أنت هنا

قراءة كتاب الإعلام والتحولات العربية - الثورة والاصلاح والانتخابات والديمقراطية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الإعلام والتحولات العربية - الثورة والاصلاح والانتخابات والديمقراطية

الإعلام والتحولات العربية - الثورة والاصلاح والانتخابات والديمقراطية

يأتي كتاب (الإعلام والتحوّلات العربية) لمؤلفه د.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: صفد الساموك
الصفحة رقم: 4

2- الإرهاب:
عُدّ الإرهاب من السمات البارزة للمتغير السياسي/الإيديولوجي المعاصر.. إن التغطية الإعلامية والإرهاب تربطهما علاقة وثيقة، وهما عملياً متلازمان ضمن حدود تلك العلاقة طبقا لجيمس أي. لوكازيوسكي -أحد مستشاري العلاقات العامة ممن كانوا يقدمون النصائح للدوائر العسكرية الأمريكية- إذ يُغذي كل منهما الآخر لتحقيق دوافع سياسية وأيديولوجية، فضلاً عن تحقيق الربح التجاري، ويظهر هذا التلازم عن طريق (7):
أولاً: يحتاج الانتحاريون إلى وسائل الإعلام للفت الإنتباه نحو قضاياهم.
ثانياً: إن نشاطاتهم تجتذب الاهتمام الإعلامي، وتحتل موقعاً بارزاً ضمن إهتمامات وسائل الإتصال الجماهيري، وتعدها بعض هذه الوسائل من الأحداث التي تؤدي تغطيتها إلى تعزيز مكانة الوسيلة الإعلامية، وأنها تحتاج إلى الإطالة والتعمق في قصص تلك الأحداث لان ذلك يكسبها مزيداً من المتلقين.
ونعتقد إن اهتمام وسائل الإعلام بتلك الأحداث يأتي لأسباب تنطلق من:
- جانب موضوعي:
إن تلك الأحداث غالباً ما تتسم بالأهمية والضخامة فيما يتعلق بالجمهور لأنها تمس يومياتهم، وان عدم تناقل المعلومات المتعلقة بها، قد يتنافى مع موضوعية الإعلام.. ولكن تبقى طريقة المعالجة الإخبارية لتلك الأحداث التي يجب أن لا تُقدم منفذي تلك القصص على أنهم من مستحقي التعاطف والثناء والرواج.
- جانب وقائي:
يأتي هذا الاهتمام ضمن سياق إعلامي للدولة وأجهزتها الأمنية، للتعريف بخطر تلك الأحداث على مجتمعاتها، وتوفير مسوغات جماهيرية لرفضها ومواجهة منفذيها وتحريك الرأي العام بالضد من فعالياتهم، وخلق وعي أمني واتخاذ إجراءات وقائية.. وقد بدأت هذه الأجهزة بابتكار الأساليب التي تعالج قضايا الإرهاب، لتكون مادة إعلامية تتناولها وسائل الأعلام، للتذكير والتنبيه بأخطار الإرهاب على الدوام، مثل إقامة الندوات والمعارض.
- جانب سياسي:
إذ بدأت بعض وسائل الإعلام الترويج لموضوع (الإرهاب) وصولاً إلى أهداف وأجندات سياسية معينة، لاسيّما في تلك الدول التي تشير إلى أن متغير الإرهاب بات السمة الأبرز التي تواجه المجتمع الدولي المعاصر، وان آثارها ستسمر لوقت مفتوح.
ومن بينها الولايات المتحدة الأمريكية، التي يحدد فيها دونالد رامسفيلد مفهومه عن النصر على الإرهاب بالقول: "أنا أميز النصر بالطريقة التالية: أعتقد أنه من غير المحتمل إن ننجح في تغيير طبيعة البشر... كما انه بسبب نهاية الحرب الباردة، وحرب الخليج، التي علمت الناس عدم جدوى مواجهة جيوش برية وقوات بحرية وبرية كبرى، بدأت بعض البلدان بالبحث عن طرق غير متماثلة يمكنهم من خلالها أن يهددوا الولايات المتحدة والدول الغربية، بالتكاثر وعبر إثارة التوتر.. ويتيح ذلك التكاثر للناس إمكانية الحصول على القدرات ذات القوة المتزايدة، القوة التي تبلغ درجة تجعلنا لا نتحدث عن الالآف، بل عن الآلاف المضاعفة من الناس".
ويضيف: "يجب إن نعرف مقدار التهديد والمدى الذي يريد إعطاءه هؤلاء لحياتهم، كما فعل أؤلئك الذين قادوا تلك الطائرات والحقوا بنا الضرر.... أنا أقول بان النصر هو إقناع الشعب الأمريكي وبقية شعوب العالم، بان هذه ليست مسالة سريعة، يمكن أن تنتهي في شهر أو سنة أو حتى خمس سنوات.. انه الشيء الضروري الذي يتوجب علينا القيام به، بحيث يمكننا أن نواصل العيش، في عالم ملئ بالأسلحة الفتاكة، ومع أناس يرغبون باستعمال تلك الأسلحة، ونحن نستطيع نفعل ذلك كدولة، وفي ذلك سيكون برأيي النصر".
3- الثورة والاصلاح والديمقراطية
كان التحوّل إلى الديمقراطية من ملامح السياسة العالمية الرئيسة خلال العقود الثلاثة الأخيرة، ابتداءً من انهيار الأنظمة السلطوية في جنوب أوربا وامتداداً إلى أمريكا الجنوبية.. وآسيا، ليبلغ ذروته في التحول الكبير إلى الديمقراطية في أوربا الشرقية، ويتركز في الشرق الأوسط، فيما يعرف بثورات الربيع العربي... وكان العديد من هذه التحولات سلمياً نسبياً، وتعكس استجابة الحكام السلطويين المتفاوض عليها لضغوط المواطنين عليهم... اذ تقوضت شرعية الأنظمة السلطوية في كل مكان، سيما بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، الأ ان قسماً منها كان ثورياً.

الصفحات