كتاب " الحياة .. الحب.. الأمل "، تأليف محمد كمال هاشم ، صدر عن مكتبة مدبولي عام 2008 ، جاء في مقدمة الكتاب:
أنت هنا
قراءة كتاب الحياة - الحب - الأمل
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
الحياة - الحب - الأمل
ماذا تفعل إذا أردت أن تحوز على ثقة الآخرين ؟ .. لابد أن تبذل قصارى جهدك حتى تكون بالفعل أهلاً لهذه الثقة .. ولكن كيف تحصل على ذلك ؟ .. أن تبدأ بالتركيز على شخصيتك من الداخل .. أن تكون أميناً وصادقاً كل الأمانة وكل الصدق مع نفسك .. بداية لأى شئ .. مثل الذى يريد أن يكتسب احترام الناس .. لا بد أن يحترم نفسه قبل أى شئ .. لا شئ يأتى من الفراغ كقاعدة عامة .. الإنسان الذى يعلم أولاده الصدق ثم ينكر وجوده بالمنزل لمن يطلبه .. ماذا تنتظر لأولاده وهم لم يجدوه قدوة لهم ؟ .. فى أى شئ لابد أن تبدأ بنفسك أولاً حتى تكون مقتنعاً بسلوكك وأسلوب حياتك وراضياً كل الرضا عن نفسك .. ولا نطلب الكمال بالطبع فى تصرفاتك أو سلوكياتك , لأن الكمال لله وحده, ولكن لابد لنا من المثابرة فى الاستمرار فى عملية التحسين الذاتى فهى مرتبطة بالتجديد والتطوير ما دمنا نتمتع بوجودنا فى الحياة .. ..
لا بد أن يكون لك هدف .. فالأهداف هى التى تقودك إلى ما ترغب فى الوصول إليه وتوجهك نحو غايتك إلى النجاح , ورويداً رويداً تجد نفسك قد أنجزت هدفاً من أهدافك وبذلك تكون قد اقتربت أكثر وأكثر من تحقيق الحلم بالنجاح الذى كنت أنت قد رسمته بنفسك .. الأهداف هى علامات تحديد المسافات الموجودة على طول طريقك إلى النجاح , فهى بذلك تشعرك بأنك قد أنجزت شيئاً ما و انتقلت إلى العلامة التالية , وهى بذلك أيضاً تشعرك بأنك تسير على الدرب الصحيح و تشجعك على الوصول إلى نهاية المطاف .. .. ولكن كيف تبدأ الأهداف ؟ .. .. عموماً الأحلام تسبق الأهداف أو يمكن القول إنهما من أسرة واحدة ولكن لكل منهما ملامح خاصة تميزها عن الأخرى .. .. فبينما تصف الأحلام الأشياء العامة نجد أن الأهداف تصف فقط الأشياء المحددة .. وطبيعة الأحلام أنها غير محددة بتاريخ معين أو توقيت محدد أما الأهداف فهى محددة بل يمكن قياسها من خلال القوائم الخاصة بالنتائج الموضوعية لتنفيذها .. وأجمل ما فى الأهداف أنها تعتبر الوسيلة المثالية لتحويل الأمانى إلى نتائج فعلية حينما تهبط إلى أرض الواقع وتساعد الناس على معرفة التوقيت المناسب لتحقيق أمانيهم .. وبما أننا قد تعرضنا فى سياق الحديث للأهداف والأحلام فلا بد لنا من أن نتعرض بالتالى إلى الخيال حتى تكتمل الصورة لأن الخيال ما هو إلا المادة الخام للأحلام وليس له أبعاد بالطبع ويرسم لك شيئاً جباراً لكى تتطلع إلى الوصول إليه , على عكس الأهداف التى يمكن أن تضمها بين ذراعيك .. أجمل ما فى الخيال أنه يعتمد على عوامل كثيرة منها : مرحلتك العمرية .. دراستك .. ثقافتك .. كثرة التجارب والخبرات فى حياتك .. رحلاتك إلى أماكن غريبة .. البيئة التى تعيش فيها .. أذكر هنا أننى عندما قرأت رواية "20 ألف فرسخ تحت الماء" .. كانت أروع قصة قرأتها فى ذلك الوقت, وأتذكر أننى قد قرأتها فى وقت قياسى حيث إنها كانت مشوقة لى جداً لأننى كنت صغيراً على تلك النوعية من الروايات , ولكنى عندما شاهدت الفيلم الذى يحمل نفس الاسم أصبت بخيبة أمل كبيرة حيث كنت أطلق العنان للخيال وأنا أقرأ .. ولكن عندما شاهدت الفيلم وجدت أنه قد حدد خيالى فى قوالب صغيرة غير التى كنت قد تخيلتها وأنا أقرأ هذه الرواية , لضعف الإمكانيات فى مجال السينما فى ذلك الوقت ..
ماذا تنتظر إذا لم يكن لك هدف واضح فى الحياة ؟ .. سوف تسير كرد فعل للأحداث مهما كانت ضئيلة , لأنه لا يوجد بديل لك .. أى شخص يريد أن يأخذك معه إلى أى مكان سوف تسير معه .. لا يوجد هدف .. لست مؤثراً فى أى شئ على الإطلاق .. السلبية تفرض نفسها فى هذه الظروف .. لأن روعة أن يكون لك هدف أنه يخلق لك تحكماُ وسيطرة على كل تصرفاتك فى الحياة .. أنت المتحكم الأول والأخير فى تسيير دفة اتجاهك, ليس مع الريح والأمواج فى كل الأوقات ولكن عكس الاتجاه فى كثير من الأحيان .. .. الأهداف أمور واقعية .. تأتى من أحلامنا التى تعيش فى عقولنا والأحلام دائماً هى التى تمنحنا الأمل وترسم لنا غداً مشرقاً ..
عناصر النجاح بالطبع متعددة وكثيرة بالفعل وهى ليست بسيطة أو سهلة المنال , لأنه فوق كل ما ذكرنا من عوامل يتبقى عامل التفانى , أى أنك لا بد أن تبذل جهداً إضافياً طالما أن العمل يتطلب ذلك , ولكن هذا الجهد قد لا يكون فى كل الأحوال مجهوداً عضليا ً بل فى كثير من الأحيان قد يكون سعة حيلة عند الضرورة .. قد يكون صبراً فى كثير من الظروف .. قد يكون ضبطاً للسان .. قد يكون كبح جماح النفس عند الغضب .. قد يكون تغيير وجهة النظر لوضع لحظى لصالحك .. قد يكون اللين حتى لا تكسر .. قد يكون الانفعال على من لا يصلح معهم إلا هذه الوسيلة فى التعامل .. .. أى أن التفانى هو كونك مثل الجهاز الذى به لمبة حمراء مضاءة طوال الوقت , مستعداً للاشتعال فى أى لحظة .. .. خلاصة القول إنه عندما تتفانى فى عملك فإنما أنت تستغل كل مواهبك وإمكانياتك - سواء كانت ذكاء أو مجهوداً أو رغبة عارمة أو كل ذلك - فى لحظة واحدة , وذلك لإحراز النجاح ..
كان العالم يتغير كل حقبة زمنية فى الماضى ولكن ما يحدث فى هذه الأيام يعد شيئاً فريداً بكل المقاييس .. إننا بالفعل فى عالم متغير فى كل لحظة لدرجة أننا يمكننا القول بكل بساطة إن التغيير هو الأمر الثابت فى هذا العالم الذى نحيا فيه وبالطبع لا يمكن أن تقف فى مكانك طوال الوقت , فمثلاً إذا تصفحت مجلة علمية فى أى تخصص سوف تجد على كل الصفحات اختراعات حديثة أو آفاقاً جديدة للتفكير أو إحداث تعديلات جذرية على مخترعات قديمة أو تحديث مصنع كامل بالإنسان الآلى بحيث يستغنى هذا المصنع عن نسبة 99% من العمال .. فقط لإدخال الميكنة مكان العامل والبعد عن الأخطاء الناجمة عن العامل البشرى .. التليفزيون .. الكمبيوتر .. تحول باستخدام النظام الرقمى إلى مربع يشبه التابلوه فى رقته وصغر سمكه .. ناهيك عن استخراج الطاقة من معدل تغير فرق درجة الحرارة من مكان لآخر فى البحار والمحيطات أو المد والجزر أو استغلال الطاقة الشمسية بدلاً من طاقة الوقود .. أين أنت من كل هذا ؟ حقيقى أين أنت ؟ لا تأخذ الأمر ببساطة كأنك تقرأ أى كتاب للتسلية .. هذه النوعية من الكتب ليست للتسلية بأى حال .. .. إنها للتفكير .. إنها للتغيير .. وما دمت تقرأها فأنت متطلع لتغيير نفسك إلى الأفضل .. ماذا تنتظر .. اغتنم الفرصة .. إنها تأتى على مدار الساعة وليس مرة واحدة فى العمر كما يتخيل البعض الذين يجلسون داخل المقاهى .. إنهم يقولون لك " أنا عايش حياتى بالطول والعرض " .. أى طول وأى عرض ؟ .. وأى وحدة قياس لهذا الطول وذلك العرض ؟ .. .. هذه الوحدات ليس لها أى معيار فى عالمنا نحن ..
الفرص كثيرة جداً ولكن لابد لك من أن تسعى ليس لاستقبال الفرص ولكن لاصطيادها , فحتى يومنا هذا لم توجد على الإطلاق أى فرصة تصيدت أى إنسان , ولكن على الإنسان السعى بكل طاقاته للعمل الجاد الذى من خلاله يستطيع التقاط الفرصة المناسبة له فى الوقت المناسب وفى المكان المناسب لكى يتم الاستغلال الكامل لهذه الفرصة ..
القانون هنا أنه إذا لم تخرج وتبحث عن الفرصة فلن تستطيع حتى رؤيتها .. أى أنه لا توجد رمية بلا رام .. إننا فى هذا المجال لا نتكلم أو نخص بالذكر أى إنسان سعيد بما هو فيه, لأنك عندما تتحدث مع كثير من الناس يخترعون لك أعذاراً وهمية تمنعهم من النجاح , حتى يصل بهم العمر إلى مرحلة معينة فيسعدون بذلك ويقولون إننا كبرنا الآن فى السن ولا نستطيع .. مثل صديقى الذى قابلته مؤخراً وقد استقال من عمله فى سن مبكرة .. فسألته : هل تعمل الآن فى وظيفة أخرى , إن صديقنا فلان قد إفتتح مكتب محاماة .. وهو فى نفس تخصصك ؟ .. فقال لى " إن الجلوس فى المنزل جميل "!! لا أعتقد أن الجلوس فى المنزل جميل بالمرة لأن وزنه الآن تعدى 110 كيلو جرامات .. هل هذا جميل .. إلى متى يظل جميلاً .. ومع ذلك فإن هذا النموذج السعيد فى حياته لا يهمنا فى أى شئ .. لماذا ؟ لأن عملية تقييم الإنسان لنفسه تتم فى ثلاث مناطق , وهى منطقة الرأس والقلب والجسد , ولا يمكن إغفال دور المشاعر . من خلال ما سبق و مطابقة الاختيارات المختلفة تستطيع ان تتوصل إلى اختيار شامل متكامل تحكم من خلاله على الفرصة السانحة لك وتقرر هل هى لصالحك للعمل بها فى هذه الظروف , أم عليك السعى لاصطياد فرصة أخرى ؟