أنت هنا

قراءة كتاب الإعلام والتحولات العربية - الثورة والاصلاح والانتخابات والديمقراطية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الإعلام والتحولات العربية - الثورة والاصلاح والانتخابات والديمقراطية

الإعلام والتحولات العربية - الثورة والاصلاح والانتخابات والديمقراطية

يأتي كتاب (الإعلام والتحوّلات العربية) لمؤلفه د.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: صفد الساموك
الصفحة رقم: 3

إن مقاربة هذين المتغيرين المهمين، وبالنظر إلى نتائج المعطى العسكري الأمريكي، سيقود إلى نتيجتين أساسيتين ذات ملامح إعلامية تتحدد في:
1- زيادة فرص الإتجاه المحافظ المعادي للغرب (أمريكا ودول الاتحاد الأوربي) في السياسة والإعلام الإيرانيين، وما ستحمله هذه النتيجة بالمقابل من سيناريوهات سياسية وعسكرية جديدة تطرح في المنطقة والعالم، يمارس الإعلام دوراً فاعلاً في التعبير عنها، بوصفه أداة بارزة في توجيه الصراع.
2- عودة الوجود الروسي إلى المنطقة بثقل كبير لأول مرة منذ انتهاء الحرب الباردة، منافساً تقليدياً للولايات المتحدة في العالم من خلال زيادة التقارب الروسي/الإيراني، وتطابق رؤى هذين البلدين إزاء العديد من التحولات التي في المنطقة، لاسيما بسوريا، على خلاف بالضد من الموقف الغربي، وما خلفه ذلك من زيادة الإتجاهات العسكرية والتسليحية للمنطقة، وتأجيج الصراعات السياسية والإيديولوجية، يؤدي الخطاب الإعلامي دوراً مهماً فيه.
أما المتغيرات السياسية/الإيديولوجية الرئيسة فهي تظهر بشكل عام على مستوى العالم بوضوح عبر ملامح متعددة، يمكن تحديد أبرزها في:
1- شيوع العولمة:
فرضت العولمة نفسها بعد انتهاء الحرب الباردة، وأفرزت نظاماً عالمياً يعتمد على الانفتاح الإعلامي الدولي، وعلى التجدد السريع للتكنولوجيا، وزيادة التقارب الاتصالي بين الدول، الذي كان من ميزات الثورة الاتصالية التي رافقتها حركة اجتماعية دولية، وأصبحت تستخدم بموجبها أشكالاً جديدة من وسائل النقل وتكنولوجيا الاتصال المرئية، خلقت نوعاً من التلقي الأممي.
ومن هنا يمكن الحديث عن مفهوم عولمة الإعلام بوصفه عملية تهدف إلى التعاظم المتسارع والمستمر في قدرة وسائل الإعلام والمعلومات على تجاوز الحدود السياسية بين المجتمعات، بفضل ما توفره التكنولوجيا الحديثة، وذلك لدعم توحد ودمج أسواق العالم من ناحية، وتحقيق مكاسب لشركات الإعلام والاتصالات، على حساب تقليص سلطة ودور الدولة في المجال الإعلامي من ناحية أخرى (5).
إن الإشارة إلى وسائل الاتصال الجماهيري الحديثة بوصفها مؤسسات ذات تأثير قوي في العصر الراهن، ينجم من أنها قد أسهمت وتحولت وتأثرت بعمليات العولمة في أبعادها جميعها، وقد ظهر دورها في الجوانب والمظاهر السياسية، عن طريق إنها:
1- تؤدي دوراً مهماً في توجيه السياسة المعاصرة سواء علي المستوى المحلي أو الدولي، ولكونها تُعد المصدر الرئيس للمعلومات السياسية، فقد زاد تأثيرها في تعريف الجمهور المتلقي بالقضايا السياسية المهمة، لاسيّما في البرامج الإخبارية والسياسية، بعد أن صارت المضامين الإعلامية المختلفة على قدر عالٍ من الإتاحة لجموع المتلقين.
2- تضطلع وسائل الإتصال الجماهيري بدور كبير في تعريف المتلقين بمفهوم الديمقراطية وممارساتها على مستوى العالم، وتعريفهم بحقوقهم السياسية والمدنية، وهي تقوم من خلال ذلك بعدد من الوظائف الديمقراطية في المجتمعات المعاصرة.
3- وقد مارست دوراً رئيساً في إدراك الأفراد لأهمية التعامل مع المعلومات –بحد ذاتها- واستخداماتها قوة فاعلة في عصر حتمية العولمة.
4- تُعد وسائل الاتصال الجماهيري من أهم الوسائل التي روجت لمفهوم ودور المجتمع المدني في الحياة المعاصرة على مستوى العالم، والتي تعد من بين أهم تطبيقات الديمقراطية واستخداماتها المتقدمة.
5- إن عمليات العولمة، التي تدعمها موجة الاتجاه نحو الديمقراطية والخصخصة، ساعدت على إثارة الحكومات العربية في التفكير في تحرك لتطوير نماذج الإعلام العربي.. وظهر اتجاه عام في الدول العربية نحو إقرار مبدأ التعددية الإعلامية، والتخلي تدريجياً عن احتكارات الحكومات العربية لوسائل الاتصال الجماهيري.. وقد تم السماح للقطاع الخاص بإنشاء شبكات وقنوات إذاعية وتلفزيونية، على خلفية تلك المتغيرات.
إن تلك الميزات التي أوجدها متغير حتمية العولمة في مجال الإعلام المعاصر لا تنفي مخاطرها، لاسيما عند أولئك الذين أيدوا النظرة التي تعد ان كل أشكال الاتصال الدولي ذات طبيعة سياسية، بشكل أو بآخر، أو قد تكون متأثرة فقط بالتوجهات السياسية أو الاقتصادية للدولة المرسلة، وان الاعتبارات السياسية شئ جوهري في ممارسة هذا الاتصال، حتى لو كانت المنظمات القائمة به لا تستهدف ممارسة نفوذ أو سلطة سياسية مادام إنها تعبر الحدود الوطنية، ولان المعلومات التي تحملها تهدد احتكار المعرفة وعملية الضبط الاجتماعي التي تستخدم كأساس للقوة والسلطة السياسية في الدول الأخرى (6).

الصفحات