كتاب " طبيب في الجيش " ، تأليف د. ياسر سبسبي ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2011 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
أنت هنا
قراءة كتاب طبيب في الجيش
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
طبيب في الجيش
علّق النسر على ذلك بالقول:
ـ "طز" في الهجرة،.. الهجرة كلام فارغ، والهروب من واقع الوطن جبن. الشاب بعنفوانه في أول عمره يفكّر في السفر قبل الزواج من أجل واحد من ثلاثة دوافع، إما بحثاً عن حرية فكرية، وإما عن حرية جنسية، وإما عن حرية مادية، أي هرباً من الفقر وقلّة الفرص. أما بعد الثلاثين، ومع الزواج والأولاد فلماذا يفكر في الهجرة؟ تبقى المواطنة من أطيب المشاعر لدى الإنسان ليس لكونها ميزة ممكنة، بل لكونها واجباً يمارس.
في تلك الأثناء وفي غرفة جانبية، فحص الدكتور رامي أحد ضباط الرادار وهو في رتبة رائد، كان محموماً ومنهك القوى، قال له:
ـ سأعطيك حقنة خافضة للحرارة، ستسرّع في شفائك. فانتفض الضابط قائلاً:
ـ كلا.. إلّا الحقنة.. لا أحب الإبر تغرز في جسدي.
ظنّ الدكتور رامي أنه نوع من المزاح وراح يحضر الحقنة قائلاً:
ـ أنت ضابط قد تخوض حرباً، هذه حقنة وليست صاروخاً، لكن الضابط وبكل جدية قال:
ـ لا تحضّر الحقنة يا دكتور، أخاف الحقن، ولعلمك فإن صاروخاً أستقبله بصدري أهون علي من الحقنة في مؤخرتي!
ضحك الدكتور رامي وهو يرمي الحقنه مستغرباً، بينما الحاضرون ما زالوا يتكلمون على الأموال الهائلة التي يستهلكها الجيش يومياً: طائرات، سيارات، وقود، رواتب جنود، سرقات. ثم يستنتجون أننا أغنياء لكننا مضطرون أن نستخدم أكثر من ثلاثة أرباع ميزانيتنا في التسليح والدفاع..
يسمع الدكتور رامي كل هذه الهموم وكل هذه الأمراض فيزداد صداعه وتعبه لكن لا ينتبه أحد منهم لذلك، فالجميع ينتظرون منه استشارات صحية ولا يتوقعون أن يتعب الطبيب حينما تتجمّع همومه وتحرمه من النوم وخاصة في الليالي التي يكون فيها مناوباً في الثكنة.
***