إنَّ من أصعب الكتابة في علم النفس وجاراته من المعارف هي الكتابة في موضوعين: موضوع المتخلفيّن عقليًا وموضوع المتفوقين عقليًا.
أنت هنا
قراءة كتاب نظرية البطل وظاهرة الرأي العام
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 8
ما أحلى الطرح الذي ناقشناه في ما سبق ولكنه كله يبدو تافهًا وغير مرغوب فيه علميًا إذا تناولنا الموضوع من زاوية دقيقة في علم النفس. هناك مدرسة رائعة في هذا العلم إسمُها «المدرسة الشكلية»Gestalt. تقول هذه المدرسة أن الكُلّ لا يساوي بالضرورة حاصل جمع أجزائه. أي أن الكل هو حاصل نهائي أو مركبٌ نهائي وليس خليطًا. وأعني بذلك، كما تعنيه هذه المدرسة، ان المركب هو الناتج الذي يدخل في تكوينه عنصران أو أكثر من عناصر تكوينه (الثقافة، الجنس، الدين، اللون، الميثولوجيا، العواطف) بحيث تفقد هذه العناصر خواصها الأصلية، بينما يمثل الخليط حاصل جمع عشوائي تحتفظ فيه هذه العناصر بخواصها الأصلية ويظل كلٌ منها محتفظًا بهويتهِ.
وبما ان الكلّ البشري (استثناءً من الصيغة الكيماوية) لا يمكن ان ينصهر في مركب، لكنه ينصهر في خليط فإن هذا الكل لا يساوي بالضرورة حاصل جمع أجزائه وسرعان ما يظهر التنافس بسبب هذه الخصوصية لكل مُكوِّن. أما الذين يؤمنون بالرأي العام فإنهم يؤمنون بنظرية (المركب) الذي تفقد عناصره خواصها لتتوحد في صفاتٍ قد لا تمثل صفتها الأولى، وهذا لا يحدث في تجربته على الكائن البشري الذي له أهواؤه ورؤاه الخاصة به، هذه «المنافاة» لشرائح معينة من الناس لشرائح أُخرى هي التي أوجدت ما سمّوه لاحقًا بالمُعارضة التي يختلف فيها فرد أو أفراد عن فرد أو أفراد آخر أو آخرين.
***
بعد هذه المقاربات التعريفية بالكلمات التي أُستخدمت في عنوان هذا الكتاب، أوَدُّ أنْ أُشير إلى أن هناك أوصافًا وظيفية أو سمات أدائية تقترنُ بكلمة «البطل» ولكنها لا تنوب عنه ولا تقوم بدلًا منه.
لاحظْ التخطيط الآتي: