أنت هنا

قراءة كتاب عبق الريحان في علوم القرآن

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
عبق الريحان في علوم القرآن

عبق الريحان في علوم القرآن

كتاب " عبق الريحان في علوم القرآن " ، تأليف د. نوح الفقير ، والذي صدر عن دار المأمون ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
3
Average: 3 (2 votes)
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 9

أما الحديث النبوي فقد يكون توفيقياً، أي: مستنبطاً بالاجتهاد، ولهذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يشير بالرأي، فيقول له بعض الصحابة: أوحي أم رأي يا رسول الله؟ فاذا علم أنه رأي أشار بخلافه، فيعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم بمشورته.

هذا اذا كان الحديث النبوي توفيقياً استنبطه النبي صلى الله عليه وسلم بفهمه لكلام الله تعالى أو بتأمله حقائق الكون واجتهاده، أما اذا كان توقيفياً تلقى مضمونه من الوحي فبينه للناس بكلامه فيفترق عن الحديث القدسي من جهة أخرى يوضحها الوجه الثاني.

الثاني: أن الحديث القدسي نسبه رسول الله صلى الله عليه وسلم الى الله تعالى، ولم ينسب الحديث النبوي الى ربه، والجميع مرده الى الوحي، قال تعالى: {وما ينطق عن الهوى إن هو الا وحي يوحى}(77).

وهنا تثور مسألة؛ هي: أن الحديث القدسي مختلف في لفظه؛ هل هو من عند الله أم من عند النبي صلى الله عليه وسلم؟ والقول الأصح أنه من عند رسول الله ، فإن كان من عند النبي صلى الله عليه وسلم فما وجه نسبته الى الله؟

والجواب: أنه يسوغ في العربية ان تنسب الكلام باعتبار مضمونه لا باعتبار الفاظه، فقد حكى لنا القرآن الكريم باللغة العربية كلام أنبياء لم يتكلموا العربية ونسبها اليهم.

بين القرآن والحديث القدسي:

يفترق الحديث القدسي عن القرآن باعتبارت متعددة، منها:

1 – المصدرية : اذ القرآن لفظاً ومعنى من عند الله سبحانه وتعالى، نزل به جبريل على قلب النبي صلى الله عليه وسلم، أما الحديث القدسي فلفظه من عند الرسول صلى الله عليه وسلم. ومعناه وحي أوحاه الله تعالى الى النبي صلى الله عليه وسلم بالالهام او بالمنام او بواسطة يعلمها الله تعالى.

2 – التحدي والاعجاز : فقد وقع بالقرآن التحدي والاعجاز، اذا تحدى الله سبحانه وتعالى به البشر فعجزوا عن الاتيان بمثل سورة منه، اما الحديث القدسي فلم يقع به التحدي والاعجاز فهو في هذا المجال كالحديث النبوي.

3 – التعبد بالتلاوة : فالقرآن متعبد بتلاوته لا تصح الصلاة الا بقراءة القرآن، لأنها ركن من أركان الصلاة، ومن قرأ حرفاً منه كتب له عشر حسنات، قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم: (من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول : "الم" حرف ولكن الف حرف، ولام حرف، وميم حرف)(78)، أما الحديث القدسي فلا تجوز الصلاة بقراءته، وثواب قراءته لا يعادل ثواب قراءة القرآن.

4 - التواتر والثبوت : القرآن الكريم قطعي الورود، متواتر النقل، فالمؤمن اليوم يقرأ القرآن الذي تلقاه النبي صلى الله عليه وسلم من وحي السماء، أما الحديث القدسي فكالاحاديث النبوية، منها قطعي الثبوت متواتر، وأكثرها ظني في ثبوته، كما أن وصفها بالقدسية ليس عنواناً لصحتها وصلاحيتها للقبول.

5 – الحفظ والصون: القرآن الكريم محفوظ مصان قال تعالى: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}(79)، اما الحديث بنوعيه فلم يسلم من التحريف والوضع.

6 – النسبة : القرآن الكريم ينسب لله تعالى، فهو كلامه، ولا ينسب الى أحد سواه، أما الحديث القدسي فيروى مضافاً الى الله تعالى، فيقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى، وتسمى هذه النسبة نسبة انشاء، وقد يروى مضافاً الى النبي صلى الله عليه وسلم ، فيقال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه، وتسمى نسبة

اخبار(80).

7 – الرواية بالمعنى : لا تجوز قراءة القرآن الا بنصه، ولا تجوز قراءته بالمعنى، أما الحديث القدسي فتجوز روايته بالمعنى لمن كان أهلاً لذلك.

8 – باعتبار كفر جاحده: اذ جاحد القرآن كافر، لأنه قطعي الثبوت، أما جاحد غير المتواتر من الحديث فلا يكفر، لأنه ظني الثبوت.

الصفحات