إنَّ من أصعب الكتابة في علم النفس وجاراته من المعارف هي الكتابة في موضوعين: موضوع المتخلفيّن عقليًا وموضوع المتفوقين عقليًا.
أنت هنا
قراءة كتاب نظرية البطل وظاهرة الرأي العام
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 10
الفصل الثاني
المدارس النفسية في دراسة البطل
شغل موضوع «البطل» الكثير من المدارس النفسية، ولأجل أن نضع القارئ على الأساس الصحيح لهذا الانشغال، نحاول أن نذكر لمن لا يعرف هذه المدارس من غير الدارسين لعلم النفس وأطباء نفسها شيئًا من التعريف بها.
هنا نذكر من هذه المدارس:
أولاً: المدرسة التحليلية؛ أو مدرسة التحليل النفسي Psychoanalytic: ظهرت هذه المدرسة أواخر القرن التاسع عشر ونضجت أوائل القرن العشرين على يد المنادي الأول بها (سيغموند فرويد) اليهودي النمساوي مع من صاحبه وعاصره وناصره وقتها من أمثال (ألفرد أدلر)، و(كارل كوستاف يونغ) ومع مَنْ تبعه من المؤيدين أو المنشطرين عنه أمثال (آنا فرويد) و(أريك فروم) و(أوتو فينكل) و (أرِك أركسون) ومن سِمات هذه المدرسة:
1. تأكيدها النمو الطولي زمنيًا للفرد من المرحلة الفمية (Oral) مرورًا بالمرحلة الشرجية (Anal) ومرحلة الكمون (Latency) ومرحلة اليفوعة (Adolescence)ثم المرحلة الناضجة (Adulthood).
2. تأكيدها تزامنَ ثلاث قوى في الفرد الواحد تزامنًا تراكميًا بالخبرة والاكتساب والنضوج .وهذه القوى هي:
أ ـ الأنا المتوازن بين القيمة واللا انضباط.
ب ـ الأنا الأعلى: المنضبط، القيمي، المتزن، العقلاني.
ج ـ أل (هو) المندفع، العاطفي، الرغائبي، اللذائذي.
3. تأكيدها آلية الغرائز المولودة وخصوصًا غريزة الجنس وغريزة التدمير.
4. تأكيدها دور الأُسرة الرئيس في كيفية نشوء عقدة الإثم والخطيئة وعوامل الإشباع والحرمان المرتبطة بالأمومة والأبوة منذ سنوات الولادة المبكرة.
5. اعتمادها التمثل بروح الأسطورة الإغريقية والرومانية واستعارتها المسميات التشخيصية لكل ظاهرة في سلوك الفرد عندما تُصبح ظاهرة مرضية.
6. اعتمادها السلوك الفردي فاعلًا في المجتمع أكثر من اعتمادها السلوك الاجتماعي فاعلاً في الفرد.
7. تأكيدها إنسانية الإنسان بأنه فعل وردُّ فعل تنفيذي في ما يعنيهِ اعتمادها آليات الدفاع المباشرة وغير المباشرة.
8. تأكيدها وجود (اللاشعور) المخفي المستبطن و(الشعور) الواعي البسيط الذي لا يعدو كونه أداةً أو وسيلةً تنفيذية لخفايا العقل الباطن.
9. اقتراب تلك المدرسة من الحتمية التاريخية ومن أنَّ الفرد الصغير هو كبيرٌ مُؤجَّل ينتظر الزمن المناسب لظهور الغرائز.
10. نظرتها إلى الأمراض النفسية والعقلية على أنها محضُ خطوطٍ دفاعية يواجه بها الفرد البيئة الصعبة تباعًا. وكلما انهارَ خطٌ دفاعيٌ لديه انسحب إلى خط يليه حتى الوصول به إلى آخر خط ينفصلُ به عن الواقع وهو خط (الفصام) أو (الذهان) عمومًا.