كتاب " إضاءات نيتشوية - الجزء الأول " ، تأليف د. نديم نجدي ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2013 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
أنت هنا
قراءة كتاب إضاءات نيتشوية - الجزء الأول
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
إضاءات نيتشوية - الجزء الأول
لماذا جن نيتشه؟؟!!!
من يقرأ نيتشه لا يُصاب بالدهشة من قدرة هذا الفيلسوف على تعرية أشيائنا من مغلفاتها الأخلاقية فحسب بل ينتفض من سبات نومه في قعر «قنينة الحياة»، ليستيقظ وحده والناس نيام ليستيقظ على ما يخاله الآخرون يقظة في نومهم المخدر بإله واحد وزوجة واحدة وإيمان مطلق.
فإذا ما كان النوم يريحنا من مشقة التفكير فإن جنون نيتشه كان نتيجة لانعدام نومه ربما نتيجة لأرق وقلق منعاه من أن يغمض له جفن طيلة حياته.
جمعية الرفق بالحيوان لم تشملنا برفقها
من المؤكد أن من بين ضحايا المجازر المريعة لقبائل «التوتسي والهيتوس» في (رواندا) ثمة طفل لا يعلم بأن في حضارة هذا العالم جمعية للرفق بالحيوان وإلّا كان سيُحاط برفق إنسانها المريع في سخطه على قتل الفيلة في أوغندا خوفا من «انقراض النوع».
أكم فقدت الإنسانية من أنواع في الخمسين ألف قتيل فيما لو قدر لواحد من هؤلاء الأطفال أن يتربى على موسيقى بيتهوفن وكتابات نيتشه ورسومات ڤان غوغ؟
صدق إذاً، أن واحدا من بينهم كان سيكون فيلسوفاً، رساما أو موسيقياً، لكنه مات من دون أن يتسنى له الإفصاح عما هو فيه عما تحتاجه إنسانيتنا من فرادة في الأنواع الحيوانية لا الإنسانية. ألا يستأهل منا ذلك بعض الأسف؟
كلب الرئاسة يضفي عليها وقارا حيوانيا؟
حين تهبط طائرة الرئيس الأميركي جورج بوش الابن في حديقة «بيتهم» الأبيض يُخرج كلبه قبل أن يُتحفنا بطلته المُهيبة.
أفي هذا دلالات أبعد مما تمثله مرافقة هذا الكائن من عض لكل من تسول له نفسه الاقتراب من ملكية الراعي لغنماته؟
نعم الدلالة الأسطع في ذلك هي الإضفاء على دبلوماسية الهيئة الرئاسية وقارا حيوانياً، كي لا نصدق كثيرا تهذيب الناطقين باسمه ولا عطف ورحمة سفرائه الميامين؛ ففي هذه المرافقة (مرافقة الكلب) رسالة تتبطن خبثا مضمرا في استخفافها بمشاعر المهانين ـ الجوعانين الكثر لكي يعتبروا بالخضوع إلى قوة سيدهم العصري وفي هذه الحال لو كان باستطاعته (بوش) تدجين نمرٍ لمرافقته في جولاته التلفزيونية لفعل الرئيس ذلك بالتأكيد.