أنت هنا

قراءة كتاب إضاءات نيتشوية - الجزء الأول

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
إضاءات نيتشوية - الجزء الأول

إضاءات نيتشوية - الجزء الأول

كتاب " إضاءات نيتشوية - الجزء الأول " ، تأليف د. نديم نجدي ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2013 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 3

«كوجيتو» نيتشه

تريد أن تعرف من أنت فكر أن ثمة من كان حيا يُرزق منذ أكثر من عشرة آلاف سنة ويومين وثمة من سيولد بعد مليون سنة وساعة...

لذة الصيد في الصيد فقط

لذة الصيد ليست في الاستحواذ على لحم وشحم الفريسة إنما هي في الاستئثار بحرية الطريدة فبمصادرة طلاقتها تغتمر الصياد فرحة وغبطة بعد حسد طويل على ما يتقيده وجودنا الإنساني في قفص الاعتبارات الاجتماعية.

لذا فالحيوانات لا تحسدنا لأنها بحل من الروابط الاجتماعية واعتباراتها التي يسيطر فيها الإنسان على نفسه قبل سيطرته على الآخرين والطيور التي تحوم في فضائها الرحب لن تطارد من يقبع في قفص أوهامه. الحرية ليست مطلبا لتلك الكائنات الطليقة فوجودها معيار لها وليس لنا.

فلا يؤاخذنا رجال السياسة إذا ما كانوا مهووسين بصيد الطيور والبشر أيضاً.

الشاعر شاعر بقوة حدسه

لا يُقاس إبداع الشاعر بفصاحة تعبيره عما يشعر به الآخرون هؤلاء العاجزون عن استفراغ أحاسيسهم في قصيدة أو عن استمناء مشاعرهم في ديوان بل يقاس إبداعه بإحساسه المُفرط في استشعار «الآتي» من أحداث المستقبل «بنبوئية» يفتقدها رجال السياسة لا لأن السياسة مشدودة إلى ما تحصل أو ما سيتحصل بل لأن في لغة الشعر ونطاقه رحابة لتقدير ما لن تتوقعه السياسة المنغمسة حتى العظم في «مجريات الآني»... و«على التو»...

لذا قد نفهم ما كان الشاعر «طاغور» بعينه الرائية قد تنبأ بحصوله عندما رأى أن اللاعنف الانفعالي المستند إلى الرموز الدينية سيفرق هو أيضا وسينثر بذور العنف مثلما جرى فعلا على مرأى من عين «المهاتما غاندي» الذي عانى من تقسيم الهند إلى مجموعتين قوميتين (الهند الهندوسية) و(باكستان الإسلامية)؛ حصل هذا بعدما تفلتت نزعته ـ دعوته اللاعنفية من نطاقها كوسيلة لمقاومة الاحتلال البريطاني إلى غاية استجلب منطقها عنفا دمويا كان غير محسوب عند غاندي ومتوقعا عند طاغور.

على هذا أيمكن الاحتكام إلى ما يحدسه الشاعر في السياسة أكثر مما يحسبه السياسي في السياسة؟

الإجابة تبقى معلقة وهي رهن المفارقة بين نجاح السياسي في إقناع الجماهير بإقصاء ونبذ كل من يستبق وعيها العمومي (القطيعي) من جهة وفشل الشاعر في مجاراة الوعي العمومي حينما ينتبه إلى محذورات قبل وقوعها ليغدو وجوده سابقا لأوانه من جهة ثانية. إنما ليس كل الشعراء شعراء فكم عندنا من طاغور؟

الصفحات