إنَّ من أصعب الكتابة في علم النفس وجاراته من المعارف هي الكتابة في موضوعين: موضوع المتخلفيّن عقليًا وموضوع المتفوقين عقليًا.
أنت هنا
قراءة كتاب نظرية البطل وظاهرة الرأي العام
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 2
انَّ هذا الكتاب (مثل كاتبه) يصطفُّ مع نظرية البطل ولا يصطفُّ مع ظاهرة الرأي العام، لكنه، لكي يكون كتابًا علميًا، أجّلَ الإعلان عن هذا القصد (وسمِّه الانحياز) إلى آخر ما هناك من كلماتٍ أو صفحات.
وفي هذا التوزيع للمُهمّة يكمن حرصُنا على أن يلمس القارئ بنفسهِ حقيقة ما ذهبنا إليه سالكًا طريق المناقشة والتأمل والاستنتاج.
***
لقد قَسّمنا الكتاب على ثلاثة أقسام: في القسم الأوّل ناقشنا البطل، وفي القسم الثاني ناقشنْا الجماهير ورأيها العام. لكننا رجعنا في القسم الثالث لنتابع مسيرة البطل كي لا نبدو وكأننا منحازون إليه سلفًا ولكي لا نُبقي لأعداء نظرية البطل مجالًا كبيرًا للمهاجمة. ومع ذلك فإنَّ الأملَ سيظلُّ حادينا إلى ظهور معترضٍ أو معترضين على ما ذهبنا إليه ليردَّ علينا بكتاب معاكس.
وحاولنا ان نُلحِقَ كلَّ قسمٍ من أقسام الكتاب باستبيان يحمل أسئلةً من نوع خاص تذهب إلى العمق في سبْرِ غور القارئ الذي آل إليه في قراءته لفصول هذه الأقسام.
ونَحنُ لا نريد ان نجعل من القارئ تلميذًا في مدرستنا لكنّها واحدةٌ من محاولات التأكدِّ من اهتمام القارئ بما عالجناه من قضيّةٍ شغلت المجتمعات والشعوب عبر كل تاريخها ولكي لا نشعر أننا هدرْنا وقتَ الناس في موضوع غير مهم، ومشاعرُ الذنب قاسية عند مَنْ يشعرون بها.
***
إنَّ السببَ الذي جعلنا نُنهي هذا الكتاب بملاحقَ عِدّة هو أننا رأينا هناك موضوعات إذا أُضيفت إلى بعض الفصول فإنها ستُعتبر مُقْحَمةً في المبنى والمعنى القائمين في الفصل، كما رأينا إهمالها نوعًا من التغاضي عن موضوعاتٍ تظلُّ الحاجة إلى معالجتها ضرورة ولو بشديد الاختصار.
***
كُلنّا خطّاؤون وخيرُنا التوابوّن، وأسألُ الله أن يجعل حسن القصد كافيًا لتخفيف اللوم في كلِّ ما زلَّ به لسان أو شطّ عنه ذهن أو هفا به قلم.
د. ريكان إبراهيم