كتاب " الفكر السياسي عند الإباضية والزيدية " ، تأليف د. سالم بن هلال الخروصي ، والذي صدر عن مكتبة مدبولي عام 2006 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
أنت هنا
قراءة كتاب الفكر السياسي عند الإباضية والزيدية
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

الفكر السياسي عند الإباضية والزيدية
الفكر السياسي عند الإباضية والزيدية
إن التحول السياسي للفكر الديني المعاصر أوجد هوة واسعة بين المجتمع والإسلام لما تمثله بعض المتلبسين به من فكر متشدد وإرهاب مقيت انعكس سلبًا على فهم الآخر لهذا الدين السمح فأصبح في نظرهم حين يذكر الإسلام هو ذلك الطائر المخيف الذي يقذف بإحدى جناحيه حمم العنف وبالآخر سهام الكراهية لمن في الوجود قاطبة ، ولذا كان لزامًا أن نصحح هذا المفهوم وتلك الصورة الخاطئة المختزلة في أذهان الكثيرين من خلال إبراز مكنون الحضارة الإسلامية في فكرها السياسي ( الإباضي والزيدي ) البعيد عن ترهات المنتسبين ومغالاتهم لتعرف الدنيا مدى سماحة المسلمين وتسامح دينهم في مشروع حوار الحضارات الذي نسعى إليه جميعًا .
المؤلف
مقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على النبي الأمين وعلى آله وصحبه ومن سار في هديه إلى يوم الدين
أما بعد :
فلقد سجل التاريخ الإنساني خروج أمة ذات عقيدة راسخة, وفكر متجدد, وحضارة شامخة, وانطلاقة واسعة, بيدها دستور الحياة تحمله لبني الإنسان, لتملأ البشرية جمعاء هداية ونورا ورحمة ومحبة, فتغير بهذه الأمة وجه الإنسانية الشاحب, وسمت بهذه العقيدة نفوس أفرادها, عندما رأوا كمال نظمها وصفاء معتقدها، فآمنوا وصدقوا وأذعنوا وانقادوا, فبرزت لأول مرة في تأريخ البشرية حضارة, جمعت كل الحضارات, وأمة احتضنت كافة الأمم, ودستور انضوى تحت لوائه كل شرائح المجتمعات الإنسانية وطبقاتها, وبذلك كمل الإسلام في مبناه كما كمل في معناه.
إلا أن الناس لا يزالون مختلفين ولذلك خلقهم الله تعالى, فما كاد النبي الكريم ( ينتقل إلى الرفيق الأعلى, وتمضي سنة الخلفاء المهديين, حتى انطلقت شرارة الانقسام السياسي والفكري, فتعصف بتلك الحضارة ليتولد عنها المغالي في دينه, أو النابذ لأصوله.
وبين هؤلاء وهؤلاء تظهر فرقتا الإباضية والزيدية, لتبدأ معها الحضارة الإسلامية انطلاقة جديدة, وتشهد ساحتها تحولا ملحوظا وخاصة في فكرها السياسي. والذي نتناوله من خلال هذه الأطروحة التي جاءت لتخرج مكنون هاتين الفرقتين, وتفصل مبادئهما, وتوضح مدى التقارب الكبير بين فكريهما السياسي , الذي هو جزء من تقاربهما العقدي الكبير.