كتاب " إضاءات نيتشوية - الجزء الأول " ، تأليف د. نديم نجدي ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2013 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
أنت هنا
قراءة كتاب إضاءات نيتشوية - الجزء الأول
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
إضاءات نيتشوية - الجزء الأول
لماذا كان وله نابليون بجوزفين ـ عفوا ماري روز
لا يهبط الحب من فضاء الميتافيزيقيات ولا هو منَّة قدر إلهي بل أن سموه وتعاليه هو من تمظهره بقربان التضحية لأمثال «روميو وجولييت»، وقيس وليلى... إلخ وإذا ما تخلصنا من أحجية النعوت الأخلاقية لفعل الإخلاص أو العفة والنزاهة في هذه الشهادات الشواهد لتوصلنا إلى نتيجة مذهلة مفادها: إن الحب ليس سوى تحدٍّ عمن يكون الحبيب أو بالأحرى تتوقد نار الحب من اختلاف الوضعية الاجتماعية للعاشقين وإلّا ما كان لتلتهم ناره نابليون الوله بالأصول الأرستقراطية لجوزفين عفوا لماري روز أكثر من ولهه بشخصها لا بل أن شخصها يمثل كل ما كان يفتقده نابليون في تربيته قبل أن يكتشف وهم البحث عن عظمة ستبقى متعطشة إلى ما كان يفتقده ولن ترتوي بما صار يمتلكه.
عود على ذي بدء
إن المعنى غير العادي (فوق الواقعي) الذي يضفيه البشر العاديون على رموزهم العقائدية والعاطفية حتى يرتبط بالحاجة إلى تلبية شوقهم لما هو فوق إرادتهم إلى ما يعتقدونه أسمى من واقعهم إله الحب مات فعاشت قصة روميو وجولييت وإله التضحية دفن. فاستولد تشي غيفارا رمزا للتفاني والتضحية بالذات؛ لربما من هذه العبر استخلص نيتشه مفهوم صيرورة العودة الأبدية.
هكذا إذاً...
إذا كانت أمجاد التراث تعزز ثقة الشعوب بنفسها إلا أن مخاطرها أفدح إذا ما أسرفت في اعتزازها بما كان عليه الأجداد لأن هذا من شأنه أن يعوق ما يجب أن يكونه الأحفاد.
فالتقدم يستوجب النظر إلى الأمام بأكثر من التحديق «النوستالجي» بالوراء؛ ولعل تفوق أميركا وتفردها بالهيمنة على عالم اليوم يعود إلى أن لاوراء لديها... لا أجداد لأحفادها ولا تراث لعقائدييها.