قراءة كتاب مواقف وآفاق في قضايا الثقافة واليسار والثورة (1985 - 2013)

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
مواقف وآفاق في قضايا الثقافة واليسار والثورة (1985 - 2013)

مواقف وآفاق في قضايا الثقافة واليسار والثورة (1985 - 2013)

كتاب " مواقف وآفاق في قضايا الثقافة واليسار والثورة (1985 - 2013) " ، تأليف رجا سعد الدين ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2014 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 3

بعض الأفكار حول قضايا التحالفات الوطنية

قبل البدء في مناقشة بعض الأفكار حول قضايا التحالفات الوطنية اللبنانية، نرى من الضروري الإشارة إلى بعض (النقاط- المبادئ)، التي تشكل إطاراً يساهم في تحديد أكثر للموضوع الذي سنتناوله بالبحث الموجز، ولعلها أيضاً تشير إلى أهمية التحالفات كقضية نضالية ملحة، تتطلبها ظروف المواجهة الوطنية اللبنانية، ضد مثلث التحالف الامبريالي- الصهيوني- الانعزالي.

أولاً: في أهم النقاط – المبادئ

أ - إن طبيعة الصراع الطبقي بوجهيه الوطني والاجتماعي في المجتمعات الرأسمالية (مهما اختلفت مستويات التطور الرأسمالي فيها)، تفترض وتتطلب استقطاباً طبقياً تحدِّده مواقع وعلاقات هذه الفئة الاجتماعية أو تلك في شبكة العلاقات الاقتصادية والسياسية العامة. إن هذا الاستقطاب الطبقي التناحري في مجرى عملية الصراع، يتطلب نوعاً من التحالفات الطبقية والسياسية بين القوى الاجتماعية والسياسية المتناحرة، تلعب فيها الأحزاب والقوى السياسية دوراً نشيطاً في تشكيل الجبهات، وصياغة برامجها السياسية، وتحديد أهدافها المرحلية والاستراتيجية تقدمية كانت أم رجعية...

ب - أكدت تجربة الحركة الثورية العالمية، أن الوحدة بين فصائل وأطراف الصف الوطني الواحد، كانت سلاحاً جباراً في تحقيق الانتصار على التحالف الطبقي المعادي في شتى عمليات الصراع الاجتماعي. وإن التشتت على صعيد أعمال الحركة الوطنية والديمقراطية والثورية، يشكل أضخم العقبات وأخطرها في طريق تقدم هذه الحركة، مما يساهم بالتالي في تحقيق أهداف الرجعية وتمرير مشاريعها العدوانية...

ج - أكدّت التجربة التاريخية للحركة الثورية العالمية أيضاً، أنـه لا يمكن للطبقة العاملة مهما كـانت منظّمة وقوية، من أن تحقق وحـدها عملية الانتقال من تشكيلة اقتصادية - اجتماعية إلى تشكيلة اقتصادية - اجتماعية أرقى...

د - أثبتت الحرب الأهلية اللبنانية المستمرة ومن خلال مجريات الصراع، بأنه ليس في استطاعة أي حزب وطني تقدمي أو ثوري، مهما كان كبيراً وقوياً من حيث انتشاره التنظيمي على الصعيد الوطني، أو من حيث علاقاته التحالفية والتنسيقية قومياً وعالمياً، أن يواجه منفرداً وبنجاح الرجعية الفاشية الداخلية، المتحالفة مع إسرائيل ومع الامبريالية العالمية وعلى الأخص الامبريالية الأميركية.

ثانياً: في الأسس الموضوعية للتحالفات الوطنية

1- في الموقف من التناقص الأساسي على الصعيد الدولي

بانتصار ثورة أوكتوبر الاشتراكية العظمى في روسيا سنة 1917، وقيام أول دولة اشتراكية ظافرة في تاريخ البشرية، بدأت مرحلة جديدة من الأزمة العامة للرأسمالية، مرحلة انتقال البشرية من الرأسمالية إلى الاشتراكية. وبعدما لعب الاتحاد السوفياتي الدور الأساسي في الحرب العالمية الثانية ضد الفاشية، ومن أجل نصرة الشعوب المناضلة في سبيل الحرية والتقدم والاستقلال الوطني، انتصرت الاشتراكية في أكثر من موقع. وقامت دول اشتراكية وطّدت دعائم النظام الاشتراكي العالمي، وتعاظم دور حركات التحرر الوطني على الصعيدين العربي والعالمي، وتعزز نضال الطبقة العاملة والقوى الديمقراطية في البلدان الرأسمالية العالية التطور، ممَّا أدى إلى تفكّك وانهيار النظام الاستعماري العالمي. في ضوء هذه المعطيات الأساسية غدا التناقض الأساسي على الصعيد العالمي تناقضاً بين الرأسمالية وأعلى مراحلها الامبريالية من جهة، وبين الحركة الثورية العالمية بفصائلها كافة من جهة أخرى.

الصفحات