قراءة كتاب مواقف وآفاق في قضايا الثقافة واليسار والثورة (1985 - 2013)

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
مواقف وآفاق في قضايا الثقافة واليسار والثورة (1985 - 2013)

مواقف وآفاق في قضايا الثقافة واليسار والثورة (1985 - 2013)

كتاب " مواقف وآفاق في قضايا الثقافة واليسار والثورة (1985 - 2013) " ، تأليف رجا سعد الدين ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2014 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 4

وعلى هذا الأساس فإن قضايانا الوطنية، في التحرر والتقدم وإنجاز الاستقلال الوطني في المجالات كافة، خصوصاً بعد قيام إسرائيل، ككيان عنصري فاشي استيطاني وتوسعي، قد ارتبطت موضوعياً بقضايا البشرية التقدمية المناضلة ضد الامبريالية وضد أشكال النهب والاستغلال الرأسماليين كافة، ووجدت لها- بفعل ذلك – في فصائل الحركة الثورية العالمية الثلاثة (النظام الاشتراكي العالمي، والحركة العمالية الثورية في البلدان الرأسمالية، وحركات التحرر الوطني) حليفاً طبيعياً ومبدئياً وثابتاً في مواجهة العدو وعلى مختلف المستويات.

إن التحديد الوطني التقدمي اللبناني المشترك، للجهة المعادية لقضايانا الوطنية والقومية في ضوء التناقض الأساسي في عصرنا على الصعيد العالمي، هو في تقديرنا مدخل رئيسي وصالح، لإيجاد أساس موضوعي للتحالف الوطني اللبناني.

2- في الموقف من التناقض الرئيسي على الصعيدين القومي والوطني

إن استيعاب التناقض الأساسي على الصعيد الدولي من قبل الأطراف الأساسية في التحالف الوطني اللبناني، يقود بالضرورة إلى تحديد التناقض الرئيسي على الصعيدين القومي والوطني، على أنه تناقض بين حركة التحرر الوطني العربية - والحركة الوطنية اللبنانية فصيل أساسي من فصائلها - كجزء لا يتجزأ من الحركة الثورية العالمية من جهة، وبين الامبريالية والامبريالية الأميركية وركيزتها إسرائيل على وجه الخصوص، والقوى الرجعية كافة وبخاصة الفاشية الانعزالية اللبنانية من جهة أخرى.

إن التحديد المشترك لجبهة الأعداء والأصدقاء من قبل الأطراف الأساسية في الصف الوطني والتقدمي اللبناني، على الصعيدين الوطني والإقليمي، في ضوء التناقض الرئيسي لهذه المرحلة على هذين الصعيدين، يعتبر برأينا أيضاً، مدخلاً أساسياً في تحديد أساس موضوعي آخر، للتحالفات بين أطراف الصف الوطني الواحد.

وإذا كان إقرار معظم القوى الوطنية والتقدمية اللبنانية بهذه المنظومة من التناقضات الأساسية على الصعد الدولية والإقليمية والوطنية كافة، والتعامل معها من موقع الفعل النضالي التقدمي، قد شكل برأينا الأساس الموضوعي لإمكانية قيام التحالفات الطبقية والائتلافات السياسية، فإن هذه التجربة، أي تجربة التحالفات والعمل الجبهوي الوطني بالصيغ التنظيمية المتعدِّدة التي شهدتها الساحة اللبنانية، أكدت بأن القوى الوطنية والتقدمية، لم تتمكن بالكامل من تحقيق عملية الالتحام الضرورية، بين ما هو ذاتي من عوامل موجودة (ولكن في حالة من الضعف) من جهة، وبين أسس موضوعية موجودة بالفعل من جهة أخرى، لإنجاح عملية التحالفات. إن عدم توافر هذه الإمكانية يعود في الأساس، إلى عدم النجاح الكامل على مستوى الحركة الوطنية كجبهة، أو على صعيد كل حزب من أحزابها - مع الأخذ في الاعتبار التفاوت في نسبة وجود الاستعدادات الذاتية للعمل الجبهوي لدى هذا الحزب أو ذاك - في الارتقاء بالعمل لإنضاج العوامل الذاتية ورفعها إلى مستوى نضوج العوامل الموضوعية، مما أدَّى إلى خلل في التنظيم والنهج السياسي، عانت ولا تزال تعاني منهما أيضاً، مجمل صيغ العمل الجبهوي الوطني، رغم بعض النجاحات النسبية التي كانت في أساس تحقيق ما شهدناه من انتصارات وطنية وقومية، على امتداد جبهات الصراع المتنوعة في مرحلة الحرب الأهلية اللبنانية المستمرة.

ثالثاً: موجبات الارتقاء بالعوامل الذاتية إلى مستوى نضوج العوامل الموضوعية

إن عملية تحقيق هذه المهمة تتم فقط من خلال النضالات المشتركة، للقوى الوطنية والتقدمية، وفي الإطار الموضوعي المتكوِّن، ومن خلال عملية التأثير المتبادل لجميع جوانب ما هو ذاتي يتكوّن وما هو موضوعي متكوِّن. وحتى تجري هذه العملية النضالية المعقّدة بأقصر الطرق وأقلها كلفة، يجب الأخذ في الاعتبار تحقيق الشروط الآتية:

أ - العمل على تحديد موقف وطني تقدمي مشترك وحاسم، من قضايا الصراع بين قوى التناقض الأساسي على الصعيد الدولي، أي بين قوى الامبريالية والرجعية والحرب من جهة، وبين قوى الاشتراكية والتقدم والسلام من جهة أخرى، وضرورة الالتزام بالتالي بالمواقف النضالية العامة للحركة الثورية العالمية.

ب - العمل على تحديد موقف وطني واضح ومبدئي وسليم من القضايا القومية، أي قضايا التحرُّر الوطني والتقدم الاجتماعي والوحدة العربية، وبشكل خاص الموقف من القضية الفلسطينية، وضرورة بناء أسلم العلاقات وأرقاها مع سوريا التي تلعب دوراً ممانعاً للمشاريع الامبريالية والصهيونية والرجعية، ومع القوى الديمقراطية والثورية في الثورة الفلسطينية، والمساهمة في تحديد صيغ النضال المشترك السوري – الوطني اللبناني – الفلسطيني على الساحتين الوطنية والقومية.

ج - الحرص الدائم على تعزيز الطابع الجماهيري للتحالف الوطني اللبناني، على قاعدة العمل الوطني المشترك، من أجل تنمية الحركة الشعبية، والاستفادة من قدراتها وخبراتها، وتنظيمها في أطر تتناسب وطبيعة المرحلة.

د - تعزيز الديمقراطية (مفهوماً ونهجاً) في العلاقات التنظيمية بين أطراف الصف الوطني كافة، وممارسة النقد والنقد الذاتي، كعملية ضرورية ملحّة وبنّاءة، وتعزيز دور القيادة الجماعية في مؤسسات التحالف الوطني، وتجنب الانزلاق في ممارسة المركزية إلى أبعد الحدود من قبل القادة، والحرص على عدم تفشي البيروقراطية في المؤسسات الوطنية المفترضة.

هـ - العمل على إتقان أشكال النضال الاقتصادي والسياسي والعسكري والأيديولوجي كافة، والجمع في ما بينها، واعتبارها جوانب متعددة لعملية نضالية جماهيرية واحدة، والعمل على تمحورها حول الشكل الرئيسي منها، وذلك ارتباطاً بخصائص المرحلة التي تجري فيها عملية الصراع وبنهج القوى المعادية وأدوات هجومها وأسلوبه.

و - العمل على أن ينطلق العمل الوطني، ضد محاولات الرجعية اللبنانية، وبخاصة الرجعية الفاشية الانعزالية التي تسعى إلى تجديد التسوية الطائفية وتكريسها، والرد على هذه المحاولات من موقع وطني ديمقراطي ثوري يتناول بالتغيير النظام في لبنان بجوانبه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية كافة .

النداء، 4/8/1985

الصفحات