كتاب " عبق الريحان في علوم القرآن " ، تأليف د. نوح الفقير ، والذي صدر عن دار المأمون ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
أنت هنا
قراءة كتاب عبق الريحان في علوم القرآن
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
عبق الريحان في علوم القرآن
5 – الاخبار عن أمور مغيبة مستقبلية ليس بمقدور أحد أن يعلمها لولا الوحي، كاخباره عن الروم وأنها ستغلب في قوله تعالى: {الم غلبت الروم}(58) وكذا الاخبار عن دخول الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه مكة آمنين قال تعالى: {لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين}(59)، وذلك يوم الحديبية قبل فتح مكة، فهل يسع النبي صلى الله عليه وسلم أن يعرف هذه الاخبار وغيرها لولا الوحي وصدق الله العظيم تلك من أنباء الغيب نوحيها اليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا}(60).
6 – الارقام الدقيقة، إذا القارىء للقرآن يجد فيه ارقاماً طبق الارقام، ففي قصة أصحاب الكهف عند أهل الكتاب أنهم لبثوا في كهفهم ثلاثمائة سنة شمسية وفي القرآن أنهملبثوا في كهفهم {ثلاثمائة سنين وازداوا تسعاً} وهذه السنون التسع هي فرق ما بين عدد السنين الشمسية والقمرية(61).
إن هذا غيض من فيض دلائل ربانية القرآن، ومن اراد الاستزاده فليتأمل العلوم التي تضمنها القرآن والصفات التي تحلى بها من نزل عليه القرآن، وسيرته الطاهرة، وعدم تناقض أخبار القرآن رغم طول فترة نزوله منجماً وتصدير بعض الآيات والسور بقوله تعالى: {قل} للاشارة الى انه من عند الله، ومن تأمل وجد خيراً كثيراً.
مميزات الهداية القرآنية
تتميز الهداية القرآنية عن غيرها من ألوان الهداية بمزايا عظيمة جليلة فذة، من أشهرها أنها:
أولاً : هداية شاملة عامة لكل البشر، مهما اختلفت أمصارهم وعصورهم ولغاتهم وأساليب حياتهم، ومن ثم جعل الله سبحانه وتعالى العلماء ورثة النبي صلى الله عليه وسلم يبينون هداية القرآن بعد وفاته، ويوضحون معانيه للعوام، عرباً كانوا أو عجماً.
ثانياً : هداية دائمة خالدة، تكفل الله سبحانه وتعالى بحفظها، ولهذا لم تفترق قراءة المسلم لكتاب الله تعالى في عصرنا، وكذا في كل عصر، عن قراءة الصحابي لكتاب الله في عصر النبوة.
ثالثاً : هداية تامة، شملت جوانب الحياة كافة، ووسعت احتياجات الانسان، وشرعت له من التشريعات ما يسمو بها على سائر المخلوقات.
رابعاً : هداية ناجحة، إذ أثبتت نجاحاً باهراً من عصر النبوة والى يومنا هذا، وكان نجاحها منقطع النظير، وليس له مثيل، يشهد بذلك القاصي والداني، في الوقت الذي فيه عجزت ألوان الهداية الاخرى عن تقديم مثل هذا النموذج الفريد.
هذا قبس من نور أوصاف هداية القرآن، التي يعجز الانسان مهما أوتي من علم أن يبلغ غايتها، فهدايات القرآنية لا منتهى لها، اذ كلمات القرآن لا تنفد، قال تعالى: {قل لو
كان البحر مداداً لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مدداً}(62) وكذلك هداياته.