحنا فيها أو فشلنا - تصقلنا بصورة أفضل لأى تحديات قادمة , وكلنا يعرف أنه كلما اقترب الفجر كان الليل أكثر إظلاماً .. وأنه كلما كانت الأشياء أكثر سوءاً قرب إصلاحها .. " فلما استحكمت حلقاتها .. فرجت وكنت أظنها لا تفرج " ..
ونحن نعلم على اليقين أن الطائرات الورقية تعلو وتعلو إلى الأفاق ضد تيار الهواء وأن الموتى وحدهم هم الذين تجرفهم الأمواج .. أما الأحياء فانهم دائما ضد الأمواج .
هل هناك أى إنسان يشعر بآلامك الداخلية أكثر من نفسك ؟ .. هل يوجد إنسان يعرف كم تضيع وقتك هباء يوماً بعد الآخر أكثر من نفسك ؟ .. إذا كنت سعيداً بذلك فلا يمكن أن تقرأ هذه النوعية من الكتب .. ولكن من يقرأها هو الإنسان غير الراضى بالغرق فى محنته بأى شكل من الأشكال , وفى قرارة نفسه التطلع إلى التغيير إلى أفضل الأوضاع المتاحة .. ..
أهم شئ فى هذا المجال هو أن تعترف بعدم الرضا عن الوضع الحالى .. الاعتراف فى حد ذاته يعد أول خطوات الاتجاه إلى الحل .. .. فعندما تعترف بالمعاناة والآلام الداخلية فإن ذلك بالطبع يكون بمثابة أنك تضع وقوداً أكثر لتزيد به نار المعاناة الداخلية , وهذا سوف يدفعك دفعاً قوياً نحو إحداث التغيير المتأنى الذى يمر بأربع خطوات تسلمك كل خطوة بعد إنجازها إلى الخطوة التالية لها , وهى :
- الاختيار : تمهل قليلاً فى اختيار أروع نموذج سوف تقوم بتنفيذه .
- التخطيط : أى وضع خطة علمية قائمة على دراسة وافية لكل الاحتمالات .
- الالتزام : البدء فى التنفيذ فى أسرع وقت ..
- الاحتفال : تهنئة نفسك أولاً بأول تعطيك دفعات قوية للاستمرار ..
فكلنا يملك إمكانيات العظمة وكل ما يتبقى هو أن تبدأ بفتح الطريق أمام المشكلة , مصدر القوة الكامنة بداخلك ألا وهو الثقة بالنفس .. أى الإيمان الذى لا تشوبه شائبة بأنك تملك كل المقومات الأساسية اللازمة للقيام بأى مهمة تسعى إلى تنفيذها , لكونك تعرف أنك قادر على الاعتماد على إمكانياتك للوصول إلى ما تريد..